
حصدت تفاعلاً كثيفاً للسودانيين على التايم لاين،، إدانة “علي كوشيب”،، بانتظار محاكمة الجنجويد
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
حصد قرار محكمة الجنايات الدولية بإدانة علي محمد علي عبد الرحمن المعروف ب “كوشيب”، أحد أبرز قادة ميليشيا الجنجويد، تفاعلاً كثيفاً على التايم لاين، ومنصات التواصل الاجتماعي داخل السودان وخارجه، وجاءت التعليقات التي توزعت بين الترحيب والتذكير بالضحايا والمطالبة بالقصاص، لتُعبّر عن حجم الوجع المتراكم من جرائم ظلت بلا مساءلة لسنوات طويلة، حيث يرى كثير من السودانيين أن محاكمة كوشيب، رغم رمزيتها، تمثل بارقة أمل حقيقية لضحايا دارفور وكل من عانوا من انتهاكات ممنهجة في أنحاء البلاد.
خطوة تأريخية:
وكانت محكمة الجنايات الدولية قد أصدرت أمس الأول “الاثنين” حكماً بإدانة علي محمد علي عبد الرحمن الشهير بـ”علي كوشيب”، بتهم تتعلق بـ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في إقليم دارفور بين عامي 2003م و2004م، شملت القتل، الاغتصاب، الاضطهاد، التهجير القسري، والتعذيب الجماعي، وتمثل هذه الإدانة ورغم تأخرها، أول حكم من نوعه في إطار ملف دارفور الذي أحيل إلى المحكمة الجنائية الدولية في العام 2005م، وتُعد خطوة تاريخية، ونقطة تحوُّل في مسار العدالة الدولية، وكسر دائرة الإفلات من العقاب التي لازمت الجرائم في السودان لعقود، حيث تمنح هذه الإدانة بصيص أمل، لآلاف الضحايا بأن ذاكرة العدالة الدولية لا تنسى، وأن مرتكبي الفظائع مهما طال الزمن سيخضعون للمساءلة، وهي رسالة قوية ومباشرة تضعها محكمة الجنايات الدولية في بريد ميليشيا الدعم السريع التي لا تزال تمارس القتل والانتهاكات، مفادها أن العدالة قد تكون بطيئة لكنها لا تتوقف.
أفظع من جرائم كوشيب:
وفيما يُدين العالم “علي كوشيب” على جرائم مضى عليها أكثر من عقدين، فإن السودان اليوم، وتحديداً منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023م، يشهد فظائع مروعة تندرج تحت طائلة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، من قتل مدنيين، وتطهير عرقي، واغتصاب جماعي، ونهب مؤسسي، واستخدام السكان كدروع بشرية، والكثير من الجرائم التي مازالت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، التي تمثل امتداداً عضوياً وعملياً لذات العقلية التي صنعت الجنجويد، بيد أن جرائم ميليشيا الدعم السريع الموثقة بالصوت والصورة والشهادات الحية من قبل المنظمات الدولية، وخبراء في الأمم المتحدة، وصحف أمريكية، تفوق بمراحل ما ارتكبه علي كوشيب.
انتصار لحقوق الضحايا:
واعتبر المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان، الصادق علي النور، أن حكم الإدانة الصادر من المحكمة الجنائية الدولية في حق المتهم “علي كوشيب” انتصاراً تاريخياً لحقوق الضحايا ورسالة واضحة لمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، وقال الصادق في إفادته للكرامة إن هذا الحكم يُعدّ خطوة مهمة في سبيل تحقيق العدالة الدولية وترسيخ ثقافة المساءلة وعدم الإفلات من العقاب، مشيراً إلى أن ميليشيا الدعم السريع والميليشيات التابعة لها والتي تواصل اليوم ارتكاب الفظائع في البلاد لن تكون بمنأى عن يد العدالة، مهما طال الزمن، مؤكداً أن الجرائم الموثقة التي ترتكبها ميليشيا الارتزاق في السودان فاقت في بشاعتها ما ارتكبه “علي كوشيب”، مؤكداً أن العالم يراقب، والأدلة تزداد، والمحاسبة قادمة لا محالة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر تبقى إدانة المتهم ” علي كوشيب” من قبل محكمة الجنايات الدولية، بمثابة بداية حقيقية لمسار عدالة متكامل يشمل كافة المتورطين، خاصة قادة ميليشيا الدعم السريع الذين لا يزالون يمارسون جرائمهم حتى اليوم، فالمجتمع الدولي مُطالب اليوم بإرادة حقيقية لتوسيع ملف المحكمة الجنائية ليشمل المجرمين الجدد، وعدم الاكتفاء بالمحاسبة الرمزية على جرائم الماضي، فالسودانيون الذين عانوا من العنف المنظم والانتهاكات، يترقبون أن تكون العدالة شاملة لا انتقائية، وأن تطال المحاسبة كل يد تلطخت بدم الأبرياء، سواءً في دارفور منذ العام 2003م، أو منذ اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع في العام 2023م، سواءً في الخرطوم، أو الجزيرة، أو الجنينة، أو الفاشر، أو بابنوسة، أو غيرها من مدن السودان التي تعرض جسدها لوابل من جرائم وانتهاكات ميليشيا آل دقلو الإرهابية، فإن العقاب آتٍ في الغد القريب لا محالة، وإن غداً لناظره قريب.