مقالات

اليوم هو الذكرى الــ٦٤ لإعدام رئيس الوزراء التركي “عدنان مندريس”.. فماذا تعرف عنه؟!

 

بينما كان رحمه الله ذات مرة يركب طائرة توقفت إحدى محركاتها وأعلن الربان حالة الخطر، فعاهد “عدنان مندريس” ربه قائلًا: “لإنْ أنجيتني لأُعيدَنَّ الإسلام إلى تركيا”، واحترقت الطائرة وكان الشخص الوحيد الذي نجا منها هو مندريس!

فقام رحمه الله بأداء فريضة الحج سرًا في إطار زيارته لمنطقة الخليج، ودخل حزب “مندريس” (الحزب الديمقراطي) الانتخابات عام ١٩٥٠ ببرنامج عجيب توقعت له كل الدراسات الأمريكية الفشل المطلق، حيث كان البرنامج لا يتضمن أكثر من عودة الأذان باللغة العربية والسماح للأتراك بالحج وإعادة إنشاء وتدريس الدين بالمدارس وإلغاء تدخل الدولة في لباس المرأة، وكانت النتيجة مذهلة حيث سقط حزب أتاتورك إلى (٣٢) نائبًا وفاز الحزب الديمقراطي بـ (٣١٨) مقعدًا، وتسلم عدنان مندريس مقاليد الحكم رئيسًا للوزراء وجلال بايار (رئيس الحزب) رئيسًا للجمهورية، وشرع مندريس لتوّه ينفذ وعوده التي قطعها للشعب أثناء الحملات الانتخابية، واستجاب لمطالب الشعب فعقد أول جلسة بمجلس الوزراء في غرة رمضان وقدم للشعب هدية الشهر الكريم (الأذان بالعربية وحرية الملبس وحرية تدريس الدين وبدأ بتعمير المساجد).

وجاءت انتخابات عام ١٩٥٤ ليهبط عدد نواب حزب أتاتورك إلى (٢٤) نائبًا مقابل صعود عدد نواب الحزب الديمقراطي، فسمح مندريس بعد اختيار الشعب التركي لحزبه مجددًا بتعليم اللغة العربية وقراءة القرآن وتدريسه في جميع المدارس حتى الثانوية وأنشأ 10 آلاف مسجدًا وأنشأ 22 معهدًا في الأناضول لتخريج الوعاظ والخطباء وأساتذة الدين وسمح بإصدار مجلات وكتب تدعو إلى التمسك بالإسلام والسير على هديه وأخلى المساجد التي كانت الحكومة السابقة تستعملها كمخازن للحبوب وأعادها أماكن للعبادة، وتقارب مندريس مع العرب ضد إسـ.ـرائيل وفرض الرقابة على الأدوية والبضائع التي تُصنع في إسـ.ـرائيل وطرد السفير الإسـ.ـرائيلي عام ١٩٥٦ وفتح (٢٥) ألف مدرسة لتحفيظ القرآن.

بعد كل هذه الإنجازات التي قام بها “عدنان مندريس” استجابة لرغبات ومطالب الشعب، لم يرُق لجنرالات الدولة العميقة (حُماة العلمانية) الحال الذي وصلت إليه تركيا على يد “مندريس”، فقام قائد الجيش التركي الحامي للدستور العلماني حينها الجنرال “جمال جورسيل” بالانقـ.ـلاب على مندريس وإسقاط حكومته والقبض عليه، وحكمت محكمة عسـ.ـكرية تركية بعد محاكمة صورية بالإعـ.ـدام على “عدنان مندريس” بتهمة السعي لإنشاء دولة دينية ليتم إعدامه عام ١٩٦١ في جزيرة “ياسي أدا” التي تقع في بحر “مرمرة”، وكان ذلك بعد أشهر قليلة من الانقـ.ـلاب عليه.

وفي محاولة لإعادة الاعتبار لـ”مندريس” وإنجازاته وما قام به من أجل الشعب التركي، قام الرئيس “أردوغان” عام 2019 بزيارة الجزيرة في ذكرى الانقـ.ـلاب على “مندريس”، ليعلن افتتاحها في نهاية 2019 تحت اسم “جزيرة الحرية والديمقراطية” ومن بعدها أصبحت الجزيرة بالفعل مقرًا لعقد مؤتمرات وطنية ودولية هامة بالبلاد.

الصورة الأولى لعدنان مندريس بعد إسقاط حكومته والقبض عليه من قبل الانقـ.ـلابيين، والصورة الثانية من زيارة أردوغان للجزيرة التي أُعـ.ـدم مندريس بها، وذلك عام 2019

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى