الأعمدة

الدولة السودانية الثانية” (الممالك المسيحية)

ضلل الضحي
بقلم/حسن عبدالفتاح الركابي

بعد سنتين من زوال دولة كوش (مروي) دخلت الديانة المسيحية السودان واستمرت
حوالي الف عام. وشهدت الفترة ما بين (٦٤٣_٥٨٠م)
دخول ممالك النوبة الثلاث نوباتيا والمغرة وعلوة في
هذه الديانة. وتقع نوباتيا في
اقصي الشمال وتمتد من اسوان الي قرب الشلال الثالث
وعاصمتها فرس وتعرف لدي
المؤرخين العرب باسم “المريس” وتحتل مملكة المغرة المنطقة الممتدة من قرب الشلال الثالث الي الأبواب (كبوشية الحالية)
وعاصمتها دنقلا. و اتحدت
المملكتان -في وقت غير معروف علي وجه الدقة ربما
في نهاية القرن السابع أو بداية القرن الثامن الميلادي-
في مملكة واحدة حملت اسم
مملكة النوبة المتحدة و حاضرتها دنقلا. أما الممكلة
المسيحية الثالثة فهي علوة
وعاصمتها سوبا جنوب الخرطوم فتشمل منطقة شاسعة تمتد من الأبواب
(كبوشية) شمالا الي القطينة
علي النيل الابيض جنوبا كما
ضمت أجزاء من عطبرة والنيل
الازرق حتي الحدود الأثيوبية
وبعض جهات كردفان ودارفور. ولم يكن القرن السادس الميلادي يشرف علي
الانتهاء حتي أصبحت المسيحية دينا رسميا للنوبييين رغم وجود طوائف
عديدة منهم ظلت محافظة علي عقائدها الوثنية القديمة.
وكانت العلاقة بين الممالك النوبية المسيحية في الشمال
وجيرانها من المسلمين في مصر سليمة وتتسم بالهدوء
في الفترة ما بين ٦٥١-١٣٢٣م
بعد أن تم توقيع اتفاقية البقط
(٦٥٢م) وكان السودان خلال هذا العهد يحكم علي أساس
اقليمي مع وجود السلطة المركزية علي راسها ملك في حين أن الأقاليم كانت تدار
بواسطة ملوك صغار يدينون
له بالطاعة والولاء. وتغيرت
الأحوال الداخلية في ممالك
النوبة الشمالية وشابتها
الاضطرابات والخلافات
المتلاحقة لا سيما في الربع
الأخير من القرن الرابع عشر
الميلادي مما أدي الي ظهور
شيع وثورات وانقلابات أفضت في نهاية المطاف الي
زوال هذه الممالك شمال السودان.
تابعونا نواصل في الدولة السودانية الثالثة (الكونفدرالية الاسلاميا):

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى