« مخلفات الحرب و الحمي» 

روشتة في بريد الأسرة 

اختصاصي الصحة العامة/ اسماء قسم الله

ان الوضع الراهن في ولاية الخرطوم لفت انتباهي للمقارنة بين حمي الضنك والملاريا ففي ظل الظروف البيئة الناتجة من مخلفات الحرب وتعايش المواطن معها والجهود المبذولة من الجهات المختصة( وزارة الصحة) وادارة النظام الصحي بالمحليات…

“الحميات المتنافسة” (Competing Fevers) هو مصطلح وصفي يجسد التحدي التشخيصي المعقد عند تزامن أو تتابع أمراض الحمى المدارية المختلفة، وأبرز مثال لذلك هو الملاريا وحمى الضنك.

يشير المصطلح إلى المنافسة التي تحدث على مستويين:

المنافسة في التشخيص (إرباك الطبيب) 🩺

تحدث المنافسة في التشخيص لأن الأعراض الأولية للملاريا وحمى الضنك تتشابه كثيرًا، مما يجعل من الصعب على الطبيب تحديد المرض بمجرد الفحص السريري:الأعراض المشتركة: كلتا الحالتين تبدأ بـحمى شديدة مفاجئة، صداع، وآلام حادة في العضلات والمفاصل (وهو ما يُعرف في الضنك بـ “حمى تكسير العظام”). الوقت هو العنصر الحاسم: لا يمكن البدء بالعلاج الصحيح (مضادات الطفيليات للملاريا أو الرعاية الداعمة للضنك) إلا بعد التأكد من المسبب. أي تأخير في تشخيص الملاريا قد يؤدي إلى الوفاة، وفي الوقت نفسه، فإن تشخيص حمى الضنك متأخرًا يزيد من خطر النزيف عندما يحدث تزامن الإصابة (Co-infection)، حيث يحمل المريض كلاً من طفيل الملاريا وفيروس الضنك، فإن الأعراض تتداخل وتصبح أكثر فوضوية وغير نمطية، مما يضاعف من صعوبة تحديد المسبب الرئيسي للأعراض وتشير المنافسة داخل الجسم إلى كيفية تفاعل المسببات المرضية والأضرار الناتجة عنها معاً داخل جسم المريض، الملاريا: تسبب تدمير خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم و حمى الضنك: تسبب انخفاضاً حاداً في عدد الصفائح الدموية، مما يزيد من خطر النزيف ، النتيجة ليست درون فعندما يجتمعان، فإن المريض يواجه خطر فقر الدم والنزيف في آن واحد، وهي حالة خطيرة تهدد حياة المريض وتجعل السيطرة على الحالة أكثر تعقيدًا يضطر الجهاز المناعي إلى محاربة نوعين مختلفين من مسببات الأمراض (فيروس وطفيلي)، مما يؤدي إلى استجابة التهابية مفرطة أو ضعف في الاستجابة، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى فشل الأعضاء.

مصطلح “الحميات المتنافسة” يسلط الضوء على ضرورة إجراء اختبارات تشخيصية سريعة ومزدوجة لأي مريض يعاني من الحمى في المناطق الموبوءة لضمان عدم خلط الأعراض وتوفير العلاج المنقذ للحياة للملاريا فورًا.

ودمتم بصحه جيدة