
الوفاء لأهل العطاء
كلام بفلوس
تاج السر محمد حامد
تنادينا إلى هذا المكان (*مركز المؤتمرات بجامعة جدة)* بدعوة كريمة من القنصلية السودانية العامة بجدة مساء يوم الأربعاء الموافق 26/11/2025 لتكريم جامعة جدة على استضافتها الكريمة لامتحانات طلاب وطالبات الجالية السودانية بالمنطقة الغربية والجنوبية لامتحانات الأساس والمتوسط والثانوى خلال العام الجارى والتى بلغت فى مجملها أكثر من تسعة ألف طالب وطالبة .
نعم حضرنا ويغمرنا إحساس عارم بالشوق والمحبة والشكر .. لقد وجدنا إن هذه أجمل سانحة نترقبها لنفتح فيها قلوبنا لشخص أحببناه واحترمناه إلى أقصى مدى ألا وهو سعادة الدكتور (*عبيد بن على آل مظف)* رئيس جامعة جدة والدكتورة (*شذى بنت جميل خصيفان)* وكيل جامعة جدة للدراسات العليا والبحث العلمى. جئنا لنقول كلمتنا دون ريا ولا مجاملة فى هذا اليوم المشهود التى تتلاقى فيه القلوب الصافية النقية مع بعضها البعض ويالها من لحظات استوت على عرش القلوب .. قلوب كل محبى هذا الصرح الكبير (*جامعة جده)*
وفى هذه السانحه لابد أن أشير سريعا لتلك الكلمة الضافية والزاخرة بالعلم والمعرفة .. لم تكن كلمة (*عابره)* أو شيئا زائدا عن الحاجة .. بل كلمة قوية فتحت أبواب الشراكة المستقبلية والتكامل الاكاديمى والعمل المشترك فى المبادرات التعليمية والثقافية التى تخدم طلابنا .. فالحمدلله هى أول كلمة قالها آدم عليه السلام .. وأول كلمة فى القرآن الكريم .. وأفضل الناس يوم القيامة الحامدون .. الحمدلله يارب نحمدك على نجاح تلك الأمسية المميزه التى أدخلت الفرحة والسعادة فى قلوب الجميع .. فحين تزرعوا السعادة فى قلوب السودانيين قطعا سيأتى من يزرعها فى قلوبكم .. تعالوا لنقرأ سويا كلمة سعادة السفير :-
كلمة سعادة السفير/ كمال علي عثمان- القنصل العام لجمهورية السودان بجدة، 26 نوفمبر 2025م- احتفال بجامعة جدة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
السيدات والسادة الحضور الكريم مع حفظ القابكم ومقاماتكم السامية
السيدات والسادة أعضاء اللجنة التسييرية للوفاق والاعمار
الأساتذة الأجلاء
أبنائي وبناتي من الطلاب المتفوقين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة العلم والمعرفة، وأرسل رسله بالهدى ودين الحق. ونحمده سبحانه على ما سخّره لنا من أسباب النجاح. قال الله تعالى في محكم تنزيله: “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” (طه: 114).
أحييكم بتحية الإسلام المباركة وأرحب بكم في هذا اليوم الأغر ، الذي يجمعنا بكم في رحاب جامعة جدة المرموقة .
الاخوة والاخوات الافاضل:
لقد حضرنا اليوم لننثر الورود وأكاليل المحبة على هذه الجباه العالية لرجال ونساء شم الأنوف من أسرة الجامعة وفاءًا وتقديرًا لما قدموه للسودان وأبنائه*
*ففي هذا العام احتضنت قاعات الجامعة ابنائنا الطلاب والطالبات الذين دفعتهم ظروف الحرب الغاشمة التي شنتها مليشيا الدعم السريع الارهابية المتمردة للجؤ إلى مملكة الإنسانية ففتحت لهم الجامعة صدرها قبل قاعاتها ليجلسوا لامتحانات الشهادة السودانية ومرحلتي الاساس والمتوسط*.
*وقد مثل مشهد دخول وخروج طلاب وطالبات السودان واولياء أمورهم من أروقة الجامعة لوحةً من الامتنان، اختلط فيها* *العرفان بوقار المؤسسات التي تعرف قيمة الإنسان .. تلتقي اليوم ايها الاخوة والاخوات معاني العزة بالوفاء، والشموخ بالشكر، تقديراً لهذه الجامعة* *ومنسوبيها ولموقفها الإنساني النبيل تجاه الطلاب والطالبات السودانيين الذين اخرجتهم الحرب قسراً من ديارهم، فوجدوا في المملكة وفي جامعة جدة صدراً رحباً وبيتاً حانيا
إن حضورنا اليوم هو تعبير عن عرفاننا الصادق لهذا الصرح التعليمي الشامخ الذي احتضن أبنائنا الطلاب السودانيين ووفر لهم البيئة التعليمية المناسبة لتأدية امتحاناتهم ووفر لهم كافة سبل الراحة والدعم.
الاخوة والاخوات:
ان هذا الموقف الانساني النبيل لجامعة جدة انما ينهل من معين المواقف الكبيرة للمملكة العربية السعودية، ملكا وقيادةً وحكومةً وشعبًا، في دعم المسيرة التعليمية لأبناءنا، تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين/ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي ورئيس مجلس الوزراء/ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث تعد مواقف المملكة النبيلة ذات دلائل واضحة على أواصر الأخوة والمحبة التي تجمع بلدينا،
تلك المواقف التي ما فتئت تعمل علي تحقيقها الامن والسلام في ربوع بلادنا دعما انساني واقتصادي وسياسي لا نملك الا أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا لهذه المواقف النبيلة وآخرها الموقف النبيل والمسؤول لسمو الامير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس الوزراء لدي لقاءه الرئيس الأمريكي ترامب والتنوير الذي قدمه له عن الاوضاع في السودان وما نتج عن ذلك من تفهم عبرت عنه تصريحات الرئيس الامريكي .. هذا الموقف يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن المملكة باتت تلعب دورا محوريا علي مستوي العالم وأثبت من خلاله سمو ولي العهد شخصية قيادية فذة .
الاخوة والاخوات :
ظلت الجالية السودانية بالمنطقة الغربية في المملكة تحظى بالرعاية والاهتمام الكبير وتلعب دورا في بناء جسور التواصل الثقافي والمجتمعي بين بلدينا الشقيقين
الحضور الكريم،
أقف أمامكم اليوم في هذا المحفل الرفيع، الذي يجسد أسمى معاني الإخاء والتعاون بين جمهورية السودان والمملكة العربية السعودية. إنَّ هذا اللقاء لم يُعقد تحت ظروف عادية، بل في ظلّ أوقاتٍ عصيبة يمر بها وطننا الحبيب، وذلك في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها وطننا جراء الحرب الغاشمة التي تشنتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة على الشعب السوداني منذ 15 أبريل 2023م، مما يضاعف من عمق المعاني والرمزية التي يحملها هذا الحدث، فلقد شهدت بلادنا، خلال الفترة الأخيرة، آلامًا لا توصف ودماراً فاق كل تصور، وأرتكبت ابشع الجرائم بحق شعبنا الابي
بواسطة قوات هذه المليشيا ومرتزقتها التي استجلبت من عدد من الدول .
ورغم ذلك، فلقد استطاعت القوات المسلخة السودانية مسنودة بالقوات النظامية والشعب السوداني في دحر هذه الميليشيا الارهايبة،وتأتي مواقف المملكة العربية السعودية البطولية لتشكل منارةً أمل وسط الظلام بتقديمها للدعم الانساني الفوري للأخوانهم في السودان ، واستقبالها لآلاف العائلات السودانية التي تغربت بحثًا عن الأمان، الأمر الذي يعكس روح الأخوة الحقيقية والعلاقات الراسخة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
إن هذا الدعم ليس مجرد استجابة إنسانية فحسب، بل هو تعبير صادق عن القيم النبيلة التي تجمعنا، حيث نشترك في تاريخٍ طويل يربط بلدينا، تاريخٌ يفيض بالمحبة والتعاون، وتجارب مشتركة تنسج خيوط الأمن والسلام. إن موقف المملكة يُذَكّرنا بقوّة الروابط التي تتجاوز الجغرافيا إلى مشاعر ومصير إنساني مشترك.
وفي هذا السياق، أود أن أستطرِد قليلًا في الحديث عن عمق العلاقات الثنائية. فنحن في السودان نعتبر المملكة العربية السعودية شريكًا استراتيجيًا في جميع المجالات، من الاقتصاد إلى الثقافة، ومن التعليم إلى الأمن. ولعل ذلك تجسد بصورة جلية في جهود سمو الأمير الملكي/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في دعم جهود السلام في السودان إبان زيارته في الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بالرئيس، دونالد ترامب.
وفي هذه اللحظات الصعبة، حين تتحد المخاوف والطموحات، نرى أن تعزيز العلاقات بين السودان والسعودية يعكس قدرة شعوبنا على تجاوز التحديات وبناء مستقبلٍ مشتركًا، يسوده الأمل. إن أحلام الشباب السوداني وطموحاتهم، هي جزء من أحلام المملكة، وعلينا أن نستثمر في هذه الطاقات الشابة، لتكون جسرًا نحو غدٍ مشرقٍ، يحمل في طياته الخير لشعوبنا.
الحضور الكريم،
لا يفوتني أن أتقدم بأحر التهاني والتبريكات للطلاب والطالبات ولأولياء أمورهم على نجاحهم وتفوقهم في امتحانات مرحلتي الأساس والمتوسطة والشهادة الثانوية السودانية، وأتمنى لهم التوفيق وسداد في حياتهم العلمية والعملية. كما نشيد بالجهود المضنية التي بذلها الأساتذة الأجلاء في تحقيق هذه النتائج المشرفة لمركز امتحانات جدة ونؤكد على اهتمام القنصلية العامة الراسخ بشؤون قضايا التعليم في منطقة التمثيل وسعينا الدؤوب في حلحلة كافة الاشكاليات التي تواجهه بالتعاون والتنسيق مع وزارة التعليم والتربيو الوطنية في السودان والإدارة العامة للتعليم بالمملكة.
ختاماً ، نؤكد بأن ما قدمته جامعة جدة ترك اثراً لا ينسى في نفوس الطلاب وأولياء امورهم مما جعل رد الجميل واجباً تفرضه القيم قبل الكلمات. كما أتوجه بجزيل الشكر لجامعة جدة ولكل من ساهم في تنظيم هذا الاحتفال، وللحضور الكريم من كافة الجهات والمؤسسات في المملكة، وكل الجهات المشاركة في المعارض المصاحبة والعروض الفنية التي تعكس الثقافة الغنية والأصلية التي يذخر بها سوداننا الحبيب ، متمنياً دوام التقدم والازدهار وتعزيز العلاقة بين القنصلية العامة بجدة وجامعة جدة في فتح آفاق تعاون كبيرة تشمل كافة مجالات الثقافية والتعليمية.
أسأل الله أن يحفظ بلادنا، وأن يسود الأمن والسلام في أرجاء الوطن العربي.
أشكركم على حسن متابعتكم،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هكذا انتهت كلمة سعادة السفير الدكتور كمال على عثمان القنصل العام لقنصلية السودان العامة بجدة .. حيث تلاقت فيها الألفة والمحبة والترابط بين البلدين الشقيقين السودان والمملكة .. وقد حظيت كلمته الضافية بلقاء جمع كل الأحبة من السودان والمملكة فامتزج اللقاء برائحة التاريخ وأحلام غد مشرق .. شكراً سعادة القنصل شكراً لكل من ساهم وعمل خلف الكواليس لإحياء هذه الأمسية التاريخية الرائعة بكل المقاييس وشكراً للأخ المناضل الجسور الذى عمل بروحه الطيبة وبنكهة متميزه الأستاذ/ هشام محمد الحسن من الرجال الشوامخ الذى قدم الكثير والكثير وبصمت فله التحية رافعا له القبعات احتراما وتقديرا لاعماله الجليلة (*ومن لا يشكر الله لا يشكر الناس)* وكفى .