#حكاياتإجتماعيات

الجالية السودانية في تبوك .. ترسم مساء سوداني فانتصر البلد وفرح الناس

صديق دلاي

 

 

في تمام الساعة السادسة مساء التقينا علي موعد مضروب ، تجمعنا مثل طيور مهاجرة ننتظر ضيوف السفارة السودانية بجدة وكان انتظارا كريما يحمل فتوي التزام أبناء الجالية السودانية في تبوك جاؤا من دوامهم بالجلاليب والطواقي السديري واللبسة الافرنجية وجاؤا بالزهور وكنا جزء من انتباهة موظف المطار في دوامه

إذن ثمة ضيف مهم، هكذا تحدث صمتهم المنضبط فكان مقدم خير وسلام سوداني معلوم ، السيد هارون خارج من وعكة هو اجمل بالزي السوداني بعصاة ولاة الأمر بزول من البلد وباخلاق معلم عظيم كما تباسم السفير ضيف هاش باش سيغرق وسط أهله بعد الثامنة مساء

لو تعلم السيد السفير منذ امس بدأ الاستعداد لاستقبالكم في مطار تبوك و من نهار امس حددوا درجة اللون في الدرع ، الكلمات والشهادات بالعبارة والجملة ومن هو الشباب المستحقيين للتكريم

كان لوحة اجتهاد حقيقي لتقيم الجالية يوما مهنيا و يوما وطنيا
وبدت تحيات السفير جزلة و مباشرة قوية مصحوبة بصدق وفرح واستلم زهور الجالية منتقاة بعناية وحب وإحترام كما يتبادل السودانيون تحاياهم في السوق وجنب البيارة وفي الشارع العام إخوة في وطن مجروح حتي عضمه

السودانيون بعد نهاية الدوام اجمل اناقة وفاقة ومزاج رايق تحية تسبق تحية ، أهلا وسهلا وتبت يدا الازمة صغيرة وكبيرة ليحيا هذا التوادد رغم انف الفتن الماثلة

جاؤا من أحياء تبوك مسرورين بلقاء عفوي، تشريفا وتكريما لضيفيين رسميين من سفارة السودان بجدة من أجل النقاش واكمال نواقص استخراج وتجديد الجواز وهناك أزمات كثيرة تواجه الجالية وسودانيين قابعين في السجون لشهور وسنوات يحتاجون سند بلدهم الرسمي والشعبي وقد افرزت الحرب واقع جديد علي وضع السودانيين الماساوي ، وضع تزرف منه دموع غالية وبيوت تغلق ابوابها في إنتظار فرج وحلول

ولعل مقدم السفير كمال علي عثمان والقنصل ابوبكر يعطي أملا مستحق حول توقيف نزيف من القضايا لا يتحمل السين في سوف نفعل كذا وكذا وعليهما ان يفكرا خارج الصندوق لمعالجة وضع صعب وبعض المشاكل التي استمع لها السفير باذان صاغية تحتاج فقط لقرارات هو من يمسك قلمها للتوقيع ولو تأخر يوما في الحسم ستكون الخسارة متضاعفة وهي خسارة تلحق بضعفاء هربوا من جحيم الحرب الي جحيم غربة قسرية

طالب السفير بإجراء حصر إحصائي دقيق لكل السودانيين في تبوك وهو اجراء طبيعي تأخر ثلاثين عاما ومع ذلك يبدو أنها خطوة جيدة لمواجهة قضايا مزدحمة علي تربيزة الجالية التي كانت صريحة بقصر ذات اليد وأنها بلا حول ولا قوة وتواجه أسئلة السودانيين في تبوك بابتسامة متأسفة فكيف سيتعامل السفير مع صراحة الجالية وذلك النزيف والمسافة بين جدة وتبوك ساعتين من الطيران

جرت العادة ان يستمع المسؤل لانين اوجاع الناس وربما يجيب علي الأسئلة بان ميزانية الحرب لا مجال فيها للعواطف ومناقشة الحقوق ومع ذلك تطرح أسئلة قديمة قبل قيام الحرب ثمة سودانيين في السجون منسيين بلا سند شباب وكبار سن وأحيانا نساء

وبنبل شديد شرح لي الاستاذ نذار جهود حقيقية للجالية السودانية في تبوك وكأنه يضيف عجزهم وان مشاكل السودانيين متعددة وأحيانا محيرة مؤكدا انه لا يستطيع أن يفصح ببعضها احيانا

كما تحدث الاستاذ يسن محمد صالح وهو بن تبوك لأربع عقود وأشار الي نقاش مستمر ومجموعة تريد من الماء العكر ماربها متاسفا علي نوع الصراع بين أبناء الجالية في زمن محتاجين فيه للتكاتف لحل مشاكل السودانيين بعيدا عن أي ظلال سياسية

وتحدث الاستاذ عثمان الماحي بروح طيبة لكنه تبع ذلك بوصف مجموعة متربصة بالجالية لأسباب سياسية وأضاف( أعلنا منذ زمن بعيدا عن أهمية العمل الخدمي المشترك لخدمة السودانيين وتقديم الخدمات المستحقة) لكنهم ظلوا متربصين

وفي الثامنة مساء تدفق موج السودانيون الي قاعة فندق فيو وقد التقوا بمحبة مخلصة كما وضح ان الدوام اقوي من الواجب الاجتماعي القديم وان تبوك علي سعتها الضيقة اغرقتهم في غربة ثانية

كان الأطباء هم نجوم المساء تحت لافتات ادارية رفيعة المستوي وتم تكريم عشرات الشباب مقدمة لوفاق قادم لو تراضي البعض بإحترام طبيعة تكوين الجالية وعملها الإجتماعي والخدمي

كان ملفت جدا حرص السفير والقنصل علي معانقة الجميع بروح سودانية فريدة وغرق وسط محبة سودانية سقط فيها الاوتوكيت الرسمي وانتصر الطبع العفوي علي المراسم وبقية المزاعم

كان كل سوداني يحمل اعتبارا من سلطة افتراضية كما كمال حامد بمعية أسرته وتحدث دكتور يوسف متخصص اللغة العربية وكان اب سوداني بامتياز وتحدث عمنا حامد كشاعر لأغنية ضابط السجن وكان مقدم المساء طبيب افرغ من ذاكرته اشعار من اغنيات وطنية رصينة وفاز جيل الزمن الجميل مزاج وحضور وحكايات وعرض نذار الفاضل دكتور النساء والتوليد صور وفديوهات لأطفال الفاشر يأكلون في العراء بالقرب من الجوع

استمع السفير مباشرة الي الراي الآخر من مصطفي الذي طرح حجته وهو يرتجف غضبا نيابة عن آخرين وطرح الحضور سؤالا عن معني السلطة في الجالية وهل هي شي آخر غير خدمة السودانيين في قضايا مباشرة و واضحة وحقيقية لا علاقة لها باي ظلال سياسية
كما حاولت الجالية الرد علي منتقديها بواسطة آخرين لا ينفع وصفهم بالمحايدين ومع ذلك لن يسلبهم احد حق ذلك الدفاع

أستمر المساء في جماله بسبب الروح السودانية المشتركة فوق كل خلاف رؤي واشواق وسعد البعض غرقي في نور الصالة المضاءة تماما ليتبادل السودانيين النكات والذكريات والسخرية من الحرب وحكاياتها ليختم الكل اسفا جماعيا دون التوصل لأي رؤية مشتركة تخرجهم من عنق الزجاجة والنفق كله مظلم مثل ليل دامس

تحدث السفير كمال علي عثمان طه عن كل شي دون أن يصدر قرار واحد بينما وعد بأن يكون عونا وسندا لأي جهود وطنية مخلصة مع هذه الجالية وأعلن تمديد عمل لجنة الجواز وبقية الاوراق الرسمية

الشاهد البديع في مساء الجالية السودانية بتبوك أنها ليلة جامعة ومانعة وان المستوي الشعبي كان باهرا وجري نقاش حر وتكريم مستحق كما خرج هواء ساخن وقدمت مقترحات جيدة كما جري تقييم عارف ببواطن الأمور وبأن زيارة السفير والقنصل العام من جدة الي تبوك لوحدها تعتبر تقدم وانجاز

قاعة مليئة بالنور والسودانيين مزينين بملامحهم القديمة العمة الطاقية السديري سرامس الشاي البشاشة المساء الوفاق السهل بين الناس والاحضان المخلصة، اركان حرب الجالية متاهبين حتي يخرج المساء زهرة ياسمين صحن بلا شق ولا طق يوسف سليمان الطاهر باهر كسوداني و مصطفي البدري رئيس تجمع الأطباء ينتصر فيه السودان ويحكي دكتور يوسف حسب الرسول قصة الممرضة رانيا وكيف ظهر معدن السودانيين دهب عيار ٢٤ أبهر الدنيا ودفع غرامة خرافية في ٢٤ ساعة اقوي بصمة علي أمل العودة بالجميع لديوان مرزوق والمجتمع السوداني الأصلي الذي خلق من الزمن الجميل حكايات وطنية خالدة

حكي دكتور يوسف عن ملحمة وطنية قامت بها الجالية في صمت بطولي لتنجو رانيا من عقوبة خرافية سنعود لها بتفصيل في حوار قادم

وعند الثانية عشر منتصف الليل لم ينتهي صيف تبوك وانتهي حفل سوداني فدرالي الهوية بدأت تباشير ه بزهور الجالية في مطار تبوك وانتهي كما يحلو للسودانيون مع النور والطعام والمحبة ان يتحدثوا عن الزوجة الثانية ونكات الثمانينات وبقيت مشاكل السودانيين في تبوك محلك سر

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى