التقارير

تحتفي بذكراه القوات المسلحة والقوات المساندة لها،، العبور التأريخي للجيش،، بدايـة انهيار الميليشيا.. أسهم في رسم ملحمة بطولية لتماسك وارتباط وثيق بين الجيوش.. استمرار زخم العبور وتراكم نتائجه العسكرية بهزائم الميليشيا ميدانيا.. العميد نبيل: الاحتمالات العالية للخسائر، لم تمنع قواتنا من التقدم

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.

تمرُّ هذه الأيام الذكرى الأولى لعملية العبور التاريخية للقوات المسلحة والقوات المساندة لها من أم درمان إلى الخرطوم والخرطوم بحري في السادس والعشرين من سبتمبر 2024م، وذلك عندما استيقظت العاصمة الخرطوم على وقع خطى الجيش الواثقة والثابتة وهي تعبر كبري الحلفايا من الجهة الغربية حيث ترقد مدينة أم درمان لتلتحم مع القوات المرابطة في الخرطوم بحري ومنها إلى الخرطوم، في ترابط متين شكَّل نقطة تحول مفصلية في مسار معركة الكرامة ضد ميليشيا الدعم السريع.

 

ملحمة بطولية:

ولم يكن العبور التأريخي من أم درمان إلى الخرطوم بحري والخرطوم مجرد حدث عسكري عابر، بل كان زلزالاً هزَّ الأرض من تحت أقدام ميليشيا آل دقلو المتمردة التي ظلت متمركزةً في العاصمة الخرطوم منذ إعلان تمردها في الخامس عشر من أبريل 2023م، فقد أسهم العبور في رسم ملحمة بطولية لتماسك وارتباط وثيق بين الجيوش، تزوَّدت من خلالها بطاقات إيجابية في رفع الروح المعنوية، وفي عمليات الإمداد والتشوين بالمؤن الغذائية والذخائر والمعدات الحربية، وهو ما أتاح للقوات المسلحة والقوات المساندة لها التقدم بثبات وثقة لفكِّ الحصار عن القيادة العامة للقوات المسلحة، والانطلاق في أكبر عملية تحرك للمشاة انتهت بدحر الميليشيا وطردها من الخرطوم التي غادرتها تجرجر أذيال الهزيمة والخيبة نحو كردفان ودارفور.

 

زخم العبور الأول:

وما بين السادس والعشرين من سبتمبر 2024م، والسادس والعشرين من سبتمبر 2025م، يستمر زخم العبور الأول وتراكم نتائجه العسكرية، حيث ظلت الآلة الحربية للقوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها، تقطف ثمار ذلك العبور الكبير بتلقين ميليشيا الدعم السريع الكثير من الدروس في بالصمود والتحكم وامتلاك زمام المبادرة في مختلف محاور وجبهات القتال، والتوغل على صعيد كردفان التي تتجلى فيها الانتصارات الساحقة والمتلاحقة وصولاً إلى مشارف دارفور، وبلوغاً إلى الغايات الاستراتيجية التي تستهدف فكَّ الحصار عن مدينة الفاشر، حيث بدأت الميليشيا تُرخي قبضتها عن المدينة وتوِّلي الدُبر هروباً من الفاشر وتخومها إلى دول الجوار في ليبيا وتشاد، مما يعطي إشارات واضحة بأن إعلان السودان خالياً من هذه الميليشيا مسألة وقت لا أكثر في ظل إصرار الجيش وتقدمه بخطى واثقة حتى يتحقق النصر المبين.

 

محطة فارقة:

وامتدح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله، التضحيات الكبيرة التي قدمتها القوات المسلحة، والقوات المساندة لها في يوم العبور التأريخي إلى قلب العاصمة الخرطوم، ونوه العميد نبيل في إفادته للكرامة إلى الصعوبات والتعقيدات التي اكتنفت عملية العبور، والاحتمالات العالية للخسائر، مبيناً أن كل هذه التعقيدات لم تُقعد القوات المسلحة على إكمال عملية العبور التي مثلت محطة فارقة في مسار الحرب، حيث تفوقت القوات المسلحة على نفسها بعمليات جريئة أعادت زمام المبادرة، وقال إن أبطال المجموعات الخاصة التي شُكّلت من قوات متجانسة ومدربة اندفعت بشجاعة، وعبرت الموانع، واستبسلت في الميدان، مقدمة الشهداء والمصابين الذين مهّدوا الطريق نحو الفتوحات الكبيرة، مبيناً أن هذه المجموعات التحمت مع أبطال الصمود في القيادة العامة وسلاح المدرعات وسلاح الإشارة، لتبدأ معها النهاية الحقيقية لوجود فلول الميليشيا والمرتزقة في عاصمة البلاد، مؤكداً مضي الجيش بعزيمة لا تلين لتحرير كل شبر من أرض السودان من دنس الميليشيا ومرتزقتها.

 

خاتمة مهمة:

وهكذا، يظل العبور الكبير من أم درمان إلى قلب العاصمة الخرطوم، علامةً فارقة في مسار معركة الكرامة، فقد مثّل العبور نقطة تحول عززت الثقة في قدرات القوات المسلحة ورفعت من روحها المعنوية، وأعادت امتلاكها لزمام المبادرة، ورسخت قدرتها على الحسم الميداني، وهي جميعها إشارات إيجابية مهّدت لانتصارات متواصلة في مختلف الجبهات، في وقت دخلت فيه ميليشيا الدعم السريع مرحلة الانهيار والتفكك والهروب نحو الأطراف، محتميةً بدول الجوار، ليكون هذا العبور بداية مسار متكامل يقود السودان نحو التحرير الكامل واستعادة سيادته وهيبته.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى