مقالات

أين يقف إعلام الجهاز في معركة الكرامة؟

هاشم القصاص

في زمنٍ تتقدّم فيه الكلمة على الرصاصة، وتسبق الصورةُ زئيرَ المدافع، يقف السؤالُ مهيبًا:
أين يقف إعلام الجهاز في معركة الكرامة؟
نُجلّ سعادة المدير العام لجهاز المخابرات العامة السوداني الفريق أول (مفضل) ونشهد له بفهمٍ متقدّمٍ لمعنى الإعلام حين قال:
“ميادين الإعلام تتقدّم ميادين المعارك.”
كلمةٌ لو وعَتها الأذهان لأضاءت الدروب، لكنها — ويا للأسف — لم تترجم كما يجب في ساحات العمل.
تبدو إدارات الإعلام كأنها ما تزال خلف الجدار، تراقب المشهد ولا تصنعه، تتحدث عن البطولة أكثر مما تُجسّدها.
لقد قدّم الإعلام الوطني شهداء كتبوا بدمائهم معنى الحقيقة، وسطروا بأقلامهم فصول المجد.
أولئك الذين حملوا الوطن في حبرهم، وجعلوا من الكلمة سيفًا ومن الصدق راية.
أين مكانهم اليوم في خريطة الجهاز؟
من لملم شتات أقلامهم؟ من منحهم منصة يواصلون منها نضالهم الشريف؟
أخشى أن يكون دور إدارة الإعلام قد اختُصر في صور ولافتات، وبيانات تهنئة، وتوثيقات عابرة لرموزٍ كان لهم في الميدان صهيل.
لكن الإعلام — أيها السادة — ليس لافتةً تُعلّق، ولا تهنئةً تُرسل.
الإعلام فكرٌ متّقد، ورسالةٌ تعانق السماء، وصوتٌ لا يُحبس خلف مكتب ولا يُقيد بتعليمات.
انطلقوا من جدرانكم، من رتابتكم، من بيروقراطيتكم القديمة.
افتحوا نوافذ الروح على الوطن، واستمعوا إلى همس القلم قبل أن يصرخ.
فالكلمة اليوم تسبق الرصاصة، ومن لا يُدرك ذلك يفقد معناه في معركة الوعي.
(الحصة وطن)
وللوطن حقٌّ علينا أن نرفع له الكلمة كما نرفع السلاح.
هي رسالة إلى من ألقى السمع وهو شهيد، أن الوطن لا ينتظر المجاملات، بل ينتظر الفعل.
تحياتي، وحبي، وتقديري لتراب بلدي،
دمتَ يا وطني عزيزًا قويًّا،
ولنا في دروب الكرامة موعد لا يخلف.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى