
عودة المؤسسات
خارج النص
يوسف عبد المنان
إذا كانت القوات المسلحة تدافع عن الأرض والعرض وتتصدي للتمرد لكفاها شرفا ولكنها الان تسير الباصات من مصر إلى أم درمان من خلال المسؤلية الاجتماعية لمنظومة الدفاعات الوطنيه وفي الخرطوم تنشط المؤسسة الوطنيه التعاونية لا في تقديم الدقيق والسكر والزيت لمنسوبي القوات المسلحة فحسب ولكن فيض خيرها للمجتمع العريض من خلال التكايا ولا يكل اللواء عادل العبيد ومساعده العميد عمار نصر من تقديم العون لسكان الخرطوم لا العون المادي وحده انما الروحي والمعنوي بنشر صور الشهداء في شوارع الخرطوم التي تنتظر عودة الناس وقبلهم عودة الموسسات التي تعمل في خدمة الجمهور وأولى الموسسات التي عادت الان الإمدادات الطبية رغم التخريب الذي طال مخازنها والأدوية التي نهبها عرب الشتات مما أثقل كاهل الإمدادات الطبية بديون تتطلب تدخلا من السلطة العليا لسداد مديونيات شركات الأدوية العالميه ورغم الواقع القاتم الا ان الدكتور بدرالدين محمد الجزولي الذي تحدث إلينا والأستاذ بكرى المدني من مكتب أشد تواضعا من تواضع العلماء من أمثاله ومن حوله الدكتورة نوال الطاهر والدكتورة نجلاء حامد احد نوابغ هذا الحقل الحيوي الهام حدثنا عن عودة الإمدادات الطبية لموقعها جنوب الخرطوم ورغم وعود اللجنة العليا برئاسة إبراهيم جابر بمد التيار الكهربائي لشريان المستشفيات ولكن رغم ذلك استطاعت إدارة الإمدادات تشغيل مولدات كبيرة بعد إصلاحها جراء تخريب الحنجويد والان بالخرطوم مخزون دوائي يكفي حاجة البلاد لثلاثة أشهر على الأقل وشكا دكتور بدرالدين من مافيا إمبراطورية الصيدليات التي تتكسب من المواطنين وتمتص رحيق مدخراتهم بالتجارة في الدواء والكسب الكبير وضرب مثلا بسعر درب البندول الذي تتسلمه الصيدليات أمام أبوابها بسعر الفان ونصف جنيه ويباع للمواطنين بثمانيه الف جنيه وفي ايام الزروة بلغ سعره في السوق الأسود ثلاثين ألف جنيها ولا تملك الإمدادات عصا تهش بها جشع من يتاجرون بأرواح الناس وبدأ دكتور بدرالدين واثقا من نهوض الإمدادات الطبية رغم أن تخريب الحنجويد أثقل اكتافها بديون تصل أربعمائة مليون دولار ويقدر حجم خسائر الإمدادات بما يقارب المليار دولار أمريكي ولكن من رماد التخريب تنهض الموسسات التي تمثل عودتها للخرطوم ضرورة لأنها عاصمة البلاد التي لابديل لها ومثلما عادت وزارة الداخلية والدفاع والحكم الاتحادي فإن عودة الإمدادات الطبية لمقارها ومباشرة أعمال الأطباء أعمالهم من الخرطوم التزام قطعه دكتور بدرالدين على نفسه وعلى قيادة الدولة التي أن لها الأخذ بيد الإمدادات في زمن الحرب.