الأعمدةرؤى متجددة

هزم الجنجويد والمرتزقة في أقصى الفاشر ومن بعد هزيمتهم سينهزمون

رؤى متجددة 

أبشر رفاي

 

 

الفاشر في القاموس الشعبي لأهالي تلودي وتلودي من مدن السودان القديمة تعني عندهم السعة المسافة بين الشئي والشئي الآخر…

 

يقال في الفلاحة الزراعية الشعبية المحلية أجعل فاشرا بين ريقان صفوف الشتلات والزروع مفردها روق بضم الراء والريقان انواع منها روق الزروع وروق قندول عيش الريف وروق المردوم وروق النقارة وإلى آخره..

 

والفاشر مهاراة شعبية لها علاقة مباشرة بهندسة الفلاحة الزراعية.. ( مش كده يا حضرة المهندسون الزراعيون )

 

 

وعندهم كذلك كلمة شندي تعني الدفع كاش فوري بدون لولوة ومراقدة مالية.. بدليل حكامة ام دوال مسقط رأسنا زهرة بت مقدم المغني سعد محمد رحمها الله غنت في أخيها عبد الفضيل بخيت رحمه الله الذي أوفي بعهده قائلة …

( أنا نايمي وحاسي بتفقد في الرجال سياد الريسي عبد الفضيل بخيت دفع لينا شندي ما كضب ما قلولي )

والقلولي بمعني البوباري الملقوقل في الفاضي عن واقعه الحقيقي …

 

في الأثر الشعبي السوداني العريق يقال ال.. ( ما بعرفك ما بعزك وفي رواية يجهلك بجهلك عديل )

الجنجويد والمرتزقة وهنا لا نقول العطاوة لأن هؤلاء القوم للاسف الشديد تعرضوا لخدعة تاريخية كبيرة والتلاعب والإتجار بإسمهم من بعض منسوبيهم..

خدعة بالغة السوء اضرت بهم وبسمعتهم الكبيرة وأضرت بالوطن والمواطن والدولة خدعة نسجت بخبث سياسي شديد بواسطة الدخلاء ومن داخلهم وآخرين من دونهم….

 

الجنجويد والمرتزقة لا يعرفون شيئا عن تاريخ السودان تحديدا كردفان ودارفور..

بالنسبة لكردفان سطرنا فيما مضى قراءات كثيرة حول نضالاتها التاريخية وفي ظل الحرب الوجودية.

قلنا بالحرف الواحد كردفان هي صرة السودان وقلبه النابض وسر أسرار تماسك نسيجه القومي والوطني ونصيرته عبر الزمان حتى الإستقلال…

 

كردفان حررت السودان مرتان مرة من براثن التركية السابقة حينما لجأ اليها الامام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية في تلودي الكبري منطقة قدير سوح تقلى الكبرى.. هناك دارت أكثر من معركة مع الأتراك هزموا فيها شر هزيمة منها تحركت قوات المهدية الي الأبيض حيث معركة شيكان وهي المعركة التاربخية الفاصلة التي هزمت فيها الجيوش الإستعمارية الغازية بقيادة هكس باشا ومنها تحركت قوات المهدية لتحرير الخرطوم وهزيمة غردون..

 

من سخريات القدر العطاوة المخدوعون اليوم من جانب صغار أحفاد الإستعمار ووكلائه القدامى الجدد هم كانوا حملة راية النصر الكبرى ضد الدخيل الأجنبي.. حتى عرفوا في ذلك الوقت من تاربخ شرف النضال الوطني الباذخ بالمسيرية أبكار المهدية… ثم نصرت كردفان السودان للمرة الثانية عندما تم تحريرها وجبال النوبة قاطبة من الإستعمار الثاني الإنجليزي المصري ولمدة عام كامل في الفترة من مايو ١٩٠٦ الى مايو ١٩٠٧ على خلفية ثورة أهالي تلودي الشعبية العارمة التي قضت على الحاكم الإنجليزي ونائبه… وهي ثورة معروفة في تاربخ السودان الحديث بثورة تلودي وفي دار الوثائق البريطانية بإسم Talodi Arab’s Revolution هجم الثوار على الإنجليز بثمانمئة حصان ومقابل اربعمئة للإنجليز متمومة بالبغال حسمت المعركة لصالح كردفان في يومين الثالث الإنجليز واعوانهم وشفسافتهم عردوا دقاق قدمت فيها ارتال من الشهداء وأعدم بسببها لاحقا شنقا حتى الموت سبع رجال من اسرة واحدة هم قادة الثورة..

 

تفجرت بعدها سلسلة من ثورات الكفاح الوطني المسلح ضد الإستعمار… مثال ثورة جدنا البطل ود حبوبة ١٩٠٨ بجزيرة الخير وثورة جدنا السلطان عجبنا وإنته مندي أم كرار ١٩١٥ بالدلنج وثورة جدنا الفكي على المبراوي بكادقلي ١٩١٨ وثورة جدنا البطل كوكو كوبانقو بتلودي الكبرى الليري وغبرها من الثورات…

 

إذن كما قلنا وقال أجدادنا زمان ( العود برمي جمرايتو ) وتبعا لتلك المقولة فإن السودان لن يؤتى من كردفان زمان وفي هذا الزمان وأهله الفرسان في حالة صحيان في الميدان والديوان..

فتجريب المجرب لا يجدي وعدم الأستفادة والاستفاقة من دروس وعبر التاريخ وعلمه تعتبر مجازفة فاشلة خاسرة من قبل الجنجويد والمرتزقة والشفشافة وفطاحلة المشروع الأجنبي..

 

فاليوم برأينا كل شيئ وارد في محور كردفان القتالى فإما نصر القوات المسلحة والقوات المساندة له نصرا عسكريا مؤزرا كما الحال في بارا ومواقع اخرى كثيرة سابقة لها..

وإما حلا بالإيد وذلك بترجيح كفة صوت العقل الفردي والجمعي بإستدعاء مبدأ الحكمة وحقيقة الفشة غبينتو خرب مدينتو… وهذا ممكن ومن شأنه إنهاء الحرب في محور كردفان في رمشة عين.. وبتالي تسليم القوات المسلحة فورا مقرات فرقها ومواقعها التي احتلت غدرا بسبب تمرد فصيل كان يتبع لها ( الدعم السريع ) وهنا مبدأ الرجوع للحق والحقيقة عسكريا فضيلة…

وبتالي تتحول القضية من مسارها العسكري القتالي الي المسار المدني السياسي والاجتماعي والدستوري والقانوني وهذا في علم السياسة المتقدمة يعرف بفك إرتباط ومعالجة حالة أرتباك المسارات العسكرية والسياسية فب ظل الحرب تجاه الحلول الوطنية والموضوعبة الَمنطقية فالقضية السودانية للعالمين ببطونها وتفاصيلها قضية ببواطن الأمور قضية سياسية تاريخية بحتة.. لا تحل بالأدوات العسكرية وإنما بالتدابير الإجتماعية والسياسية والدستورية.. فسألوا اهل التجارب إن كنتم لا تعلمون.. ونزيدكم من شعر الحقيقة بيت..

قضيتان لا تحلان إلا بدربهما وتشخيصهما الجيد وقد بلغتا الآن اكثر من سبعين عاما القضية السودانية والفلسطينية.. حيث تفيد نتيجة التشخيص عالي الدقة الذي اجريناه من سنبن حول القضيتين السودانية والفلسطبنية..

. القضية الفلسطينية قضية سياسية ببعد حضاري.

والسودانية سياسية ببعد اجتماعي هل أنتم منتبهون فإذا لم تعالج جدليلة البعد الحضاري لن يحل الجانب السياسي للقضية الفلسطينية الإسرائيلية وبالنسبة للقضية السودانبة اذا لم تحل جدلية البعد الاجتماعي لن تحل مسألة البعد السياسي والدستوري فكل واحد من بعدي القضيتين يمثل نقطة تشفير شديد التحكم والإحكام

 

وعن الفاشر فاشر السلطان جدنا على دينا رحمه الله

من المؤكد بانها ستتسع بإذن الله لمحور المقاومة الوطنية بكافة مكوناته بقيادة القوات المسلحة وتضيق حد الضيق والخروج النهائي على الجنجويد والمرتزقة والشفشافة داخل الحدود وبلاحدود..

 

صحيح الجنجويد والمرتزقة والشفشافة لايعرفون شيئا عن دارفور الكبرى التي هزمت الفرنسيين بعد تركيعهم لكل شعوب دول غرب أفريقيا هزمتها في دار مساليت في معركة دروتي التاربخية الشهيرة القرن الماضي.. والتي على إثرها وثق لأداة السفروك وهو سلاح مسلاتي شعبي خشبي مجرب يقال عنه ( كن صاب سلاح وكن جلا الفرنسي عود وراح )

 

ولا يعرف هؤلاء وهم من شاكلة جابونا وجينا وفي طريقنا للجية لا يعرفون شيئا عن الفاشر أبو زكريا كساي الكعبة المشرفة.. سقاي حجيج الرحمن.. عمق السودان الحضاري والقومي والانساني والنضالي…

 

كيف لا وحينما دان السودان بأكمله لسلطة الحكم الثنائي الانحليزي المصري في اعقاب معركة كرري ديسمبر ١٨٩٨ ظلت دارفور بلدنا سودانية وطنية حرة حتى ١٩١٦ تاريخ غزو جيوش الاستعمار لها ‘ كما اليوم بالضبط ولكن هذه المرة بطريقة مهجنة.. شوية متمردين وكمية من المرتزقة والشفشافة والشفشافيات..

 

صمدت فاشر السلطان صمودا أسطوريا وأهلها ونخبها الكرام ومعها في خندق واحد الشعب السوداني الأبي وقواته المسلحة والمنطومة العسكرية والأمنية المساندة لها المشتركة الشرطة جهاز الأَمن الوطني والمخابزات العامة البراؤون درع السودان والمستنفرين وقاعدة المقاومة الشعبية المسلحة العريضة يقاتلون صفا واحد كالبنيان المرصوص تحت عقيدة وطنية معلنة شعارها الله والوطن..

من اجل حماية استقلاله وسيادته والدولة وجوديتها وعزتها وهيبتها وكرامة المواطن ضد اهانته واذلاله وإخراجيه من دياره قسرا وظلما أودفنه فيها وهو مكلوم مظلوم….

نعم لن تسقط الفاشر بإذن الله وحتى المدن الدارفورية التاريخية الأصيلة بالحسابات المادية الظاهرة كالضعين ونيالا وزالنجي والجنينة وغيرها والتي تعد ساقطة بيد الجنجويد والمتمردين والمرتزقة.. لم تكن ساقطة بالحسابات التاريخية والمعنوية والقيمية والاخلاقية.

 

وإلا لفعل ذلك الأستعمار التركي والإنجليزي الذي هبمن على البلاد والعباد قرن وربع القرن وحينما خرج غير مأسوفا عليه بإنتهاء إقامته القسرية المملة…عاد السودان وعادت دارفور بعزتها وكرامتها وهيبتها..

برأي مثل العطاوة الشهير ( إنفضح الموت وربى الأتيم ) واليوم جزء كبير من العطاوة المخدعون والمضللون لو ما خلو بالهم وإستدركوا مواقفهم سينطبق عليهم مثلهم بالمسطرة.. سينفضحون أكثر من فضيحة الموت مع الأتيم الذي برأي المثل قد أخذ أمه وهي على فراش الوضوع وفي النهاية يلجي ويرضع ويربى الطفل من قبل خالاته وعماته..

سينفضحون حال إستمرارهم وركوبهم لرؤوسم ولتيتل جدنا السلطان كسفروف وسيخسرون وينفضحون بشكل اكبر يوم يقوم الحساب أمام الحق تعالى ومن قبل ضمائرهم والشعب السوداني الأبي والإنسانية وداعميهم من قتلة الشعوب وتدميرها من أجل دنيا يصيبونها بغسيل الوسائل القذرة وما أكثرها في حربهم الملعونة…

 

نصيحتنا الحارة والحقيقة الأحر منها التي نوجهها للمواطن السوداني عامة ودارفور خاصة وعطاوتها خصوصا….

 

أولا مخافة الله فيما تفعلون وأن تتوب من فعل الشر متأخرا خيرا من أن لا تتوب اصلا..

 

٢- ضرورة رفع الحس الوطني والأخلاقي والانساني والسياسي الإستراتيجي وهي ضرورة حتمية لتجريد الحرب القائمة من ظاهرة الوجود والتدخل الأجنبي الذي لايخفي على أحد على مستوى المشروع والخطط والتمويل والإسناد اللوجستي والقرار…

 

تجريد الحرب وفصلها من الوجود والتدخل الأجنبي يدفع في إتجاهين اتجاه تكييف سياسي للحرب القائمة بتحويلها من مفهوم ومصمون الحرب الوحودية إلى الحرب السياسية وهذا النوع من الحروب موجود منذ الإستقلال وله من الوسائل المجربة لحله.. حيث اثبتت الأيام والشواهد بأنه كحروب لم يتضرر منها الوطن والمواطن والدولة والمكتسبات والسمعة بالشكل المؤسف الذي فعلته الحرب الوجودية الأجنبية البغيضة اليوم…

 

٣- في حال تجريد الحرب وتحريرها من التدخل والوصايا الأجنبية وتبقي حربا سياسية بالمعنى المعروف يمكن بتم حلها فورا عبر ثلاث مراحل متكاملة وبأكثر من وسيلة ناجعة..

المرحلة الأولى وقف العدائيات يليه وقف إطلاق النار الذي يقود بإتجاه تراجع المليشيا المتمردة على القوات المسلحة نزولا لسيادة حكم القانون والإستفادة من فرص المراجعات الداخلية وعفو القائد العام..

 

الاتجاه الثاني معالجة الوضع الانساني وفقا لأحكام الضمير السوداني والأنساني والقوانيين الوطنية والدولية المتعلقة بحقوق الانسان في السلم وحقه الإنساني في الحرب..

 

.والثالث ضم منفستو حرب العطاوة السياسية بعلاته الخطيرة لمنظومة منفستوهات الحروب السياسية بالبلاد وعندها كل شاة تعلق من عصبتها هذا الكلام يمكن يتم عبر مسارين مسار الحوار العسكري والمدني الداخلي يديره وسطاء شرفاء لايبيعون ويتبايعون ولا يباعون ولا يتبعون أنفسهم هواها هممهم الأول والأخير سلامة الوطن والمواطن والدولة ودفع شماتة الأعداء وتفويت الفرص الأنتهازية امام المتربصين…

 

ولسع الكلام راقد ومرقد بكوكاب شنقة وطبيقة حنكوكايتها بره والحنكوكة هى الجسم المرتفع على سطح الطبيقة وهي الحربة الصغيرة الداعمة للحربة الكبيرة..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى