
رحل عن دنيانا اللواء عمر علي حسن، عميد رؤساء الهلال.
يوميات / محمد فرح عبد الكريم
رحل عن دنيانا اللواء عمر علي حسن، عميد رؤساء الهلال.
أُطلق على الراحل الطيب عبد الله لقب زعيم أمة الهلال، وعلى مهدي الفكي رئيس الرؤساء، وعلى طه علي البشير حكيم الهلال، وعلى عبد المجيد منصور قاهر الظلام.
أما الراحل المقيم الذي انتقل إلى رحمة الله أمس الأول بدولة الإمارات، اللواء عمر علي حسن، فقد لُقّب بـ عميد رؤساء الهلال، وهي كلمة تعبّر عن الاحترام والتقدير الكبيرين.
نال الراحل احترام الأستاذ عبد الله رابح – سكرتير نادي الهلال – والسيد حسن عبد القادر، وذلك منذ بدايات “نفرات الهلال” لبناء الاستاد. وبمشاركته الفاعلة رشحاه لعضوية النادي ثم لعضوية مجلس الإدارة. وبفضل حضوره الاجتماعي وقدرته القيادية أصبح مرشحاً دائماً في الانتخابات السنوية، وكثيراً ما فاز بالمركز الأول حتى وصل إلى رئاسة النادي.
تخرج الراحل عمر علي حسن في كلية الشرطة، وتميز خلال مسيرته المهنية ببروز وتفوق نادرين أكسباه مكانة اجتماعية رفيعة. هذه المكانة شوقتنا للحديث عن سيرته، وعن نبوغه الكروي وعبقريته الاجتماعية.
ولد سعادة اللواء الراحل المقيم عمر علي حسن في 10 مارس 1938م بمدينة رفاعة، وقضى طفولته بين رفاعة وعطبرة حيث عمل والده في مخازن السكة حديد حتى بلغ منصب نائب المدير العام.
درس بالمدرسة الجنوبية الأولية، ثم عطبرة الأميرية الوسطى، ثم مدرسة خورطقت الثانوية، قبل التحاقه بكلية الشرطة وتخرجه برتبة ملازم أول عام 1959م كأول دفعة بعد الاستقلال في عهد حكومة الفريق إبراهيم عبود.
عمل الراحل برئاسة شرطة ولاية الخرطوم، ثم سمح له الالتحاق بجامعة القاهرة – فرع الخرطوم.
تنقل في عدة مواقع شرطية مهمة:
• إدارة المباحث
• إدارة الجنايات بمديرية الخرطوم
• وزارة الداخلية في عهد نميري مع الوزراء اللواء الباقر وعبد الله الحسن الخضر والوكيل زيادة ساتي حمد
كما انتُدب لوزارة الخارجية، فعمل قنصلاً في أسمرة وجمبيلا بالحبشة، ثم عمل مع الفريق الإنجليزي لإعادة تأسيس الأكاديمية السودانية.
في 13 أكتوبر 1979م تمّت إحالته للتقاعد.
عمل بعد ذلك مع السيد فتح الرحمن البشير، ثم هاجر إلى السعودية حيث عمل في حائل بشركة زراعية، وفي القصيم لثلاثة أعوام.
بعدها انتقل مع ابنته إلى الإمارات لتدرس طب الأسنان، وبدأ هناك حياة جديدة، إذ التحق بأكاديمية الشرطة بالشارقة خبيراً تنظيمياً لمدة عامين، ثم انتقل إلى شركة الفطيم القابضة بدبي حتى بلغ سن السادسة والسبعين، فاختار التقاعد. ومع ذلك ظل متعاوناً مع بيوت الخبرة في مجال الكوارث، واتخذ من شركة “ريل تايم” بأبوظبي مقرًا لختام حياته العملية.
عاد بعدها إلى السودان، لكنه اضطر للعودة إلى المهجر فراراً من الحرب.
مارس الراحل مارس ا عدداً من الرياضات السلة، الطائرة، التنس، وركوب الخيل، وذلك ضمن فرق كلية الشرطة والجامعة، كما شغل عدة مواقع في الاتحادات الرياضية.
ربنا حباه بنجابة الأبناء: عدد من المهندسين وصيدلي، وبنت واحدة هي منى – طبيبة أسنان، وله أحفاد.
رحم الله الراحل اللواء عمر علي حسن، فقد عاش حياة عامرة بالإنجاز رياضياً واجتماعياً، وكاتباً صحفياً في الشأن العام والرياضة والهلال الذي أحبه وأخلص له.
نسأل الله له المغفرة والرحمة والعتق من النار، وأن يجعل مثواه الفردوس الأعلى.
إنا لله وإنا إليه راجعون .