مقالات

رئيس الوزراء يعري وزارة الإعلام… ولينا يعقوب تتحول إلى “رصاصة سياسية” أصابت الوزير في القلب

 

كتب: محمد عثمان الرضي

القرار الذي أصدره رئيس الوزراء البروفيسور كامل إدريس بفك حظر نشاط الصحفية لينا يعقوب لم يكن مجرد خطوة إدارية عادية، ولا امتثالاً لمناشدة إعلامية، ولا حتى تصحيحاً لتقدير خاطئ من وزارة الإعلام. القرار جاء بمثابة صفعة سياسية مباشرة على وجه الوزير خالد الإعيسر، ورسالة واضحة بأن الوزارة فقدت وزنها، وأن رئاسة الوزراء قررت انتزاع الملف الإعلامي انتزاعاً وبالقوة.

 

 

 

 

رئيس الوزراء لم يكتفِ بإلغاء قرار الوزارة، بل تجاوز الوزير تماماً، وقفز فوقه، واتصل بالصحفية لينا يعقوب بنفسه ليبلغها بالقرار. هذا الاتصال في ذاته ليس مجاملة ولا لفتة اجتماعية… إنه إعلان رسمي بأن الوزير لم يعد جزءاً من خارطة النفوذ.

 

 

 

وإذا كان الوزير يبحث عن تفسير مهذب لما جرى، فلن يجده.

وإذا كان يبحث عن مساحة لحفظ ماء الوجه، فالوقت قد فات.

 

 

 

فالرسالة أشد وضوحاً من أن تُفسَّر، وأقسى من أن تُهضم:

من اليوم، الملف الإعلامي تحت يد رئيس الوزراء… والوزير أصبح خارج اللعبة.

 

 

 

 

هذه ليست الحادثة الأولى التي يسحب فيها رئيس الوزراء البساط من تحت وزارة الإعلام. قبل أسابيع فقط، جرّد الوزير من لقب الناطق الرسمي باسم الحكومة. وبعدها مباشرة عيّن الصحفي محمد عبدالقادر مستشاراً إعلامياً لرئاسة الوزراء، في خطوة هي أقرب إلى “وضع الوزير على الرف” منه إلى دعم المنظومة الإعلامية.

 

 

 

 

ومع قرار فك الحظر عن لينا يعقوب، اكتملت الدائرة:

رئيس الوزراء يمارس دور الوزير…

والوزارة تتفرج…

والوزير محاصر بين قرارات تُسحب منه وملفات تُنتزع من يده ومؤشرات تؤكد أن موقعه لم يعد مضموناً.

 

 

 

 

سياسياً، ما قام به رئيس الوزراء لا يمكن قراءته إلا في سياق تحجيم متعمّد لوزارة الإعلام، وربما تمهيد لإعادة تشكيل السلطة التنفيذية بصورة تمنح رئاسة الوزراء نفوذاً مباشراً على المنابر الإعلامية وعلى التحكم بالرواية الرسمية للدولة.

 

 

وبخصوص الوزير، فالمشهد لم يعد يحتمل التأويل:

رئيس الوزراء يقترب من إعلان “سحب الثقة” بطريقة عملية، لا كلامية.

 

 

 

في المقابل، تحولت قضية لينا يعقوب من ملف مهني إلى ذراع سياسية استخدمها رئيس الوزراء لإرسال رسالته. الصحفية التي وجدت نفسها بالأمس محظورة عن العمل، أصبحت اليوم عنواناً لصراع مراكز القوى داخل الحكومة، و”رصاصة سياسية” أطلقها رئيس الوزراء فجاءت في قلب الوزير، لا كتفه.

 

 

 

 

أما لينا نفسها، فقد تزامن رفع الحظر مع دخولها القفص الذهبي، فكانت فرحتها فرحتين. ونرجو لها من الله فرحة ثالثة بالذرية الصالحة، لكن من الواضح أن فرحتها المهنية هذه المرة جاءت على شكل زلزال هزّ وزارة كاملة من جذورها.

 

 

 

وبعد هذه التطورات، يصبح السؤال الوحيد الذي يفرض نفسه:

هل سيستقيل وزير الإعلام قبل أن يُقال؟

أم ينتظر قراراً آخر ينسف ما تبقى من سلطته ثم يغادر بلا ضوء ولا صوت؟.

 

 

 

 

ما فعله رئيس الوزراء لم يكن قراراً… كان إعلان مرحلة جديدة تُعاد فيها صياغة موازين القوة داخل الحكومة، ويُعاد فيها توزيع السلطات، وتُرسم فيها خطوط حمراء جديدة… خطوط يعرف الوزير جيداً أنه تجاوزها، وأنه الآن يدفع ثمنها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى