مقالات

آهة حزن ومآثر حزاينية لإبن الجزيرة كمال حسن على خالد ،،

كلام بفلوس

تاج السر محمد حامد

إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافى الأرحام .. وماتدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت .. إن الله عليم خبير (صدق الله العظيم) .

 

كلما أمسكت بكتاب الله ألوذ به من غياهب الحياة الدنيا بغية اغتنام جرعة روحانية بين السطور الجليلة وجدت يدى وعينى تسبقنى لهذه الآية الكريمة التى تختتم سورة لقمان لما فيها من قضية طالما وقفت عندها مدارك البشر الضيئلة أمام قدرات فاطر السموات والأرض العلى القدير ألا وهى قضية الإنسان مسيرا ام مخيرا .. ففى بعض الأحيان تراودنى فكرة إن الإنسان بطبيعة الحال مسير وفقا لما ترسمه له الإرادة السماوية .. وتارة أخرى أنه مخير لأن الله سبحانه وتعالى أودع فيه نورين هما اللب والقلب وبهما يتخير مسلكه فى الحياة سوى كان خيرا أم شرا ويجنى ثمرة ماقدمت يداه ويحاسب على ذلك إما بالاثابة أو الجزاء .

 

هذه المقدمة الحزاينية أوردتها بكل لوعة وحسرة وألم وحزن عميق عندما وصل الخبر وانغرس كالرمح فى اعماقنا برحيل إبن الوطن البار وابن الجزيرة الخضراء (*كمال حسن على خالد)* رحل عن دنيانا البروى العطشان رحل البكرم الضيفان رحل المايشاكل الجيران .. فارق هذه الحياة بتلك السرعة مخلفا اطنانا من الأسى والوجع .. رحل وغادر الحياة والكل فى أشد الشوق اليه .. لكنها إرادة الله حيث لا اعتراض فى حكم الله .. بينما لازالت عيون الجميع باكية ودموعهم غزيرة وقلوبهم حسيرة ونفوسهم كسيرة وألسنتهم معقودة وكلماتهم مبعثرة .. وكل شىء مؤلم وموجع لفراقه .. والجرح غائر وعميق .. وحقيقة الأمر أشد من هذا وادهى والمصيبة أكبر من الخيال وأشد وقعا من الزلزال .

 

أى آهة حزن غرستها فينا برحيلك المفاجئ ياكمال .. واى دمعة حزن تركتها تنحدر من مآقينا .. فقد كان رحيلك وبفاجعته عن دنيانا يكذب عقولنا التى لم تصدق لكنها أمام إرادة الله لابد أن تصدق وتخضع لأمره سبحانه وتعالى فلا بقاء إلا لوجهه الكريم .. نعم كلنا على قناعة تامة وايمان عميق أن من سافر فى رحلته الأبدية الرحلة النهائية التى لا رحلة بعدها لن يعود منها إلى يوم الساعة ولن تبق فى القلب إلا الذكرى الحسنة والعمل الطيب والفعل الحميد فهم السابقون ونحن بلا جدال أو تفضيل أو تاخير سنكون اللاحقين فى الرحلة المخصصة لنا عندما يحين موعد إقلاعها .

 

ألا رحم الله الأخ الحبيب كمال حسن على خالد الذى رحل عن دنيانا وترك جرحا لن يندمل .. فقد كان شهما وشيال تقيله ومقنعا للكاشفات .. رقيق الطبع قليل الغضب كثير المعاذير للناس .. قويا فى الحق مهما جفلت منه النفوس أو جفت منه القلوب .. اللهم إن عبدك كمال قد جاءك خاليا من وفاض الدنيا إلا من إيمانه العميق وحبه لرسوله الكريم صل الله عليه وسلم .. وهنا استميح القارئ عذرا إذا توقف اليراع عند هذا لأننى أشعر بوساوس الشيطان الكريهة تتسلل إلى نفسى بخطوات سريعة .. وسأحاول بقدر استطاعتى صرف هذا الخاطر عن ذهنى واذهب فورا لاتوضا واسجد لله العزيز القدير مستغفرا ومنيبا إليه .

 

اللهم أجزل له العطاء بقدر ما أعطى وبذل .. اللهم أبسط يدك إليه واجعله مع الكرام البرره المتكئين على الارائك واسقه برحمتك من الرحيق المختوم واجعله من الذين فى سرر مرفوعه ونمارق مصفوفه وذرابى مبثوثه .. نسألك أن تسبغ على أهله وذريته نصرا من عندك وتعينهم على شدائد الدهر ونوائبه .. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوه الا بالله .

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى