الأعمدةتحبير

من زاوية فنية

 تحبير

 د.خالد أحمد الحاج

 

* للآداب والفنون إسهامات معتبرة في الحركة الإنسانية، وفي مسيرة الأمم والشعوب التي تنشد الأمن والسلام والتقدم والرفاهية، الفنون مصدر من مصادر إلهام الشعوب لمزيد من الابتكار والإبداع، بل هي قوة الدفع التي تعتمد عليها الأنظمة الحاكمة، والقوى الحزبية، ومنظمات المجتمع المدني في تسوية النزاعات التي تطفح على السطح بين الفينة والأخرى، ومعالجة كافة أسباب الصراعات.

* من هذا المنطلق لا ينبغي ألا تربط الجماعات الثقافية، والفرق المهتمة بالفنون حركة الإبداع الوطني بالأزمات والحروب، فقيمة الفن الوطني أكبر وأعمق من ذلك بكثير، وإن كانت دوافع الشعراء والفنانين والأدباء في فترات الحروب أكثر تناميا من غيرها من الفترات الأخرى، وهذا ما يجعلني أنادي بضرورة دراسة الظاهرة بعمق، عسى أن نهتدي لمعالجة توفيقية ومنطقية.

* الحرب الدائرة حاليا في بلادنا لفتت الانتباه لمبدعين كثر لم تسلط الأضواء على تجاربهم الإبداعية كما ينبغي، ويكفي أن هذه المرحلة الدقيقة من عمر أمتنا الصابرة على الابتلاءات يكفي أنها أتاحت الفرص للمبدعين، وخاصة الشباب منهم لتقديم فن يلهب الحماس، ويحرك المشاعر، لمزيد من التلاحم والوعي بأهمية الفنون في رتق النسيج الاجتماعي، فضلا عن دورها التوعوي بالمخاطر المحدقة والمحتملة.

* وقد أثبتت الدراسات والتجارب أن تأثير الفنون على سلوك المجتمع واضح ومتلمس، وهو دافع للنشء لتنمية مشاعرهم القومية بالصورة السليمة، ومحفز لهم على هضم قيمة التنوع التي تقوي الأواصر والصلات، لينبذوا بذلك مستقبلا كافة أشكال التعصب البغيضة التي تفت عضد الأمة، وتعمل على ضعضعة أركان الدولة.

* السؤال المهم الذي نتمنى أن نجد له إجابة لدى وسائل الإعلام المعنية ببث ونشر الفنون، لماذا لا تجد الفنون الاهتمام اللازم من واقع أن الخرائط البرامجية للإذاعات المسموعة والمرئية والملفات الثقافية بوسائل الإعلام المقروءة لا تعطي الفنون المساحة والزمن الكافيين لإحداث تغيير ثقافي جذري ؟ ما المطلوب من المبدعين أنفسهم من تصورات ورؤى لردم الهوة، ومعالجة خطاب الكراهية بما ينزع فتيل الخلافات والتنافر ويعزز مبادئ الوحدة الوطنية ؟ الفرصة الآن مواتية أكثر من ذي قبل لكافة الواجهات المعنية بالأمر الإبداعي لتقول كلمتها، وتدلي بدولها، ولكي نصل إلى النتائج المرجوة الأفضل يتم النقاش والتداول عبر منبر أو ملتقى يحشد له المبدعون من كافة أنحاء الوطن، أو من يمثلونهم لتوضع النقاط على الحروف.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى