مقالات

مملكة السعادة( وجمهورية الكاّبة)!!

وقل اعملوا
د/ عبدالله جماع

بطبيعة الحال فأن الشعوب لن تحكم نفسها بنفسها، بدون وجود دولة محترمة لها هيبتها، وتقوم بتطبيق القانون بصورة حازمة و صارمة. والا لتعمقت الفوضي وعمت البلوي وانتشر الهرج والمرج. وساد بين الناس مايعرف( بقانون الغاب). الذي حذر منه الاسلام تحذيرا قاطعا، وذلك كما ورد في مضمون الحديث ( الصبر علي امام جائر ستين عاما افضل من بدونه ولو لليلة واحدة..). و بناءً علي مواقف وتجارب شخصية مع شعوب عربية معاصرة كثيرة تؤكد وتثبت مدي اهميةو هيبة الدولة وسريان القانون الناجع الرادع. وذلك حينما كنا مغتربين بالخليج. حيث يروي لنا الشعب الذي كنا نعيش معه شيئا فيه خليط من ارهابنا مقرونا بكثير من اعجابهم بحكوماتهم العادلة و الصارمة في تطبيق القانون. ومما كانوا يرددونه دوما علي مسامعنا . بانهم اي هذا الشعب الذي نحن بصدده بأنه شعب ناشذ ومتفلت وقاسي ولولا قوة دولتهم وهيبتها لما استطاع ان يعيش بينهم اي جن ولا حتي ( اجنبي واحد امثالنا). اذن تطبيق القانون بحذافيره هو ثمرة من ثمرات السمو الانساني الرفيع وعلامة من علامات الاستقرار الاجتماعي . حيث مدحه القران في اكثر من موقع بقوله تعالي ( والذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف).هذه واحدة من ثمرات هيبة دولة القانون. واما الواقعة العملية الاخري.والتي تشير للمقارنة بين دول القانون واللاقانون!! والتي كنا شهودها نحن . وفي نفس تلك الدولة الخليجية التي كنا نعيش في ارضها.( وفيها شئ من الطرافة والاستغراب). حيث اعتدي ذات مرة ثلاثة من مواطني تلك الدولة علي سوداني كان يعمل بمتجر خاص حتي سال الدم من فمه. فذهبنا به ومعنا الجناة لمركز الشرطة، ففور وصولنا لداخل المركز وقفت كل القوة الموجودة وقتئذ بالمركز مستنكرة عمل هؤلاء الجناة ال( 3 ) الا ان الغريب في الامر صياح (الصول) المسئول من المجوعة وبصوت عالي موبخا ومعنفا للجناة. الشئ الذي لم نكن نتوقعه بحكم اننا اجانب مهيضي الجناح مكسوري الخاطر ( حنا اخر الزمان والحديث للصول ..صرنا جمهورية حيث الفوضي وعدم الالتزام بالقانون والاعتداء علي الاخرين).. امرا جنوده بادخالهم الحبس فورا . تخيل ان الموسوم لدي اذهان هؤلاء القوم . بان (الجمهوريات) هي عبارة عن منبت ومرتع للفوضي وعدم الامتثال للقوانين لاغير. وفي هذا المنحي المتعلق بهيبة الدولة وانفاذ القانون مقرون بحديث سعادة الصول. تذكرت شكوي الفريق ياسر العطا من اعضاء المليشيا المتمردة المنتشرين في دوواين الدولة المختلفة مثل( بنك السودان المركزي .. ديوان النائب العام..وزارة الثروة الحيوانية..و..و..و..) حيث انهم يكبلون عمل الدولة ويقفون في طريق انفاذ القانون ويخنقونها خنقا..بينما جناحهم العسكري هناك يقاتل الدولة في الميدان.. وتوجد نماذج شتي من هذا القبيل الغير مفهومة في دنيا ( الجمهوريات) مثل رئيس وزراء مستقيل من منصبه ومطرود من قبل الشعب وفي نفس الوقت لافي حول العالم يحيك في المؤامرات ضد الدولة ويعمل ( السابعة وذمتها) وزول بسألوا مافي. ومش كده بس وهناك ايضا زعماء ادارات اهلية يناصبون الدولة العداء ليلا ونهارا وكمان بصموا مؤيدين لميثاق نيروبي والحكومة الموازية ( وبرضو محافظين علي مواقعهم بدون حدي يزعجهم خالص). ناهيك عن قصة القبض شبه اليومي علي ماكينات تزييف العملة وما معروف كيف دخلت؟ هذا وبغض النظر عما ينصب نفسه سياسيا اعظما يصحح تجارب الاحزاب الاخري ليحدد ماهو الصالح منها وماهو الطالح. . وماهو الطاعن في النتانة الذي يجب كنسه .وهكذا تسير الامور في ارض الجمهوريات..وان ننسي لاننسي حوادث عمال ميناء سواكن والاعتداء علي المسافرين وقلع حقوقهم وممتلكاتهم في وضح النهار ولا نصير او مغيث لهم .فهل ياتري و بناءً علي مقولة الصول الخليجي ذلك فعلا ان( الملكيات للسعادة والجمهوريات للكاَبة)؟؟ فان كان ذلك كذلك فالله المستعان!!
01125315079
Jamma1900@hotmail.com

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى