مقالات

إيلا الذى رحل

إبر الحروف

عابد سيد أحمد

 

* كثيرون يتولّون المناصب العليا لسنواتٍ طويلة، ثم يغادرونها بعد دون أن يتركوا أثرًا يُذكر في حياة الناس.

 

* وكثيرٌ من الرؤساء والوزراء والولاة يرحلون عن دنيانا، فلا يبكيهم الناس لأنهم لم يعيشوا لهم، بل عاشوا لبهرجة السلطة ونعيمها، ومضوا دون ان يتركوا أثرا

 

* ليهزَّ رحيل إيلا الناس ويبكيهم، لأنه سهر وتعب وعرق في خدمتهم، ومضى تاركًا وراءه تنميةً وعمرانًا في كل مكانٍ عمل فيه.

 

* و يشهد الله خلال وجودي في بورتسودان طوال سنوات الحرب، لم أجلس في بيتٍ أو سوقٍ أو منتزهٍ أو أي مكانٍ يجتمع فيه الناس إلا وذُكرت سيرة إيلا. فهو فى قلوبهم و حاضرٌ في عيونهم، في طرقات الولاية، وفي البيوت التي شيّدها لهم، وفي الأسواق التي نظّمها، وفي كل نقلةٍ خدميةٍ أحدثها هناك.

 

* وحتى والي الولاية الحالي الفريق الركن مصطفى محمد نور، كثيرًا ما يستشهد في خطاباته الجماهيرية بإنجازات إيلا الخدمية

 

* فإيلا حالةٌ خاصة، جعلت نغمة أهل الشرق “إيلا حديد” تتردّد في كل الأرجاء.

 

* وعندما رأت القيادة العليا للدولة نقله إلى الجزيرة ليُحدث فيها ذات القفزة، حزن أهل الشرق وفرح أهل الجزيرة. ولم تمضِ فترةٌ طويلة حتى صارت الجزيرة تنعم بثمار عمله الدؤوب؛ فالقادمون إلى الخرطوم كانوا يحدثوننا عن شارع النيل بمدني، وكيف تغيّر ، وعن الإنارة وعن الأسواق والمشروعات المتعددة.

* و حين ذهبت إلى الشرفة بصحبة الزميل الأستاذ هاشم القصّاص ايامها لفتت انتباهي الطرقات الجديدة الممتدة من الطريق الرئيسي إلى القرى، والتى كُتبوا على مداخلها: “شكرًا إيلا”.

 

* فإيلا، الذي نُقل جثمانه أمس بطائرةٍ خاصة من القاهرة إلى بورتسودان بتوجيهٍ من الرئيس البرهان، ليُصلّى عليه الناس في أكبر الساحات، نال محبّة الناس بعطائه المشهود وغير المحدود في كل موقعٍ عمل فيه.

* لقد كان حقًا رمزًا للنهضة، وللتميّز الإداري، وللمبادرات المنتجة ذات الأثر الباقي.

 

* لك الرحمة أيها المتميّز، فقد رحلتَ عنا بجسدك ، وبقيت باثرك حيًّا بيننا، يذكّرنا بك في كل مكان عملت فيه

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى