
على كل
محمد عبدالقادر
أتى القيادي بصمود والمؤتمر السوداني شريف محمد عثمان على ذكري خلال ظهوره أمس في “الجزيرة مباشر” ضيفاً على الاعلامي أحمد طه.
شريف زج بإسمي وهو يتحدث عن الأصوات والأقلام الرافضة للهدنة والتفاوض مع المليشيا ، قبل أن يضيف : رفض إيقاف الحرب ليس من الفطرة الإنسانية السليمة ، ويقاطعه أحمد طه ، بقوله ” إلا مَن ظُلِم”، ويذكره بقول الرسول الكريم ﷺ: “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد.” .
شريف يرى أن نؤجل ردود فعلنا تجاه انتهاكات تمرد الدعم السريع إلى ما بعد هدنة وسلام واتفاق يحمل ” من أجرم” إلى المحاكمة، هكذا وضعها الرجل وانا أعلم أن في “فمه ماء” تمنعه من اتخاذ موقف سياسي ضد المليشيا، وأنه لن يستطيع تحميلها مسؤولية الانتهاكات التي اقترفتها فى الحرب، كما أنه لا يجرؤ على الإتيان بسيرة الأمارات من قريب أو بعيد، ومازال الرجل يتلجلج ويتحرى الكذب في سردياته المحفوظة التى يسعى عبرها للمساواة بين الجيش والمليشيا المتمردة الخائنة التى قتلت الناس واغتصبت الرجال والنساء على حد سواء، وسرقت المنازل وأستعبدت الحرائر ، وسفكت دماء الأبرياء فى الخرطوم وداخل “حلة شريف الكلاكلة”، وفي الجزيرة وسنار والجنينة .. لايعلم شريف أن المليشيا مازالت تقتل الأبرياء المدنيين والنازحين فى الفاشر ، والمرضى فى المستشفيات والعنابر فى الفاشر وبارا، وتقصف صيوانات العزاء فى الأبيض، وتستهدف المواطنين فى كرنوي والطينة و تقتل الأطفال والنساء فى جنوب كردفان.
يريد شريف أن نستقبل كفلائه في الدعم السريع بالورود، ونلوح لهم بالمناديل ، ونعفو عن الجرائم التي اقترفوها بحق الشعب السوداني مقابل فقرة مائعة فى أي اتفاق تَنسِب كل هذه الانتهاكات ضد الإنسانية وجرائم الإبادة والتطهير العرقي ” لمن أجرم” حتى نحاكمه بالقانون، يرى شريف ذلك وكأنما الذين قتلونا ونهبونا وشردونا واغتصبوا حرائرنا ورجالنا فعلوا كل ما فعلوا بالقانون.
يريد “شريف ومن لف لفه” أن يصورونا “دعاة حرب” بينما هم الذين جاءوا بالاتفاق الإطاري ووضعوه فى مقابل الحرب ، حمائم سلام.
يسعى شريف لوصمنا بالدموية بينما يرى في كفيليه المتمردين حميدتي وشقيقه عبدالرحيم ، وقيادات تمرد الدعم السريع رُسُل سلام ومحبة، ينثرون الورود والحلوى على رؤوس السودانيين لا المسيرات التى قصفت حتى أمس الطينة وكرنوي وأم درمان واستهدفت “صيوان عزاء” فى الأبيض .
لايعلم شريف إن من الفطرة السليمة كذلك اتخاذ موقف سياسي وأخلاقي من المليشيا، لا الإكتفاء بالإدانات الخجولة التى عادة ما تنتهي بالمساواة بين الجلاد ” الدعم السريع”، والضحية ” الشعب السوداني” الذى لم يعد يحتمل حتى رؤية قيادات قحت بشقيها في “صمود وتأسيس” وهم يبررون لقتله وسحله بجرائم المليشيا.
وحتى يستقيم الأمر ل”شريف ومن لف لفه”، فإننا لا نرفض السلام ولسنا دعاة حرب، ولكنا سنقف “الف أحمر” ضد أي اتفاق يمنح المليشيا شرعية جديدة أو يقنن وضعها فى سيناريوهات المرحلة المقبلة..
سنرفض يا شريف أي سلام خنوع تكون فيه اليد العليا للأمارات ومجرمي الدعم السريع، وسنقاوم أي اتفاق لاينهي وجود المليشيا للأبد ويفكك منظومتها ويجمع أسلحتها وقوتها في معسكرات يتم الإتفاق عليها بما ينهي أسطورتها في السودان .
وليعلم شريف أننا ضد الهدنة التي تُقنن لتقسيم السودان ، بعد سقوط الفاشر ، وندعو فقط لأن يقدم الجيش على أية جهود لإيقاف الحرب وهو فى موقف قوي وبعد استعادة سائر الأراضي المحتلة عنوة واقتدارا و”رجالة وحمرة عين ” مثلما حدث فى الخرطوم والجزيرة وسنار وسنشهده فى الفاشر قريباً وما ذلك على الله بعزيز..
وليعلم “شريف ومن لف لفه” أن ” لا للحرب التى يرددها هو وببغاوات “تأسيس وصمود” مازالت تعني عند الشعب السوداني ” نعم للمليشيا”، التى أرادها هؤلاء “بندقية” و”دبابة” تقلهم على ظهرها للحكم من داخل القصر الجمهوري..
لسنا دعاة حرب ولكنا مع السلام الذى يحفظ عزة السودانيين وكرامتهم ويقتص لهم ويضمن وحدة الوطن أرضاً وشعباً ويعيد الحقوق السليبة إلى أهلها وينهي وجود كابوس مليشيا الدعم السريع فى حياة السودانيين…
على “شريف ومن لف لفه” أن يوفر إجابة بسيطة للسؤال التقليدي لماذا يفر المواطنون من أية منطقة تقترب منها المليشيا ؟!. ولماذا لايستطيع هو وأمثاله العودة للسودان.
شريف عندي كان محل تقدير وإحترام حتى وقعت الواقعة فى الخامس عشر من أبريل 2023،، وميزت الخبيث من الطيب، وأظهرت الغثْ من السمين، فلم يعُد بعد الحرب “شريفاً” الذى كنت أرى أنه يحتفظ باستقامة وموضوعية على خلاف ناشطي قحت الذين لم نسمع لهم ذكراً قبل ثورة ديسمبر ، فقد صار صاحب مواقف متلجلجة وباهتة حادت عن الحق والوطنية وجانبها الصدق، ولا تكاد تلمس فيها حتى شجاعة ونخوة السودانيين المعهودة فى الانحياز للحق لحظة تعبيرهم عن المواقف المرتبطة بالعزة والكرامة ..