
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
كلام بفلوس
تاج السر محمد حامد
صدق الشاعر أحمد شوقى عندما وصف المعلم بهذا البيت من الشعر وبهذا الأسلوب الذى يبنى ويبشر بوجود عقولا طيبة اخرجت من الظلمات الى النور .. وقبل أن استرسل فى رسالتى عن المعلم إليكم هذه القصة والتى تحكى عن المعلم واحترامه :
أحد المعلمين يروى انه كان يقود سيارته فأوقفته
دورية المرور بادر ضابط المرور بطلب الرخصة
وأوراق السيارة وهو يتفحص وجهى من وراء
عدساته الشمسية المعتمة
فسلمته كل ماطلب من وثائق ليبادرنى بلهجة
هادئة وحازمة
-لم تربط الحزام يا أستاذ
– قلت نعم للأسف
-قال هذه مخالفة
-قلت نعم أعترف أنى أخطأت وأستحق المخالفة
بدأ الضابط بتدوين قسيمة المخالفة وقال لى
انت أستاذ ومعلم تربوى قلت نعم قال إذا غش
طالب فى الامتحان هل تسامحه قلت لا قال اذا
ماذا تفعل قال اطبق عليه القانون
فناولنى ورقة المخالفة وهو يضخك قال هل
يمكن أن تنزل من السيارة بتردد واستغراب نزلت
فقام باحتضانى فجأة ويقبل رأسى كنت مندهشآ
مما يحصل
أستاذ أنا الطالب فلان درست عندك أتذكر حين
غشيت من ابنك فلان فى الامتحان فعاقبتنا
حينها وسحبت ورقتى وورقته ومنحتنا صفرآ
وطبقت على وابنك القانون
منذ ذلك اليوم عرفت ان القانون وضع ليطبق
على الجميع ولا يستثنى منه أحد حتى ولو كان ابنك .. يومها بكيت احتراماً لك وحزناً انك طبقت القانون على ابنك دون ان تجامل فجعلتك مثالا لى .. واليوم استاذى أطبق عليك القانون ولا أستثنى أحدا حتى لوكان ابنى لم أستطع اتحكم بدموعى فرحاً بان هذا الضابط كان احد طلابى وعرف ماذا يعنى تطبيق القانون وهو بالمقابل كان يناضل من أجل أن لا تسيل
دموعه حفاظآ على هيبة الزى العسكرى الذى يرتديه
فاخرج مبلغ من جيبه الخلفى فقال أقسمت عليك يا استاذى أن تقبل هديتى
فأمتنعت فألح على وقال القانون طبقته عليك لكن قيمة المخالفة على فانت معلمى وأبى وقدوتى أدامك الله تاجآ فوق رؤوسنا حاولت الامتناع فألح بشدة وسانده زميله الذى شهد الموقف بتأثر غادرت المكان وقد سرت بين أضلعى سكينة
عجيبة وسعادة غامرة ودموع فخر انه تخرج من
تحت يدى جيل لايخون وظيفته ولا وطنه
تلك ثروة المعلم والمربى اذا غرسها فى طلابه
صلح المجتمع وصلح الوطن فالتعليم وتطبيق
القانون لا يقدر بثمن ويجب أن يطبق على الجميع .. ارفع القبعات لهذا المعلم الذى تخرج على يديه مثل هؤلاء الطلاب .
ففى هذا الزمان الاغبر أصبح المعلم من أكثر الناس ظلما وخصوصا من ذوى القربى أى (*وزارة التربية والتعليم)* أما كان الأجدر لهذه الوزارة الفتية ولكى تنجح فى رسالتها النظر إلى وضع ذلك المعلم الذى تخرج على يديه إلى ميادين الحياة المختلفة الكثير والكثير من أصحاب المهن الكبيرة .. فهل ياترى يتذكر المسؤولون الكبار بأنهم فى يوم من الأيام كانوا طلاب .
فالمعلم وهو بيت القصيد فى مشكلات التعليم .. فهو حجر زاوية للعملية التعليمية لذلك لابد للوزارة أن تشبع حاجاته الضرورية قبل كل شئ وفى هذا الخصوص اتذكر إحدى رؤوساء بعض الدول أمرت بأن يكون راتب المعلم اعلى مرتب فى الدولة .. احتج الناس لهذا القرار فردت عليهم وببساطة شديدة هل سألتم أنفسكم كيف وصلتم إلى هذه المناصب ؟ بفضل هذا المعلم .. لذلك وجب على الجهات المعنية معالجة مشكلاته المادية والنفسية .. فالسؤال هل وظيفة المعلم التربوية والآثار النفسية لا تعنى أيضا المسؤولين والحكومات ؟
إن فاقد الشئ لا يعطيه .. قاعدة تعارف عليها الناس منذ القدم فى الحياة اليومية .. لكن يبدو أنه لم يتعارف عليها فى حقل (*التربية والتعليم)* هل يجهل المسؤولون ان المستفيدين من عائد الشبع المادى والنفسى هم ابناؤنا التلاميذ فى المقام الأول .. حيث لا نستطيع أن نلوم المعلم فى أداء واجبه كما ينبغى أن يكون ونحن لا ننظر إليه نظرة عادلة مكافئة لما يبذله من جهد وعرق ولسان المعلمين يقول للمسؤولين فى كل مكان (*لا تحاسبنى وأنت سالب قدرتى* .
ومن هذا المنبر ونحن نحتفل بيوم المعلم ادعو وعبر هذه المساحة إلى إجراء دراسات مسحية مستمرة للتعرف على طبيعة المشكلات التى تعترض هذا المعلم .. لمحاولة وضع الحلول حتى لا تنعكس توترات المعلم على ادائه فى عملية التدريس ويكون الضحية هؤلاء الطلاب .. أن التربية والتعليم لكى تنجح فى رسالتها لابد أن تنظر الى مقوماتها الثلاثة(*المعلم ، المناهج الدراسية ، التلميذ)* والعمل على توافق كل منها على طبيعتها .. فهل تحقق ذلك لدى القائمين بإدارة التعليم ام ماذا ؟ .
واخيرا إن كان لى كلمة اقولها هى كلمة شكر وتقدير لكل معلمى بلادى فى دول المهجر على وجه العموم وللاستاذ القامة شيخ المعلمين (*عثمان رحمة)* على وجه الخصوص .. لا أريد أن اقصم ظهره حتى لا يعتبروها (*كسير ثلج)* فالاخ شيخ المعلمين معلم بحق وحقيقة ومن القلائل الذين يعرفون كيف يتعاملون مع هذه المهنة العظيمة ( والعظمة لله وحده) فلك وللجميع أعطر وأنقى التحيات محملة بكل ارايح العالم بمناسبة يوم المعلم ولكم العتبى إن أتيت متأخرا .. وخيرا مما لا تأتى .. التحية لجميع المعلمين دون استثناء .. فتكم بعافية .