مقالات

ايام في كسلا… سمع وشوف (٢)

إبر الحروف

عابد سيد أحمد

* المشهد يقول ان كسلا قبل اندلاع الحرب ليست كسلا الان

* فحكومتها التي استضافت العدد الأكبر من النازحين من ولايات الحرب عرفت كيف تستفيد من الكثير من الكفاءات، ومن رؤوس المال الوافدة لتجعل منها عاصمة مغايرة لما كانت عليه من قبل.

 

* فكسلا الآن تضم عددًا كبيرًا من المستوصفات الخاصة الحديثة الجديدة التي قدّمت حكومة الولاية لأصحابها الوافدين كل التسهيلات الممكنة، كما يوجد بها أكبر وأشهر أطباء الخرطوم ومدني الذين فتحوا عياداتهم الخاصة وقرروا البقاء فيها حتي بعد تحرير ولاياتهم.

 

* ولم تصبح كسلا قلعة طبية فحسب، بل امتلأت أسواقها بأفخم المحال التجارية الكبرى، والمطاعم والكافتريهات الحديثة وغيرها من المنشآت التي أنشأها الوافدون بتشجيع وتسهيلات من حكومتها .

 

* وكسلا التي كتب عنها الشعراء وتغنّى المغنون بجمال طبيعتها وإنسانها، أغرت كثيرًا من النازحين بالبقاء فيها برغم تسهيلات العودة الطوعية التي قدمتها لهم الولاية

 

* وحتى الأطفال مجهولي الأبوين الذين نُقلوا إليها من دار المايقوما بالخرطوم بعددهم الكبير، وجدوا فيها بيئة حانية؛ ويقول وزير الشئون الاجتماعية نائب والي كسلا الأستاذ عمر عثمان إنهم استفادوا من روح أهل الشرق، ونجحت وزارته في توفير الكفالة الأسرية لهم، لينتقلوا من دور الإيواء إلى منازل الأسر البديلة التي كفلتهم، ولم يتبقَّ منهم إلا قليل جدا بسبب اعاقتهم .

 

* و أن الدفعة الأكبر سنًا التي وصلت متأخرة يجري العمل الآن على توفير كفالة لهم، كما تم تخصيص أمٍّ داخل الدور لكل ثلاثة أطفال تهتم بشئونهم، وتم استيعابهم في المدارس ومراكز التأهيل، و ان بعضهم تزوّج وسافر خارج البلاد.

 

* و أن منظمات مثل اليونيسيف وقرى الأطفال (SOS) تعمل مع الحكومة في هذا الجانب.

 

* وفي دفتر حكومة الولاية في الجانب الاجتماعي صفحات مشرقة كثيرة.. فالدعم لم ينقطع عن الأسر الفقيرة واليتامى والأرامل والمعاقين، وأضيفت إليهم أسر شهداء معركة الكرامة، بجانب مشروع دعم الحوامل لخفض نسبة تقزم الأطفال بالتعاون مع اليونيسيف.

 

* كما نجحت الوزارة في لم شمل العديد من الأسر التي تفرق أبناؤها بفعل الحرب، وقدم مجلس رعاية الطفولة الحماية القانونية والدعم النفسي في معسكرات النزوح .

 

* وتمكّنت الوزارة من رفع قدرات مركز الأطراف الصناعية بالولاية لتصنيع الأطراف للمعاقين في ظل الحرب، بدعم من المنظمات ومساهمة وزارتي الشؤون الاجتماعية والمالية.

 

* كما تم تنفيذ (٥٩٥) مشروعًا صغيرًا للنساء، حققت النجاح وفقًا لتقارير الوزارة.

 

* وتمت كفالة (٧٣٠) من الطلاب أبناء المعاشيين، إضافة إلى تغطية (٧٥٠) أسرة عبر التأمين الصحي.

 

* وساهمت الزكاة في إعادة الكثير من الوافدين إلى ولاياتهم بتوفير الباصات لنقلهم ، كما ساهمت في دعم إعاشة طلاب الداخليات والصرف على المستفيدين الآخرين.

 

* ومن يدخل وزارة الشؤون الاجتماعية في كسلا – المفتوحة الباب والقلوب يلحظ أنها حالة خاصة فكل من يدخلها يخرج راضيًا، ووزيرها عمر عثمان نائب الوالي لا يغلق بابه في وجه محتاج، رغم توفر القنوات الرسمية الأخرى..

 

* لتبقى الحقيقة ان الولاية التي قاسم أهلها الوافدين خدماتهم، عرفت حكومتها كيف تستفيد منهم لخدمة أنفسهم في دور إيوائهم، ولخدمة الولاية بخبراتهم وقدراتهم.

 

* كما تنشط في كسلا هذه الأيام عمليات الاستنفار وعادت حكومتها لارتداء الزي العسكري وشهدت الولاية أمس نفرة الخدمة المدنية

 

* وهكذا تجمع كسلا في ظل الحرب بين الاعمار والاستنفار

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى