رياضيةمقالات

الإصلاح الرياضي المنشود

 موج رياضي

 د.خالد الحاج

* ما من شك أن التراجع في نتائج منتخبنا القومي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التحليق في نهائيات كأس العالم ٢٠٢٦م، والأندية التي ودعت المنافسات القارية من الدور التمهيدي الأول هذا الموسم وهي: الزمالة أم روابة، والأهلي ود مدني، والمريخ أم درمان، لا شك أن جملة من الأسباب قادت لهذا الوداع المبكر، والنتائج المخيبة للآمال.

* أولاً: عدم استقرار المنافسات القومية: يعد عدم استقرار المنافسات القومية أحد أهم أسباب التراجع في المستوى بصورة عامة، وقد تأكد أن ضيق فترة تجميع اللاعبين للمنتخب بالاعتماد على نشاط فريقي القمة (الهلال والمريخ)، ووجودهما في معسكرات شبه دائمة احتواء للأزمة، هذه الإشارة لا تعني البتة تدخلي في اختصاصات لجنة المسابقات بالاتحاد السوداني لكرة القدم، بل هو رأي شخصي، وكان بالإمكان إقامة المنافسات بتوزيع الأندية في شكل مجموعات على حواضر الولايات.

* وقد أثبتت بطولة النخبة الأخيرة إمكانية إقامتها بالولايات، وضمان نجاحها، من واقع تعطش الأندية والجمهور للعب التنافسي، فقط على الاتحاد العام لكرة القدم دعم الاتحادات الولائية، والتنسيق مع وزارات ومجالس الشباب والرياضة الولائية، لأجل تكملة النواقص، والبحث عن رعاية معتبرة تقلل من التكاليف والأعباء الثقيلة.

* ثانياً: ضعف وقلة خبرة اللاعبين:

* افتقاد اللاعبين للاحتكاك والتنافس على نسق مؤثر وفاعل، وفقدان جل العناصر المنضوية للمنتخب والأندية للخبرات الكافية، كان فاصلة في النتائج والأداء على السواء، متى ما توفرت فرص احتكاك مع منتخبات وأندية قوية وقتها سيجني المنتخب والأندية ثمار ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر “أيام الفيفا” التي وفرت فرص تباري ودي تحت بصر وسمع الفيفا والكاف.

* ثالثاً: افتقاد المدارس السنية، وأكاديميات كرة القدم:

* على مجلس الاتحاد العام لكرة القدم، وتجمع الأندية التنسيق مع كليات العلوم الرياضية، ومراكز التدريب الإقليمية والدولية ذات السمعة الجيدة، ولجنة التدريب باتحاد كرة القدم لأجل توطين المدارس السنية التي تعتبر بمثابة حجر زاوية لمستقبل اللعبة، فضلاً عن تكوين أكاديمية متخصصة لكرة القدم تتوفر لها كافة المعينات من ملاعب، ومعدات، وأكاديميين، وخبراء في المجال، مع ضرورة إلزام كل هاو دخول هذه الأكاديمية، وإلا فلا مستقبل رياضي له إن عزف عنها، فضلاً عن إلزام الأندية بإقامة المدارس السنية.

* رابعاً: البنيات التحتية:

* تشديد الاتحادين الفيفا والكاف على أهمية التزام الاتحادات والأندية بتجهيز الاستادات وفق المخطط المرسوم، يلزم الكل بالتقيد بهذه الشروط، وإن كنا في وضع استثنائي، نتيجة للحرب الدائرة في البلاد منذ أبريل نيسان ٢٠٢٣م، والتي ألقت بظلال سالبة على واقع اللعبة، لدرجة أن معظم استادات العاصمة أضحت خارج الحسبة.

* لكن لابد من وضع خطة محكمة لتأهيل الاستادات، لكي لا يفقد المنتخب والأندية الجمهور مستقبلاً، والذي يعتبر أحد أهم أسباب النصر، وإلا ستواصل المنتخبات اللعب دون مؤازرة، وربما نحرم مستقبلاً من التنافس، وهذه مسؤولية مشتركة ما بين مجلس الاتحاد، وتجمع الأندية.

* آمل أن تكون ملامساتي في محلها، فما دعاني للكتابة بهذا الخصوص حرصي على تحقيق ما هو مرتجى، ويمكن للجهات المختصة مخاطبة رجال الأعمال الوطنيين وغيرهم لمعالجة مشاكل البنية التحتية.

* وفي السياق نفسه تعج بلادنا بخيرة المهندسين المعماريين الذين لن يتوانوا عن إجابة نداء الوطن إسهاما منهم في رفعة وتقدم الرياضة في إطار التعافي من تداعيات الحرب، حاجتنا تتمثل فقط في خارطة طريق مفصلة، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى