
إقليم السودانيين بالخارج.
الجزء الثاني.
إقليم السودانيين بالخارج ليس مجرد فكرة إدارية، بل مشروع وطني كبير يعيد الاعتبار للسودانيين العاملين بالخارج، ويضاعف مكاسب الدولة، ويقوي الوحدة الوطنية، ويدعم الفيدرالية كمخرج حقيقي لأزمة الحكم في السودان.
إن تمكين هذا الإقليم بصلاحيات واسعة سيحوّل أكثر من ٦–٨ ملايين سوداني بالخارج إلى قاطرة تنمية، و(دولة صغيرة) داعمة للاستقرار الداخلي، مما يجعل السودان أقرب إلى النموذج القادر على النهوض من أزماته وبناء مستقبل أفضل لجميع أبنائه.
1. الإطار الدستوري الفيدرالي :
الإطار الدستوري ليس مجرد نصوص بل منظومة متكاملة تضمن وحدة الدولة، والعدالة بين الأقاليم، تقليل أسباب الحروب، توسيع المشاركة، إنهاء التهميش، احترام مشروع التنوع الخلاق.
فالفكرة عند المشرّع تؤدي إلى حكم فيدرالي في السودان مستقبلاً، فالمشروع مدخل لتحقيق سودان جديد مستقر ومتصالح.
2. رؤية استراتيجية لتنظيم دور الجاليات وبناء السودان الحديث.
السودانيون في المهجر على مدى عقود جزءٌ أساسٌ من قوة السودان البشرية والاقتصادية والدبلوماسية، وعلى الرغم من الدور الكبير الذي يقومون به، ظل حضورهم في منظومة الحكم محدوداً، وتعرضت مبادرات تطوير مؤسسات الرعاية للسودانيين العاملين بالخارج للإضعاف والتهميش.
تأتي فكرة إقليم السودانيين بالخارج كتطوير جذري ورؤية مستقبلية تعترف بحقوق هذه الكتلة الوطنية وتحولها من حالة متناثرة إلى إقليم كامل الصلاحيات يتمتع بقدرة مؤسسية، ويمثل قوة إضافية لوحدة السودان ونهضته.
3. الأساس الأخلاقي والدبلوماسي والسياسي للمشروع :
عُرف السودانيون بالخارج بصفات ميزتهم على الآخرين؛ السمعة الحسنة جعلتهم خير سفراء للسودان، وقد قدموا نموذجاً للتعايش والالتزام جعلهم موضع تقدير عند الشعوب والحكومات حول العالم.
4. دورهم كقوة دبلوماسية ناعمة :
السودانيون بالخارج يعدّون أكبر مصدر للقوة الناعمة السودانية…
بدليل دورهم في تحسين صورة السودان عالمياً، وبناء علاقات مع المؤسسات الخارجية، دعم القضايا الوطنية في المنظمات الدولية، توفير جسور التواصل بين السودان والدول المضيفة، لعب أدوار وساطة اجتماعية وثقافية مع العالم الخارجي.
5. مبررات تأسيس إقليم السودانيين بالخارج :
١_ اعتراف بدورهم كقيمة اقتصادية وطنية.
٢_ حماية حقوق السودانيين بالخارج وضمان مصالحهم.
٣_ تعزيز وحدة السودانيين بالخارج.
٤_ توحيد الجاليات، وعمل برامج تعليمية وثقافية لأبناء الجاليات السودانية، وتقوية الروابط بينهم وبين الوطن.
٥_ منع التقاسم الجهوي والإقليمي خارج السودان.
د. إبراهيم الأمين
مركز ٦ أبريل للدراسات الاستراتيجية والثقافية.