
أبناء النوبة أعلنوا التعبئة والاستنفار ضد تحالفهما،، (الحلو – دقلو)،، غضبة الجبال.. تأكيدات بتوحيد الصفوف دفاعاً عن أمن وهوية ومستقبل جبال النوبة.. الإعلان عن انتظام برنامج التعبئة العامة في حراك إنساني وتعبوي وقانوني.. ولاية الخرطوم: أبناء جبال النوبة ساهموا في جميع معارك التحرير..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
في خطوة تعبّر عن تصاعد الغضب الشعبي تجاه المجازر والانتهاكات الواسعة التي تشهدها ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، أعلن أبناء النوبة حالة التعبئة العامة والاستنفار خلال لقاء تنويري موسّع نظمته شبكة المنظمات الوطنية العاملة بجبال النوبة “نوبا نت”، واللجنة العليا للإسناد المدني، ومجموعة محامي جبال النوبة، بمشاركة قيادات سياسية ومجتمعية واسعة، وربط المشاركون إعلان التعبئة مع المجازر التي يرتكبها تحالف الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو وميليشيا الدعم السريع المتمردة، والتي كان آخرها الهجوم المفجع على مدينة كالوقي، واستهداف روضة أطفال ومستشفى المدينة بطائرة مسيّرة، مما أدى إلى استشهاد 114 مواطناً معظمهم من النساء والأطفال، حيث أكد المتحدثون في اللقاء التنويري، أن الظرف الراهن يفرض مواجهة وطنية موحدة، وضرورة تعزيز الدور الشعبي في دعم جهود الدولة لحماية المواطنين ووقف التدهور الأمني والإنساني بالمنطقة.
مشاركة فاعلة:
وجاء إعلان أبناء النوبة التعبئة العامة في أجواء اتسمت بروح عالية من التضامن والالتفاف المجتمعي الواسع، إذ شاركت فيه كيانات رئيسة من أبناء جبال النوبة، أبرزها: شبكة المنظمات الوطنية العاملة بجبال النوبة “نوبا نت”، واللجنة العليا للإسناد المدني، ومجموعة محامي جبال النوبة إلى جانب قيادات مجتمعية وسياسية وطلابية من مختلف شرائح الإقليم، وتم خلال اللقاء إعلان حالة التعبئة والاستنفار العام وسط أبناء جبال النوبة في الداخل والخارج، تنديداً بالهجمات الممنهجة التي يتعرض لها المدنيون من تحالف (الحلو – دقلو)، حيث تناول المتحدثون بالتفصيل سلسلة الانتهاكات والجرائم التي طالت قرى ومدن ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، بما في ذلك استهداف الأعيان المدنية، والهجمات على المرافق الحيوية، وقصف المناطق الآهلة بالسكان، في مشاهد وصفت بأنها جرائم حرب مكتملة الأركان، وأكدت المنصة أن أبناء جبال النوبة أمام واجب تاريخي يقتضي التوحد في مواجهة ما تتعرض له مناطقهم من محاولات إبادة وتغيير ديمغرافي ممنهج.
توقيت الإعلان:
وجاء الإعلان في وقت تشهد فيه ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة تطورات أمنية وإنسانية مقلقة، بعد نقل تحالف (الحلو – دقلو) عملياته العسكرية بكثافة إلى المنطقة وارتكاب موجة من الانتهاكات ضد المواطنين العزل، والتضييق على حركة المدنيين، باعتقال الأبرياء في مواقع لا تراعي كرامتهم الإنسانية، وهو أمرٌ انعكس سلباً على عمليات تهجير قسري طالت عشرات الأسر، ومنذ نحو عامين ونصف يفرض تحالف (الحلو – دقلو) حصاراً خانقاً على مدينتي الدلنج وكادقلي، ما أدى إلى تداعيات اقتصادية ومعيشية واجتماعية خطيرة، وولّد حالة من القلق والهواجس وسط السكان، ليأتي هذا الإعلان الشعبي بتنوع مكوناته وقوة رسائله، مشكلاً نقطة تحول مهمة في ميزان الحرب، ورسالة جلية بأن أي محاولات لإخضاع الإقليم أو فرض واقع جديد عبر القوة، ستصطدم بإرادة شعبية صلبة، وبقدرة المجتمع على توحيد صفوفه دفاعاً عن أمنه وهويته ومستقبله.
ضد التغيير الديموغرافي:
وأكد رئيس اللجنة العليا للإسناد المدني ورئيس شبكة (نوبا نت)، الأستاذ جبر الدار التوم مندر، أن ما يتعرض له المواطنون في جبال النوبة من جرائم يستوجب موقفاً موحداً وإسناداً كاملاً للدولة في حماية المدنيين واستعادة الأمن، وقال جبر الدار إن أبناء جبال النوبة يقفون صفاً واحداً ضد محاولات تغيير التركيبة السكانية عبر التهجير القسري، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على عدة محاور رئيسية تتمثل في تسيير قافلة دعم غذائي عاجلة لفك الضائقة عن المحاصرين في مدينتي الدلنج وكادقلي، بالإضافة إلى تفعيل برنامج التعبئة والاستنفار من خلال تعزيز الجهود الشعبية للتصدي للعدوان ومحاولات اختراق النسيج الاجتماعي، هذا فضلاً عن محور قانوني يقوم على رصد كل الجرائم والانتهاكات وتقديمها للمنظمات والمحاكم الدولية، وأكد جبر الدار أن ما يجري ليس صدفة بل عملية منظمة هدفها المال والسلطة.
قضية وطن:
وامتدحت ولاية الخرطوم مشاركة أبناء ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة في كل معارك التحرير، وقال ممثل والي ولاية الخرطوم، الأستاذ الطيب سعد الدين، المدير العام لوزارة الثقافة والإعلام، إن الوقت قد حان للوقوف صفاً واحداً لتحرير ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة من العدوان، مؤكداً أن قضية جنوب كردفان هي قضية كل السودان، داعياً اللجنة العليا إلى التحرك في جميع الولايات لاستقطاب الدعم لقوافل إنسانية من أجل إغاثة مواطني المنطقة، ونوه سعد الدين إلى أن روح التكافل بين الولايات ما تزال حية، وأن التعبئة والاستنفار يجب أن يتواصلا بالتوازي مع المسار القانوني لكشف حقيقة نوايا العملاء والمتورطين في الجرائم ضد المدنيين.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر.. يبقى إعلان التعبئة والاستنفار العام وسط أبناء جبال النوبة، بمثابة انتقال واسع للحراك الشعبي من دائرة التنديد والشجب إلى مربع الفعل والتنظيم والتنسيق الميداني والإنساني والقانوني، فالجرائم التي يرتكبها تحالف (الحلو – دقلو) في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، وما يصاحبها من حصار وتجويع وتهجير قسري، قد دفعت المجتمع المحلي إلى بناء جبهة موحدة تسعى لدعم الدولة، ونقل صوت الضحايا إلى العالم، بأحقية أبناء ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة في العيش بكرامة على أرضهم، والدفاع عن عرضهم.