
الدور الوطني للرياضة والرياضيين
ضل الضحي
بقلم/حسن عبدالفتاح الركابي
هذا الأمر جعلني ارجع بذاكرتي للحديث عنها في عهدها الأول ومجهود حقبة تلك الفترة في تشجيعها ومحاولة تطويرها والأساليب المختلفة التي سجلها شباب ذلك العهد جيل رياضي و نهضة رياضية، و كانت الرياضة ليست هدف في حد ذاتها ولكن نوع من أنواع النشاط وراءه غاية سياسة أو وطنية، ولا أحد ينسي ذلك اليوم الذي سار فيه نادي الهلال في مسيرته التي تعود ان يقوم بها كل يوم جمعة تتقدمه موسيقاه ويسير الشباب الرياضي في خطوة عسكرية منتظمة.
كانت الرياضة وسيلة من وسائل التجمع و ميدانا لبث الروح واذكاء الشعور و تبصير الشباب بالمهمة الكبري والواجب الأول وهو حرية هذا الوطن واعداد الامة ليوم تبذل
فيه النفوس قربانا لهذه الحرية.
ما كنت رياضيا ولكن ذلك لم يمنع
اهتمامي بالرياضة وتشجيعي لها لانني اعرف ما وراءها وما كان يدور في بعض رؤوس رعايتها وحمايتها. لست حسن الصلة بنادي الهلال والمريخ ولعلي أول من طبع للهلال ظروفا وجوابات في مصر عليها الهلال واهديتها لهم وكذلك نادي المريخ فاللافتة النحاسية
التي كانت علي باب الدار الي
وقت قريب هي هديتي لهذا
النادي وكان ذلك علي ما أذكر
سنة 1935.
وكان الكاتب الرياضي الوحيد
آنذاك هو (سيد) سيد عبدالله
المغربي زميلي. كان يعرف اهتمامي بالرياضة ومتابعتي
لاخبارها و امالي في أن تتجه
تلك الحركة الي بناء الخلق
والأجسام والعقول وأن يتسع
مجال الرياضة نفسها لا ان ينحصر في كرة القدم وان تتوثق عري الصداقة بين الفرق وترتفع بمستوي الشعب
الرياضي وتربي فيه الخلق الرياضي.
كان سيد يعرف في هذا الاهتمام ولذلك أفسح لي المجال في بابه الذي اختص
به من جريدة السودان ووجه
الي أسئلة تحت عنوان حديث
الرياضي الملثم استطعت ان
أدلي فيه ببعض الاراء والتوجيهات التي أحرص عليها ويحرص عليها الكثيرون
من المخلصين الذين يعملون علي تهيئة العقول وتعبئة الشعور العام.
السؤال هكذا كان الدور الوطني للرياضة والرياضيين انما اليوم نجدد ذلك الانتماء
وبث الروح الوطنية في قادة العمل الرياضي وتحريض النفوس لفعل الخيرات من اجل وطن معافي.
لابد من قوة واحياء الأمل في ان نعوض ما فقدناه عن طريق الرياضة وما زال قوي الأمل في هذه الاندية الرياضية
والاتحادات أن تخلق لنا الجيش الوطني.
ودمتم ذخرا للوطن