مقالات

حاجب الدهشة

علم الدين عمر

▪️ *بنك السودان..علي الإعلام أن (يميز الضرب)..!!!*
..منذ العام ألفين وستة عشر وما قبله بنسب متفاوتة وحتي أعوام الرمادة الشاملة عقب تولي (الخبير الإقتصادي) الفاشل لرئاسة الوزراء في السودان ظلت مياه البحر الهدّار لبنك السودان المركزي تغلي وتفور ..فالحرب في مواجهتها المسلحة بدأت في الخامس عشر من أبريل العام الماضي ولكنها في مساراتها الأخري وعلي رأسها الإقتصاد بدأت من يوم أعلن رئيس الوزراء البائس ذاك عن إذعان السودان لدفع تعويضات للإدارة الأمريكية عن ملف كادت المحاكم أن تقضي فيه بالبراءة فنسف وهو القيم علي سيادة الدولة كل جهودها التراكمية التي أفضت لرفع إسمها عن قوائم الدول الراعية للإرهاب وساهم في تدني العملة السودانية لدرجة الإنهيار وأفقدها نسبة غير مسبوقة من قيمتها قبل أن يعترف بكل رعونة بتلقيه أموالاً من دول أخري لتسيير مكتبه بذريعة تعيين مستشارين وخبراء في أوضح وأبرز تجليات العمالة في تاريخ الشعوب ..ثم لم يلبث أن عين المتمرد حميدتي رئيساً للجنة الإقتصادية ضارباً بعرض (البجاحة) وعدم الحياء إدعاءاته بالخبرة الإقتصادية وتخصصه كموظف أممي في المجال..
من يومها كانت المؤامرة تمضي علي قدم وساق لضرب الإقتصاد السوداني والقضاء علي العملة الوطنية والمتمرد الجاهل (يهدر) في الناس صباحاً وعشية عن حربه مع الدولار يينما تكنز شركاته الذهب وتتمدد مليشياته علي طول البلاد وعرضها ..
كان بنك السودان في قلب هذه المعركة منذ البداية ..يدافع أمواجها بين الإتهام والتحدي ..يطبع علي جبين السيادة جنيهاً يمرض ولا يموت ..
حتي أتت طامة الخامس عشر من أبريل وأنتقل البنك ..مثل سيادة الدولة لصدور الرجال وتحدي الوطنية بعد أن ظنت المليشيا وأعوانها أنها أسقطته بالقاضية..
أستعاد بنك السودان سيطرته في الأسبوع الثالث من الحرب بفضل إرادة موظفيه وقد كان للسقوط أقرب..
ترنحت إدارة البنك بين البصيرة والمباصرة ..أخفقت ..وأصابت ..ولكنها نجحت في الحفاظ علي التدفق النقدي وأموال المودعين وكسب ثقة السوق ..فأبقت علي بياناتهم بعيداً عن عبث العابثين ..وأحكم البنك تنسيقه مع المصارف التجارية والمصادر النقدية داخل وخارج السودان بإحترافية مبهرة..
تقاذفته الشائعات ومحاولات التدمير وأصطكت أسنان المليشيا وأعوانها غيظاً والجنيه يتنفس تحت الماء لقرابة العامين من التدمير والفوضي والعمالة والخيانة..
تعرض البنك كغيره من مؤسسات السيادة لقصف من داخل الصندوق كان أشد ضراوة من خارجه ولا زال السودانيون يتعاملون بالجنيه ولازالت أضابيره تفكر وتنتج الحلول والضمانات ..
لازال بإمكان بنك سوداني بإشراف وضمانة بنك السودان أن يساهم في محفظة السلع الإستراتيجية بسبعمائة وخمسين مليون دولار ..
تأخر البنك المركزي من وجهة نظرنا في قرار تبديل العملة ولكنها زاوية ضيقة تلك التي ننظر من خلالها لعدم إلمامنا بتفاصيل الإطار العام للصورة ..
لن تخلو عملية الإستبدال والتوريد من مطبات وتجاوزات في ظل هذه الظروف ولذلك لن تكون حادثة تسريب العملة المستبدلة الأخيرة وهي ليست الأولي ..ويُحمد للبنك أنه وأدها في مهدها وحل اللجنة بالكامل وأحال الأمر للسلطات المختصة للتحقيق..
إقامة المشانق لبنك السودان ومنسوبيه والتدخل السافر وبالتفاصيل في عملهم هو نوع من العبث والجحود..
معركة الكرامة هي معركة شاملة والصحافة والإعلام من فصائلها المتقدمة ما من شك في ذلك ولكن علينا أن (نميز الضرب) .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى