
اطلالته الأولى فى المحفل الأممي كانت محط اهتمام داخلي وخارجي.. خطاب كامل.. تشريح الأزمة السودانية .. إدريس أكد أنه سينتصر لكرامة وعزة الشعب السوداني .. قال إن الحرب غزو خارجي استيطاني بغرض التغيير الديمغرافي، كامل أعلن عدم قبوله لأية إملاءات تتعارض مع سيادة السودان وأمنه.. رئيس الوزراء قدم صورةً كاملة لكل جرائم الميليشيا..
تقرير : محمد جمال قندول
الإطلالة الأولى لرئيس الوزراء د. كامل إدريس مخاطبًا العالم عبر منصة الأمم المتحدة في دورتها الثمانين، كانت محط اهتمام داخلي وخارجي.
وفي الساعات الأولى من صباح أمس (الجمعة) بتوقيت السودان، أطل إدريس مقدمًا كلمة وصفها المراقبون بالقوية، حيث استعرض الرجل محنة السودان وخاطب شواغل السودانيين.
الظهور الأول
رئيس الوزراء دكتور كامل أكد في حديثه بأنه سيبذل كل ما في وسعه للانتصار لكرامة الشعب السوداني وعزته. وأكد في ذات الوقت، عدم قبوله لأي إملاءات تتعارض مع سيادة جمهورية السودان وأمنها القومي وملكيتها الوطنية في تحقيق السلام العادل.
ووصف رئيس تحرير صحيفة “الانتباهة” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بخاري بشير مشاركة رئيس الوزراء في الأمم المتحدة بالفاعلة والمؤثرة ، وقال انها ستسهم في تصحيح مواقف كثير من الدول والمنظمات بالنسبة للأزمة السودانية.
أضاف بشير بأن خطاب إدريس كان ذروة سنام الظهور الأول لرئيس الوزراء أمام الجمعية العامة بالأمس، والذي جاء ضافيًا وشافيًا ووافيًا، حيث قدم تشريحًا للأزمة السودانية.
وتابع بشير: رئيس الوزراء قال للعالم: السودانيون أُجبروا على الخروج من ديارهم ووطنهم تحت وطأة القتل الممنهج والاغتصاب، وهناك ملايين السودانيين هُجروا بفعل انتهاكات الميليشيا.
أردف بخاري بالقول: رئيس الوزراء قدم صورةً كاملة لكل جرائم الميليشيا، وأنها التي ارتكبت الجرائم بقصد وتعمد، بهدف تغيير ديموغرافية السودان، كما شمل رؤية السودان للحل وللسلام، عندما نادى بضرورة وقف تدفق السلاح لهذه الميليشيا الإرهابية، وتقوية المؤسسات الوطنية التي تحافظ على سلامة الدولة.
َأزمة الفاشر
إدريس قدم خطابًا تناول زوايا عديدة، حيث تحدث عن الحكومة المدنية والعلاقات الخارجية وأزمة الفاشر، حيث أكد في هذا الصدد التزام حكومة السودان بخارطة الطريق والتي ساهم في وضعها جمع من القوى الوطنية والمنظمات المدنية والتي تم تقديمها للأمم المتحدة والوسطاء، مبينًا أنها تتضمن وقف إطلاق النار مصحوباً بانسحاب ميليشيا الدعم السريع الإرهابية من المناطق والمدن التي تحتلها ورفع الحصار عن مدينة الفاشر وما حولها تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2736 الصادر منذ أكثر من عام.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مكي المغرب إن أهم ما ورد في خطاب رئيس الوزراء هو الوصف الدقيق للحرب، وأنها غزو خارجي استيطاني بغرض التغيير الديمغرافي، حيث لخصها د. كامل في عبارته (الاستيلاء على السودان)، وهذا يتجاوز الحديث عن أنها أزمة داخلية وصراع داخلي، أو (صراع جنرالين) كما تردد “قحت” وتضلل الرأي العام المحلي والخارجي.
ويواصل المغربي في تفكيك الظهور الأول لرئيس الوزراء على منصة الأمم المتحدة ويشير إلى أن لغة البدن التي ظهرت في وقوف إدريس مخاطبًا كانت مميزة وأهم ما فيها عندما ضرب الطاولة وهو يستعرض أزمة الفاشر ووجه اللوم للمؤسسة الأممية بسبب مرور عام على قرار فك حصارها وعدم حدوث شيء. ذلك المشهد لامس وجدان السودانيين والحضور العالمي.
ورفض مكي الانتقادات التي وجهت من البعض باستخدام د. كامل اللغة الإنجليزية بالخطاب، حيث اعتبر ذلك براعة جديدة في الخطابة.