
مفاوضات جنيف) … تنازلات متوقعة
بقلم : إبراهيم عربي
في تقديري الخاص أن الوصف الدقيق لخلاصة مباحثات جدة بين الوفد السوداني برئاسة الوزير أبو نمو والوفد الأمريكي برئاسة المبعوث الخاص توم بيريلو ، أن الحكومة أوضحت وجهة نظرها ورمت بالكرة في ملعب الحكومة الامريكية ..!.
وقالت الحكومة السودانية في بيانها إنها تعلن تمسكها بتنفيذ إعلان جدة الموقع 11 مايو2023 ورفضها وجود أي مراقبين أو مسهلين جدد ، وبل أعلنت ترحيبها بالمبادرات التي تلبي وتستجيب وتحفظ سيادة البلاد وكرامة الشعب السوداني ..!.
وبالتالي فإن بيان الحكومة علي هذا النهج فيه شيئ من المرونة ، مما يؤكد أن المباحثات إنتهت إلي تحفظات ، وسط تباين في وجهات النظر بين الطرفين ، وسط تكهنات وتنازلات من قبلهما ، واعتقد الطرفان متفقان حول وقف الحرب ولكنهما مختلفان حول الوسائل وآليات تنفيذ وقف الحرب ..!.
ويبدو واضحا أن أمريكا دخلت المباحثات في جدة بأكثر من صرفة ..!، وأولها ضغوط مجتمعها الداخلي وهي تسارع الخطي لتحقيق مكسب إنتخابي (هدف ذهبي ..!) بوقف الحرب في السودان ..!، إما الصرفة الثانية ضغوط لإنقاذ حليفتها دولة الإمارات وكيل إسرائيل وخادم اليهود في المنطقة من الملاحقات القضائية الدولية التي ربما تطالها وتطال أمريكا وإسرائيل معا ..!.
وبلاشك تورط دولة الإمارات مسجل في الأضابير بالثابتة وهي تعلم ذلك تماما كما تعلم إسرائيل وأمريكا ، ويعلمان تماما أن الإمارات ستورطهما بشأن أسلحتهما التي وصلت للمرتزقة ، وقد ظل دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية مستمرا عدة وعتادا ..!، ولذلك بدت أمريكا أكثر إنزعاجا وإهتماما وحرصا لإدخال الإمارات وسيطا في المفاوضات في منبر جنيف بعد أن فاتها قطار جدة لتبرئة نفسها عبر تعهدات والتزامات مادية من تحت طاولة جنيف ..!.
وبالتالي يبدو من خلال مجريات مباحثات جدة أن وفد أمريكا (سي أي إيه) كان يتابع ويرصد إيماءات وتحركات أعضاء وفد السودان بدقة ويحلل موقف الوفد من خلال طرحه وحجته ورفضه الكامل لمشاركة (الإمارات وإيقاد) وتحفظها علي (بريطانيا وتقدم) ، وأتوقع بناء عليه أن تتراجع أمريكا لأجل مصالحها متي ماوجدت الضمانات وحينها ستضحي بمشاركة أي من أربعتهم أو جميعهم بما فيهم الإمارات ..!.
فالواقع أن الجميع متفقون علي ضرورة وقف الحرب في السودان ، ولكنهم مختلفون حول االوسائل والآليات ، قال المبعوث الامريكي أن عشرات الآلاف من السودانيين تواصلوا معه لإيقاف الحرب في البلاد وجميعهم يقولون لا للحرب ..!، وبالطبع نقولها جميعنا بالفم المليان (لا للحرب ..!) ولكن تنفيذا لمخرجات منبر جدة وخروج مليشيات الدعم السريع المتمردة من بيوت المواطنين والأعيان المدنية مع التعويضات العامة والخاصة ..!.
وبالتالي اعتقد مشاركة الحكومة في جنيف ليس مستبعدا ويعتمد علي ما ستقدمه أمريكا من تنازلات ، كما أن قبول أمريكا لها يعتمد علي ما ستقدمه الحكومة السودانية من مرونة يتماشي مع مصالحا ، ولذلك سيظل الباب مواربا وفي ظل توقعات في أي لحظة تنقلب فيها الموازين وفقا لدبلوماسية المصالح والتكتيكات الأمريكية ..!.
ولكن في تقديري الخاص أمريكا لن تحترم السيادة الوطنية وإلا بالإتجاه شرقا نحو روسيا والصين وإيران وتركيا ، وتوقيع إتفاقيات مصالح مشتركة معهما ..!.
الرادار .. الثلاثاء 13 أغسطس 2024 .