
تباً للحرابة ، مجداً للسلام تبت يدا المستحيل
كتب : بدر الدين العتاق
في إطار النشاطات والفعاليات السودانية الثقافية والأدبية والفنية والإبداعية والاجتماعية والسياسية والإنسانية في مصر ، وبمشاركة حقيقية خالصة وصادقة من الإخوة والأخوات الأفاضل الأشقاء المصريين الذين احتووا الجالية السودانية بمصر وخصوصاً بعد حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣ اللاجئين الفارين من ويلات الحرب إلى أمن الدولة المصرية حفظها الله حكومة وشعباً ، وسيذكر السودان صنيع المعروف الذي قامت به مصر العربية حكومة وقيادة وشعباً في ذاكرته أبد الدهر بلا شك.
على ذات الصعيد ، وتضامناً مع السودان وشعبه ، نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصريين بوسط البلد أمسية اليوم وبحضور عدد غفير من المواطنين ورموز المجتمع المدني بلا استثناء ، والمهتمين بالشأن العام السوداني وبالتحديد ما تعرضت له مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور مؤخراً من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، نظمت ليلة سياسية مهمة للغاية بقاعة محمد حسنين هيكل للمؤتمرات والندوات بعنوان : ( الفاشر ما بعد الحصار ) ، استعرضت مجريات الأحداث الأخيرة بالفاشر ، وأخرى غنائية بمسرح نقابة الصحافيين تضامناً مع الشعب السوداني ضد الانتهاكات الجارية بدارفور خصوصاً ما تعرض ويتعرض له الإخوة والأخوات الصحافيين الذين يعانون القتل العمد والاختفاء القسري والتعذيب والتنكيل بهم من قبل مليشيا الدعم السريع في غياب تام من أجهزة إعلام المجتمع الدولي والمحلي والإقليمي بعرضها لحل أزمة دارفور والمناطق المتأثرة بالنزاع.
في ذات السياق ، تحدث في الندوة الأستاذة الإعلامية / أماني الطويل ، خبيرة الشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات ، والكاتب الصحافي / خالد محمود ، المتخصص في الشئون الأفريقية من مصر ، والذي وجد تفاعلاً كبيراً من الحضور بالتصفيق والهتافات بكلمات صادقة ومعبرة عن آلام الشعب السوداني وبالأخص أهلنا بدارفور ، ومن السودان الأستاذ المحامي / الصادق علي حسن ، رئيس هيئة محامي دارفور ، والصحافي الأستاذ / طاهر المعتصم ، والأستاذة ابتسام الدومه ، منسقة منظمة نساء دارفور ، والأستاذة المحامية / عزه محمد أحمد ، منصة نساء دارفور الشاملة ، مع تقديم ممتاز وحصري للإعلامية المصرية / مروة كامل .
وفي ذات الموضوع ، قدمت النقابة عرضاً مسرحياً سودانياً بمسرح النقابة تحت عنوان : ( الخروج ، نساء في زمن الحرب ) قدمته الأستاذة / هند زمراوي ، والفنانة / رحاب ، كما قدمت فرقة عهد الجلاد بقيادة ربانها الماهر الفنان المبدع / شمت محمد نور ، وفرقة كورال أصوات السودان ، فواصلاً موسيقية وطنية غنائية بديعة واللذَين تفاعل معهما الجمهور تفاعلاً حميمياً مع ترداد الأغاني الثورية الحماسية التي تمثل وتشكل الوجدان السوداني بكل ألوانه السياسية المتعددة واختلافاته الفكرية والثقافية والاجتماعية المتنوعة ، مما يعد ملحمة وطنية جديدة شاملة امتداداً طبيعياً لأمسيات مماثلة فائتة تجسد حالة الحزن والحنين إلى أرض الوطن ، علماً بأن القاعة امتلأت عن جوانبها بهم طرباً وألماً وتباينت في المشاعر بين التأسي لأهل دارفور وبين التحنن لأرض الشهداء والجرحى والثوّار مما لا يمكن أن تنساه الذاكرة بطول الزمن.
الجدير بالذكر أن الأمسية شملت أيضاً معرضاً فنياً للصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي والكاريكاتير ، تعبر عن الوضع الإنساني السيئ الذي تعيشه دارفور والسودان عموماً مع أخذ الصور التذكارية لتوثيق هذا الحدث المهم.