الأعمدةتأملات

العلاقات السودانية المصرية .. البرقص ما بغطي دقنه

تأملات
جمال عنقرة

عندما كنت اكتب ايجابا عن مصر وعن العلاقات السودانية المصرية كان كثيرون يستغربون ذلك، وبعضهم يستنكرونه، وكانوا يعيبون علي ذلك، وكانوا يصنفونني في خانة عملاء مصر، ولقد تعرضت لأذي كثيرا بسبب هذا الموقف لكنني لم اهتمّ لما يقولون وما يفعلون. فكانت تلك قناعتي وكان وأجب علي الدفاع عنها بقوة وصراحة واهلنا يقولون (البرقص ما بغطي دقنه) وكنت ارقص في حلبة الحق)
ولما كتبت مقالا امس عن مصر، ونقلت فيه ما قاله اخي الحبيب العزيز الاستاذ حسين خوجلي الذي عاب فيه علي السياسيين السودانيين استعجال إعلان الاستقلال من داخل البرلمان؟ وقال إنهم لو أقاموا استفتاء تقرير المصير لاختار السودانيون الوحدة مع مصر علي الاستقلال، وبشرت في المقال بعلاقات إيجابية بين البلدين والشعبين الشقيقين عنوانها موسم الهجرة الي الجنوب، وعلي عكس ما كان يحدث قديما عندما كنت اكتب عن مصر ايجابا، فاتصل بي كثيرون مشيدين بالمقال وفكرته، ووصفه احد الأصدقاء بانه افضل ما كتبت وكتب غيري عن العلاقات السودانية المصرية، واذكر قبل عام تقريبا التقيت في القاهرة احد الذين كانوا يقودون الحملة الأمنية ضدي بسبب علاقتي مع مصر فقال لي (كنا ظالمنك ساكت) ذلك لأنني كنت اعرف مصر والمصريين، وكانوا يجهلونهم الي ان أتاحت لهم الحرب معرفة مصر والمصريين، فأدركوا أنهم اشقاؤنا، وليس لنا شقيق مثلهم مع احترامنا لكل اخواننا وأشقائنا الآخرين، ولقد كفاني سيدنا الشريف عمر المهدي الشريف الهندي عناء تكرار كتابة مواقف مصر المشرفة تجاه السودان في هذه الحرب اللعينة بما كتبه في رسالته لي تعليقا وتعقيبا علي مقالي المشار اليه ونشرناها قبل وقت قريب في هذا الموقع، فمصر أكدت فعلا أنها الصديق وقت الضيق، ولكن أعود في مقال قادم بإذن الله لأكتب عن الآفاق المستقبلية للعلاقات السودانية والمصرية تحت شعار (موسم الهجرة الي الجنوب).

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى