التقارير

شاركت في مؤتمر دولي حول التعليم والعلوم والتكنولوجيا،، بعثة السودان بالهند،، تعرية وفضح جرائم الميليشيا.. إدانة واسعة للميليشيا التي حرمت ملايين الطلاب من حقهم في التعليم.. تصاعد المخاوف من فجوات معرفية يصعب تعويضها على المدى القريب.. فزاري: المؤتمر الوطني يعزز من جهودنا للانفتاح على مؤسسات التعليم الهندية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

جددت بعثة السودان في الهند بالانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية باستهداف المدارس والجامعات، وتدمير البنى التعليمية في السودان خلال العامين الماضيين، ما حرم ملايين التلاميذ والطلاب من حقهم في التعليم، جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الأول حول البحوث والابتكار المتعدد التخصصات في مجالات الإدارة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، والذي انعقد في العاصمة نيودلهي بمشاركة أكاديميين وخبراء من الهند وبنغلاديش وتنزانيا وسلطنة عمان، بتنظيم مجموعة معاهد (هيرلال) للإدارة والتكنولوجيا.

متانة العلاقات:
وتأتي مشاركة السودان في أعمال المؤتمر الدولي الأول حول البحوث والابتكار المتعدد التخصصات في مجالات الإدارة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، تأكيداً على متانة العلاقات التاريخية، والتعاون المطرد بين السودان والهند منذ الاستقلال في مختلف المجالات ولاسيما تبادل الخبرات والتجارب، ويحمل السودان تقديراً خاصاً للهند كوجهة تعليمية رائدة للطلاب السودانيين الذين ما فتئوا يهاجرون طلباً للعلم في مختلف المدن والمقاطعات الهندية، الأمر الذي يعزز من جهود بعثة السودان للانفتاح على مؤسسات التعليم العالي في الهند، والتعريف بالأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع التعليم في السودان، والتأكيد على أن جرائم ميليشيا الدعم السريع لم تقتصر على المدنيين فحسب، بل استهدفت أيضاً المؤسسات التعليمية بشكل مباشر، وأن الحكومة السودانية تضع التعليم في صدارة أولوياتها لبناء مجتمع قوي ومتماسك.

وتدمير ومخاوف:
وكانت مؤسسات التعليم في السودان، قد شهدت خلال هذه الحرب الوجودية التي أشعلت ثقابها ميليشيا الدعم السريع استهدافاً ممنهجاً ومقصوداً من قِبل ميليشيا آل دقلو، حيث تعرّضت عشرات المدارس والجامعات للتدمير والنهب والتحويل إلى ثكنات عسكرية، ما أدى إلى شلل واسع في العملية التعليمية وتشريد آلاف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ولم تقتصر هذه الانتهاكات على البنية التحتية فحسب، بل امتدت لتطال مستقبل جيل كامل، وسط مخاوف من فجوات معرفية ومهارية يصعب تعويضها على المدى القريب.

عزيمة استثنائية:
ورغم الظروف القاسية، برزت عزيمة استثنائية في المشهد التعليمي، فقد أصرت وزارة التربية والتعليم على إجراء الامتحانات لمختلف المراحل بما في ذلك امتحان الشهادة الثانوية لدورتين متتاليتين للعامين المؤجلين 2023م و2024م، حيث نجح آلاف الطلاب في الجلوس لهذا الامتحان ذائع الصيت في مراكز مختلفة داخل البلاد وخارجها، يأتي ذلك في وقت لجأت فيه بعض الجامعات الخاصة إلى التعليم الإلكتروني ( الدراسة أون لاين) أو نقل أنشطتها مؤقتاً إلى خارج السودان، سواءً في رواندا، أو مصر، أو تركيا وغيرها، في حين بادرت جامعات حكومية إلى استئناف الدراسة بمجرد خروج المتمردين من الخرطوم، الأمر الذي عكس إرادة قوية للحفاظ على استمرارية التعليم، وشكَّل هذا الإصرار رسالة صمود في وجه الحرب، وتأكيد بأن التعليم ما يزال يمثل أولوية مهمة لدى الشعب السوداني، مما يمثل تحدياً ضخماً ينتظر (حكومة الأمل) والمجتمع الدولي لإعادة بناء البنى التعليمية وتعويض الخسائر، فمستقبل السودان مرهون بقدرة مؤسساته على حماية هذا القطاع الحيوي وضمان أن لا تضيع سنوات الحرب من عمر الأجيال القادمة.

قيمة صمود وأمل:
وامتدح نائب رئيس بعثة السودان بالهند، المستشار محمد علي فزاري التطور المطرد في العلاقات السودانية الهندية وتطابق الكثير من الرؤى والمواقف في المحافل الدولية، وقال فزاري في إفادته للكرامة إن مشاركة البعثة في أعمال المؤتمر الدولي الأول حول البحوث والابتكار المتعدد التخصصات في مجالات الإدارة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا بصفة مشرف، يعزز من شكل التنسيق القائم بين البعثة والجهات المختصة في الهند، مبيناً أن خطابه أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ركز على تعرية وفضح الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في قطاع التعليم العام والعالي، ، مستعرضاً التحديات التي يواجهها قطاع التعليم في السودان جراء الاعتداءات الممنهجة للميليشيا، مبيناً أن التعليم والتكنولوجيا يمثلان الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة وتحقيق نهضة المجتمعات، وشدد المستشار فزاري على أن الابتكار والعلوم باتت ضرورة ملحة في قطاعات الصحة والزراعة وبحوث الفضاء وغيرها، مشيداً بعزيمة الطلاب السودانيين وإصرارهم على مواصلة التعلم رغم الظروف القاسية، معتبراً الخطوة رسالة مهمة تحمل بين طيَّاتها قيماً للصمود والتفاؤل والأمل بأن الغد أفضل.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر تبقى مشاركة بعثة السودان في الهند في أعمال مؤتمر دولي حول البحوث والابتكار متعدد التخصصات في مجالات الإدارة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، بمثابة خطوة مهمة تعكس حرص السودان على إبقاء صلته بالمحافل الأكاديمية العالمية رغم الانهيار الكبير الذي ضرب قطاع التعليم جراء استهداف ميليشيا الدعم السريع للمدارس والجامعات والبنى التعليمية، وأن السودان يسعى إلى تعويض الخسائر الفادحة عبر الانفتاح على البحث والتجديد، وربط طلابه وباحثيه بشبكات علمية دولية يمكن أن تسهم في إعادة بناء مؤسساته التعليمية، وترسيخ قناعة بأن العلم والمعرفة هما السلاح الأقوى لمواجهة آثار الحرب واستعادة المستقبل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى