الأعمدةمقالات

الأستاذة حنان شمام ، منارة جزيرة مقاصر , وأيقونة وزارة التجارة ، سيرة إمرأة عظيمة مليئة بالفخر ، ومسيرة خالدة لا يمحوها الزمان

همس الحروف

✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

https://almashadnews.com/archives//4855

في أي مكان في العالم ، إذا إقترن التفوق بالثبات ، حينها يحق لنا أن نروى حكايات النجاح الموشاة بالتواضع ، فلا بد أن تمر الأحاديث في همسها ، وفي جهرها عبر اسم صار عنواناً للتميز ، ودليلاً للنجاح ، وعنواناً ضخماً للإنسانية ، فكل هذه الصفات تجسدت في شخص الأستاذة حنان أحمد عبد الرحمن (حنان شمام) تلك المرأة العظيمة ، مديرة ومفوض مكتب وزارة الصناعة والتجارة بالولاية الشمالية .*

*منذ أن خطت أولى خطواتها على عتبات وزارة التجارة قبل عشرين ونيفاً من السنين ، كانت هذه المرأة التي أتت من جزيرة مقاصر الوديعة ، بالولاية الشمالية ، تعرف تماماً ما تريد أن تفعل ، فلم تكن تطلب المجد في مظاهره الزائفة ، ولكنها إجتهدت إليه في جوهره ، فبنت لنفسها مسيرةً عملية كانت عبارة عن قصة من الإبداع ، عمادها الجهد الصادق ، وعنوانها الإخلاص في الأداء .*

*تشكلت شخصيتها المهنية من مزيج نادر ، قلّ أن تجتمع عناصره في فرد واحد ، فهي الإدارية المحنكة التي تدير ملفاتها بحكمة الصانع ودقة العارف ، وهي كذلك القيادية المتزنة التي لا يعلو صوتها إلا بقدر ما يعلو أثرها ، ومع ذلك لم تتخل عن إنسانيتها المعهودة فيها يوماً ، فظلت اجتماعيةً من الدرجة الأولى بحضورها الذي يشكل ألقاً في أي مكان تتواجد فيه ،و أخويةً في تعاملها ، وقريبةً من قلوب زميلاتها قبل أن تكون قريبة من مكاتب القرار .*

*وأجد قلمي عاجزاً عن التوثيق لسيرتها وأمثالها ، لأنها تعتبر من الذين عبروا بالزمن ، ليس بأعمارهم فقط ، فقد تخطوا حاجزه بأثرهم الطيب الذي جعل لهم مكاناً واسعاً في نفوس من حولهم ، فإستطاعت هذه المرأة العظيمة أن تشكل نموذجاً فريداً قد لا يتكرر ، حيث جمعت كماً هائلاً من نبيل القيم ، وعظيم المفاهيم ، فمثلت الإنسانية القحة في ابهى معانيها ، والإخلاص في حضوره ، و العمل الجاد في الإنجاز ، ، وكانت من الذين تركوا في أماكن تواجدهم نوراً مضيئاً ، هادئاً لا ينطفئ ، لأنها تميزت ، وسعت إلى ذلك ، وصنعت مجدها بعرق جبينها ، فصارت كالقنديل المعلق في سقف الحياة ، تهدي الناس بخطاها الواثقة ، وتمنح من حولها ضوءاً منيراً لا يشترى ولا يستعار ، وما أصدق الأثر حين يُصنع بصمت ، ويُخلد بعمل جاد ودؤوب ، وتدعو له القلوب قبل الألسنة… وهكذا كانت الأستاذة حنان (شمام) كما يحلو لها إختصار إسمها .*

*تميّزت هذه المرأة لا لتعلو على أحد ، إذ نجدها تفتح نوافذ التميّز لمن حولها من الزملاء ، و الاصدقاء ، و أصحاب المعاملات ، فكانت شامةً في خدّ بنات جيلها ، وعلامة فارقة في محيطها ، وإسماً لامعاً لا يذكره الناس في ميادين العمل إلا مقروناً بالإعجاب والحب ، والتقدير .

*وعلى امتداد رحلتها العملية المشرّفة ، لم تكن الأستاذة حنان موظفة كما غيرها ، تؤدي وظيفتها بالصورة الروتينية ، إذ نجدها روحاً جميلةً تبعث الحياة في كل ملف تُمسكه ، وفي كل فريق عمل تنضم إليه ، حتى صارت (بحق) رقماً وطنياً مميزاً لا يقبل القسمة إلا على نفسه ، ويشار إليها بالبنان حين تُذكر الكفاءة ، وحين تستدعي الإنسانية ، ويستشهد بها حين يُطلب مثال للتفاني و الإخلاص ، والذوق الرفيع

*إن السرد لا يفيها حقها مهما رُكبت في وصفها الكلمات ، والعبارات ، وكما أن الحروف تعجز عن تطويق مسيرتها بعدل ، ولكن التاريخ المهني في صدقه وإنصافه كفيل بأن يُخلدها في صفحاته بأحرف من نور ، ومداد من ماء الذهب ، وما أصدقَ قول القائل: (من زرع المعروف ، حصد الوفاء) ، وقد زرعت هذه الأستاذة (حنان) سنين عمرها في حقول الجهد ، فأثمرت سيرة عطرة ، وكان حصادها احتراماً لا يزول ، ومكانةً لا تهتز .*

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

elbagirabdelgauom@gmail.com

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى