
“الالوان بين الطبيعة والفن”
ضل الضحي
يكتبه /حسن الركابي
فلولا ضياء النهار لما استطاع
الانسان أن يميز بين الأشياء،
و لا نعد مت تموجات الظلال
و شاعرية الاشعة الناعسة
عند بزوغ فجر باسم وغروب
شمس شاردة. ومن الجدير
بالذكر أن أول من وجه الانتباه
الي حقيقة العلاقة بين الضوء
والأجسام المرئية هو عالم
الفلك و البصريات العربي
المسلم ((ابن الهيثم)) 965هجرية 1039ميلادية
الذي اثبت في كتابة “المناظر*.. أن الشئ لا يضئ
بذاته، بل باشراق نور عليه، والابصار لا يتم بأن تخرج
العين اشعة منها-كما يعتقد
في عصره-وانما يحدث ذلك
بتلقي العين الاشعة المنعكسة
عن الأشياء المضاءة.
ولعل ابن الهيثم-عالم البصريات العربي-قد استنار
بشئ من كتاب الله، في قوله
تعالي: الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب
دري يوقد من شجرة مباركة
زيتونة لا شرقية ولا غربية
يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه
نار نور علي نور يهدي الله
لنوره من يشاء ويضرب الله
الأمثال للناس والله بكل شئ
عليم)) النور ايه 35)) من
المتعذر علي الانسان أن يتخيل نفسه في عالم بلا ألوان، فهو حيثما اتجه يلق
أمامه مزيجا من الألوان البهيجة بزرقة السماء والبحار،
وخضرة الأشجار والبساتين
والحدائق والأعشاب، وتنوع
الوان الازهار، حتي الرمال
والأجرام السماوية والصخور
كلها تتمم جمال الطبيعية بتباين ألوانها وتناسقها.
وعندما نتطلع الي صورة غير
ملونة فاننا لا نحس الأثر، لأن
ذاكرتنا مشحونة بما تحمله من
صور عن ألوان الطبيعة، ولذلك
فان تداعيات الذكريات تفرض
علي تلك الصورة الفاقدة التلوين، فتمنحنا شعورا بالألوان مستمدا من خبراتنا الماضية. ولا ريب أن الانسان
القديم قد شاهد كل الألوان التي اشتملت عليها الطبيعة منذ القدم حتي اليوم، ولكن
ما يثير الانتباه أن الانسان
القديم لم يسم من تلك الألوان
_من قبل ممارسته للزراعة في
حدود سنة 800 قبل الميلاد
-سوي ثلاثة ألوان فقط هي:
الأحمر، والأخضر، والأصفر.
والغريب عندما ندقق في هذه
الألوان الثلاثة نراها تنتهي بحرف الراء دون بقية الأسماء
الأخري الخاصة بالألوان.
ولا شك أن كل شخص يتأثر
نفسيا بالألوان دون أن يشعر،
وقد اكتشف العلماء حقائق كثيرة عن رد الفعل الذي تحدثه الألوان في نفوسنا،
والناس يختلف تأثرهم بالألوان وهم لا يشعرون. وقد
وجد ان هناك علاقة كبيرة بين
الألوان والحرارة، فعلم الفيزياء يعلمنا أن الألوان الفاتحة تعكس الضوء المشع
البراق، في حين تمنح الالوان
الغامضة هذا الضوء.
وعلي هذا الأساس يمكن التحكم بصورة فعالة في درجات الحرارة.
نواصل ترقبونا