
د.اسامه الفاتح العمرى…يطرح (الرؤية الجديدة )لربط نسيج السودان الوطنى
تتجاوز ممسكات الوحدة الوطنية في السودان المفاهيم التقليدية التي تُختزل في الجغرافيا أو التعدد الثقافي، لتقوم على أسس أكثر عمقًا تتعلق بطبيعة الدولة، ونوعية القيادة، والوعي الجمعي للمجتمع.
وتشمل هذه الممسكات الآتي:
تتجاوز ممسكات الوحدة الوطنية في السودان المفاهيم التقليدية التي تُختزل في الجغرافيا أو التعدد الثقافي، لتقوم على أسس أكثر عمقًا تتعلق بطبيعة الدولة، ونوعية القيادة، والوعي الجمعي للمجتمع.
وتشمل هذه الممسكات الآتي:
1. الثقة في الدولة وفي مكونات الشعب السوداني تُعد الثقة بين المواطن والدولة الأساس الحقيقي للوحدة الوطنية، فلا توجد وحدة بلا شعور بأن الدولة تعمل للجميع، وبأن كل مكوّن سوداني محل احترام واعتراف كامل.
كلما زادت الثقة بين الناس ومؤسسات الحكم، زادت قدرة الدولة على النمو والاستقرار.
2. قيادة تمثل المصالح العليا للدولة
الوحدة لا تتحقق بقيادات رمزية أو منقسمة، بل تحتاج إلى قيادة وطنية تمتلك رؤية، وتضع مصلحة السودان فوق كل ولاء آخر.
القيادة التي تُوحِّد لا تعتمد على الإكراه، وإنما على الشرعية، والنزاهة، وخدمة البلاد لا خدمة الأشخاص أو المحاور.
3. حكومة تعبّر عن إرادة الشعب
حكومة شرعية، منتخبة أو متوافق عليها، تُعد ممسكًا أساسيًا للوحدة، لأن الناس يلتفون حول ما يشعرون بأنه يمثلهم.
الدولة التي تجسد إرادة المواطنين تستطيع أن تُنهي الصراع وتجدد العقد الاجتماعي.
4. معارضة وطنية مسؤولة
وجود معارضة لا يعني الانقسام، بل هو ضمان للوحدة إذا كانت:
• حريصة على الدولة لا على إسقاطها .
،• وحريصة على المؤسسات لا على تدميرها
،• ملتزمة بالدستور .
• وتحترم تداول السلطة. المعارضة الوطنية تمثل صمام أمان لمنع الاستبداد ومنع الفوضى في الوقت نفسه.
5. وعي جمعي بحقوق المواطنة
الوحدة الحقيقية تبدأ من وعي الناس بأنهم:
• متساوون في الحقوق .
• متساوون في الواجبات .
• تحت مظلة واحدة هي الوطن.
كلما زاد الوعي بالمواطنة، قلت الانقسامات الجهوية والقبلية والعرقية.
6. الوطنية تُقاس بمدى اعترافك بالآخر هذه الرؤية العميقة
وطنية الإنسان تُقاس بقدر احترامه واعترافه بمواطنة الآخرين، مهما اختلفوا عنه.
هذا هو جوهر الوحدة السودانية الحديثة:وحدة تقوم على الاعتراف، لا الإقصاء.
وعلى الشراكة، لا الهيمنة.
7. قيادة تخدم الشعب ولا تخدعه من أهم ممسكات الوحدة وجود قيادات صادقة، لا تتاجر باسم الوطن، ولا تستغل الناس أو تستغل الرموز الوطنية لتحقيق مصالحها.
القيادات الشفافة تحافظ على نسيج المجتمع وتمنع الانهيار الأخلاقي والسياسي.
8. علاقات متميزة مع دول الجوار حسن الجوار ليس سياسة خارجية فقط، بل ممسك داخلي أيضًا.
السودان مرتبط إثنيًا وثقافيًا واجتماعيًا بدول محيطة به، وأي توتّر مع الجوار ينعكس مباشرة على الداخل، والعكس صحيح.
9. تعزيز قيم الأخوة الإنسانية كل ما يقرّب بين البشر يعزز الوحدة الوطنية في الداخل، لأن المجتمع الذي يتبنى قيم التسامح والإنسانية يكون أكثر استعدادًا لقبول التنوع الداخلي.
10. الانفتاح على العالم وليس الانكفاء الانفتاح على الحضارات والتجارب والأفكار يوسع أفق المجتمع ويقوي وحدته، بينما الانغلاق يخلق صراعات داخلية بسبب ضيق الأفق واحتكار الحقيقة.
ما يميّز هذه الرؤيةالخلاصة الفكرية ما طرحته يُعبّر عن جيل جديد من التفكير الوطني، يقوم على أن:
الوحدة الوطنية ليست نتيجة شعارات، بل نتيجة دولة عادلة، وقيادة رشيدة، ووعي مجتمعي، وعلاقات إنسانية واسعة.
هذه الرؤية تتجاوز كل الخطابات القديمة التي اعتمدت على العاطفة، لتؤسس لوحدة عقلانية تقوم على:
الثقة، والشرعية، والمواطنة، والاعتراف المتبادل، والانفتاح