
العلمانية والابراهيمية هل يمكن فرضها على السودان؟ ماهو ورأي ورؤيا الشريف زين العابدين الهندي فيها وماذا قال عنها؟
مريم الهندي تلقي الضوء على الابواب المحرمه.
هل من الممكن مثلا أن تكون الغاية الاساسية من إشعال الحرب في السودان هو نشر العلمانية والابراهيمية ؟؟ لذا لابد من مهاجمة الاسلام كمنهج حياة بدعوى أنه سياسي؟؟
لكي نجيب على هذا السؤال دعونا اولا نلقي الضوء على *(الاتفاقات الابراهيميه)*
فكرة او سياسة التطبيع التي صممها الإسرائيليون مع الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى قائمة على ثلاث محاور اساسية
*الاولي التطبيع علي أساس ديني:-*
وهذا يبنى على ضرورة التغيير العقدي والديني اولا
وذلك بأنه يجب التعامل مع الأديان الثلاثة على اساس ان منشأها رسالة ابراهيم عليه السلام وعليه فكلها صحيحة ولا يجوز الصراع فيما بينها أو التشكيك في إحداها أو معاداة منتسبيها وعليه يجب ان تلتزم الدول الموقعه علي *(اتفاقات ابراهام)* بمحو او تحييد اي نصوص فيها كراهية *(اليهود أو النصاري)*
*(الطرفين)!!*
وتوصفهم كأعداء أو أي أوصاف أخري
وهذا بالتاكيد في الاسلام مخالف لكتاب الله ومنهجه الذي سماهم بما احدثوه من تحريف للكتب السماوية.
وبالتطبيع علي هذه الطريقه يتم تغير المناهج وتقييد ومحاصرة الخطاب الديني في كل مكان وإعادة توجيهه لصالح القبول بإسرائيل والتعايش معها كدولة دينية يهودية
*الثانية التطبيع علي أساس سياسي:-*
يفترض ويقوم على أن *(الأمن والسلام في الشرق الأوسط أساسه الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية)*
وعليه فمن لا يطبع معها نظام ضد الاستقرار في الإقليم ويدعم زعزعة الدول جميعا وبذلك يكون هذا النظام الرافض للتطبيع نظاما منبوذا.
*الثالثه التطبيع علي أساس اقتصادي وأمني:-*
وهو القائم على دمج اقتصاد إسرائيل في اقتصادات المنطقة، وارساء مفهوم تعاملي يحاصر أي نظام لا يطبع مع إسرائيل وأن لا مستقبل له في المنطقة عبر ألية عكس المقاطعة و الحصار والعقوبات عليه و لاحقا سيتم استخدام نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها المنظومة الاروبية في تنزيل الاشتراطات اللازمة للاندماج الاقتصادي أساسه القبول بقيادة وريادة إسرائيل المالية والأمنية في المنطقة.
*وأمنيا*
لقد تم بالفعل ربط منظومة المعلومات وأجهزة الاستخبارات في شبكة تعاون ضد ما سموه (بالإرهاب)،
يسمح بقيادة إسرائيل للمنظومة الأمنية للمنطقة والإقليم.
*باختصار*
إن لم تعترف بسيادة إسرائيل علي الإقليم وتقبل بها سيتم تهشيم دولتك بشتي السبل وحصارك علي النماذج المكررة في المنطقة علي ما كان يسمى محور المقاومة.
*المطلوب الأمريكي الغربي أصبح واضحا وبجلاء:-*
لاستدامة الأنظمة الحاكمة لسلطتها علي دولها وشعوبها لابد من مباركة *(إسرائيل وامريكا)* اولا وهو الكفيل بمنع انهيار حكمهم .
تسويق الوهم و الخداع بالرفاه الاقتصادي لشعوب المنطقة.
ما نراه في واقع اليوم أن اغلب الأنظمة مضطرة لذلك بالتهديد والتخويف لا بالاقتناع.
وفي هذه الجزئية تحديدا كان للراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي رأي ورؤيه واضحه ادرجها في كتابه. *(آخر الكلم)*
حيث تحدث عن *القيم الضابطة للسلوك*
فقال :-
(*الإسلام في قلوب عارفيه* هدىً ورحمة وأخلاقاً .
وفي *سلوك معتقديه عدالة وبراً وحسناً*.
*إنسانه* حر كريم سوي لا ينقصه طلاء اللون ، ولا تعليه بلازما الدم ، ولا يزدهي بأنابيب العروق .
*الناس فيه سواسية* لا تميزهم أنسابهم إذا انقطعت أعمالهم ، ولا ترفعهم أحسابهم إذا تدنت أخلاقهم وهبط سلوكهم.
*مكونات الشر* كلها تتناقص مع *روح الإسلام* *( الأذى والأضرار والظلم والاستئثار )*
وهو مجتمع (العدالة الإنسانية) الباكر في التاريخ .
*التكافل الاجتماعي* فيه رمزه بيت المال والذي لكل حي منه حسب حاجته حتى الرسول صلى الله عليه وسلم
*فلسفة التنوع وتأصيله وأركانه* هي رموز طاقم الإنسانية *(محمد بن عبد الله القرشي العربي وصهيب الرومي وبلال الحبشي الأفريقي وسلمان الفارسي الآري )*
*وجوهرة* دولة المدينة
*ودستوره* ما عاهد به النبي (ص) مجتمع *(التراضي)* بين
*(المسلمين واليهود والنصارى)*
*(واسلوبه)* هو الأصل.
هذه هي *(الرؤيا وهذا هو منهج الشورى والحوار)*.
*علاجه* الصدع والأعراض إن نكث الناكثون.
*شفافية* الحق فيه تنزهه عن الإرهاب .
*وحجته* البالغة تغنيه عن الإضراب وسموه يعليه عن المناورة .
*وكفاءته* تكفيه عن التنازلات ليس في قلوب أهله *غل*, ولا في عيونهم *غلظة* , ولا في طبعهم *جفوة* ولا في مجتمعهم *قسوة* أو *جبروت* , بل *السماحة* والبشر
*والبراهين* .
حقائق الأشياء في الإسلام ثابتة . حيث أن الأرض مخلوقة للأنام ليمشوا في مناكبها استكشافاً ويعمروها حضارة , ويتفكرون في خلقها والسموات يستنبطون من فكرهم علماً وعملاً , وحياة . والعلم هو أساس التفكير ,
والأمر به أو ما نزل من السماء .
هو بدء التحول الكوني من غياهب الجهل الى هدى المعرفة وإدراك اليقين من الخوف والرعب من مظاهر الطبيعة الى استئناسها وتطويعها وتركيب عناصرها من الحيرة الى الفهم من الجهل الى العلم والمعرفة.
هذه هي أساس التكليف والتأهيل لحمل الأمانة وتقلد مسئوليات الخلافة على الأرض ، وصنع الحياة فيها , وتسخيرها للإنسان ولما كان هو علماً بالمجهول , واستكشافاً للمخبوء , وتحليلاً للمحسوس , واستثماراً للمعرفة , فقد تنزه عن التناقض الذي وقعت فيه الكنيسة , في عصورها القديمة (مع العلم ).
بل هضم بيسر وسهولة , كل ما سبقه من أنواع المعارف والعلوم , فاستوعب فلسفات *(اليونان , وتأملات الهند , ونمطية الروم والفرس)* ، وأعاد صياغتها في شكل جديد , مستوعباً لكل الأبعاد الدالة على وحدانية الخالق , وشاهداً على تراث الإنسانية المستمر , بما ينفع الناس ويبقى في الأرض وفوق أقطارها.
ليس في *(الإسلام رهبانية تحتكر أسرار الغيب في صوامع , ولا كهنوتاً هيكلياً يزعم انه ظل الله في الأرض , ولا محاكم تفتيش تمنح من تشاء الغفران , وتشوي من تشاء على جحيم النيران)*.
اما دولة العلم :-
ليس في الإسلام من سمى العلم زندقة , والاكتشاف هرطقة.
وليس فيه من صارع العلم حتى صرعه العلم , وقضت عليه المعرفة.
فلا مجال الى زج صراعات دارت في غير ساحته اليه.
ولا مكان لالصاق
صفات ماعداه به.
انه علم محض , يوظف لخدمة الإنسان على هدى الإنسان على هدى العدالة الشاملة , والحق المتساوي بواسطة الكفاءة العالية , والقادرة على تنفيذ هذه القوانين بالرضى والإقبال.
والناس *(كل الناس )* شركاء *متساوون* في امتلاك ما استخلفوا فيه , إدارة وانتفاعاً لخير الناس جميعاً وهم *مسؤولون* عن إقامة سلطتهم , التى تنوب عنهم في توظيف القدرة لمحاربة العجز , والتنسيق بين الأخذ والعطاء , لمنع التواكل وكفالة الحد الطبيعي في العلم والعمل والعلاج , ودفع الكفاءات لتقوم بريادة المجتمع كله , على ضوء هندسة الخالق للجسم الحي , كله لازم للوازم بعضه له خلاياه الصغرى هي مكونات هيكله الكبير , عافيته وأمنه في توزيعه الطبيعي لمقومات حياته وعناصر تكوينه بلا حرمان , ولا افتئات , ولا إغفال ولا احتكار …
بالتوزيع اللازم لقوام المجتمع المتماسك , يشد بعضه بعضاً).
فهل في اعتقادكم ان مايدور معنا الان هو حرب لاستعادة الحكم المدني الديمقراطي كما تدعي الامارات واشياعها؟!
الارحم الله والدي ومعلمي وبوصلتي في هذه الحياة دينا ودنيا العالم العارف بالله المعلم الشريف زين العابدين الهندي بقدر ماقدم لامته واهله ودينه.
ومن عندي اقول علي ما قال به الشريف الهندي أن التطبيع الإبراهيمي خداع باسم النبي الذي سمانا مسلمين وهو طرح سياسي خبيث يستكمل مظاهر الاستعمار الجديد علي شعوبنا ومواردنا ولا سبيل للقبول به لأنه كالقبول بزرع السرطان في الجسم الصحيح فلا سقم ولا سرطان أسوأ ممن قتلوا النساء والأطفال والشيوخ في غزة و الضفة وفي صبرا وشاتيلا وفي الجولان وفي الحرم الابراهيمي الشريف بقدسنا المبارك .
لا تطبيع .
مودتي واحترامي