الأعمدة

ودارت دورة الأيام!

إبر الحروف
عابد سيد أحمد

نلحظ في المشهد السياسي والعسكري هذه الأيام تحولًا كبيرًا، بخروج وزير الخارجية الأمريكي للمطالبة بإيقاف الدعم العسكري للمليشيا، وهو ما يمكن فهمه كضوء أخضر للحلف الجديد من الأشقاء والأصدقاء للمضي في دعم الجيش للقضاء على المليشيا الإرهابية في بلادنا.

* كما جاء بروز الموقف السعودي العلني المناهض لموقف الإمارات من الحرب في السودان، ومساعي الرياض لإقناع واشنطن بمساندة الحكومة السودانية، تحولا مهما في معادلات الصراع ويبرز المملكة للمشهد بوجه يناسب حجمها وقدراتها اقليميا

* وبالتوازي، جدّدت مصر موقفها الثابت منذ بداية الحرب، بدعمها الكامل للجيش السوداني الوطني بإعلان مساندتها بكل ثقلها له، حفاظا على استقرار السودان وحماية لامنها وهو تحول آخر مؤثر تُعزّزه أنقرة بسندها للموقف المصري، مما يضيف قيمة مهمة.

* َوالحلف الجديد الذي يتشكل ستكون له مابعده، خاصة في مواجهة إسرائيل التي تقف إلى جانب الإمارات في حربها بالسودان وتمدد من مطامعها هنا وهناك على حساب الدول الاخري

* وقد ساهمت مجزرة الفاشر التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية في إيقاظ الضمير العالمي، لتواجه الإمارات والمليشيا الداعمة لها رفضًا دوليًا صادمًا. كما أن الانتصارات التي يحققها الجيش هذه الأيام في كردفان، واسترداده المتتالي للمناطق، إلى جانب الهجمات الجوية المكثفة على الفاشر وهروب أعداد كبيرة من عناصر المليشيا، كلها مؤشرات على اقتراب ساعة الحسم.

* فالله لن ينصر مليشيا ظلّت طوال الحرب تمارس القتل بحق المدنيين العزل، وتدمّر المدن، وتحرق القرى، وتنهب المنازل والمتاجر والسيارات، وترتكب جرائم الاغتصاب في كل منطقة تسيطر عليها.

* وقد شاءت إرادة الله أن يصحو الضمير العالمي بعد أن حوّلت المليشيا الفاشر إلى مسرح للإعدامات وارتكبت فظائع تقشعر لها الأبدان، صورها الجناة بأنفسهم ونشروها علنًا، ولم يرحموا حتى المرضى ومرافقيهم في المستشفيات.

* ومنذ اندلاع الحرب، تتكشف الفظائع تباعًا؛ فمن يستمع لمدير الدفاع المدني حول ما وجدوه أثناء تنظيف ولاية الخرطوم بعد تحريرها تصيبه القشعريرة: من جثث ألقيت في آبار المنازل، وبيوت عُثر فيها على أشخاص مشنوقين، ومدارس تحولت إلى مقابر جماعية، وأعضاء بشرية موزعة في المنازل. وما زالت تصل بلاغات عن روائح كريهة في منازل عاد إليها أصحابها، ليتضح وجود جثث خلفتها جرائم المليشيا.

* ولم تكتفِ المليشيا بمجازر الخرطوم، بل أطلقت النار على مواطني ود النورة بالجزيرة، وكررت المشهد في الهلالية وفي كل مكان دخلته. أما زعيمها، فيكتفي بالحديث عن “تفلتات”، وهي ليست تفلتات بل منهج متكرر في كل منطقة.

* إن مجمل الواقع يقول إن النصر والخلاص قد اقتربا، بعد أن دارت دورة الأيام، وانكشف كل شيء، لينتصر الحق ويزهق الباطل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى