
الفاشر تُذبح بسلاح أبوظبي
عمار العركي
لم تكن مشاهد الدماء التي أغرقت شوارع الفاشر خلال الأيام الماضية مفاجئة لمن تابع مسار المجازر والإبادات الجماعية التي ارتكبتها المليشيا بالسلاح الإماراتي خلال الحرب، لكنها كانت الإبادة الأشد قسوة ووضوحًا في فضح الدور الإماراتي الذي تجاوز كل خطوط التدخل الإنساني والأخلاقي، ليصبح شريكًا مباشرًا في جريمة إبادة جماعية تُنفّذ ضد المدنيين في الفاشر.
* الفاشر لم تسقط، لكنها نُحرت. نُحرت بسلاحٍ أُرسل تحت لافتة “المساعدات الإنسانية”، ووصل إلى أيادي مليشيا الدعم السريع ليرتكب أبشع الجرائم ضد الأبرياء.
* كل رصاصة، وكل قذيفة، وكل روحٍ أُزهقت، وبيوت أُحرقت، كانت تحمل بصمة أبوظبي بوضوحٍ فاضح لا يحتاج إلى تفسيرٍ ولا إلى دليلٍ أكثر من دماء الفاشر نفسها.
*_من دارفور إلى بوصاصو… خيوط الدم_*
* منذ بدايات الحرب، تكرّر اسم الإمارات في كل خيطٍ يوصل إلى خطوط الإمداد لدعم المليشيا، سواء عبر تشاد أو إفريقيا الوسطى أو الصومال.
* لكن الجديد – والخطير – أن التحقيقات الميدانية والمصادر الغربية، وعلى رأسها صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت عن تحويل أبوظبي شحنات مساعدات إنسانية إلى أسلحة فتاكة وصلت إلى المليشيا.
* الرحلات الجوية التي أقلعت من مدينة بوصاصو في إقليم بونتلاند الصومالي باتت تشكل العمود الفقري لإمدادات المليشيا، حيث تشير المعلومات إلى أن أكثر من 70% من الرحلات الجوية التي تدعم المليشيا تنطلق من بوصاصو تحت غطاء “الإغاثة الإنسانية”.
*_بونتلاند… القاعدة الخلفية للقتل الإماراتي_*
* بونتلاند ليست مجرد نقطةٍ على الخريطة؛ إنها حجر الزاوية في المشروع الإماراتي الجديد في القرن الإفريقي، الذي يسعى لبناء شبكة نفوذ تمتد من القرن الإفريقي إلى البحر الأحمر والسودان.
* وكما فعلت أبوظبي في ليبيا واليمن، تسعى لتكرار نموذجها القائم على الوكلاء المسلحين و”المرتزقة” الذين يخوضون حروبها بالوكالة، ويمهدون لسيطرتها الاقتصادية والسياسية.
* في الصومال، اشترت الإمارات الولاءات المحلية بالمال والسلاح والموانئ، خصوصًا ميناء بوصاصو الذي تحوّل إلى مركزٍ للعمليات الاستخباراتية والعسكرية المغذية لحرب السودان.
* وفي السودان، تبنّت تنفيذ مشروع تفكيك الدولة عبر دعم مليشيا آل دقلو وعملائها لتظفر بالموانئ والثروات.
*_الدم مقابل النفوذ_*
* تسعى الإمارات لتأمين أطماعها في البحر الأحمر وقطع الطريق أمام القوى الإقليمية المنافسة، خاصة مصر وتركيا والسعودية.
* ومن خلال “حميدتي”، حاولت أن تخلق ذراعًا سودانيًا تابعًا لها، قادرًا على حماية خطوط تجارتها ومشاريعها في البحر الأحمر، واستخدام دارفور كنقطة ارتكاز لتوسيع نفوذها في الساحل الإفريقي.
* لكن ما لم تحسبه أبوظبي هو أن دماء الفاشر فضحت مشروعها وعرّت دعايتها، فالعالم اليوم يرى أن من يُسلّح القتلة لا يمكن أن يدّعي الإنسانية.
*_الفاشر… شهادة الإنسانية على الخيانة والصمت_*
* الصور القادمة من الفاشر لا تحتاج إلى تعليق: فظائعُ إبادةٍ جماعية، وتطهيرٌ عرقي، نساءٌ مغتصبات، أطفالٌ محروقون، وآخرون بُقِروا داخل الأرحام، وشيوخٌ قُتلوا داخل المساجد.
كل ذلك بسلاحٍ إماراتي الصنع، وبتمويلٍ إماراتي المصدر، وبإشراف شبكات نقلٍ ولوجستيةٍ مرتبطةٍ بأبوظبي،في ظل صمت اقليمي ودولي فاضح ومُخزي
* لقد سقطت كل الأقنعة، ولم يعد بالإمكان التذرع بـ”العمل الإنساني” أو “الحياد الدبلوماسي” او”الصمت”
* إنها مذبحة القرن التي ستظل شاهدةً على انحراف دولة صغيرٍة في كل شئ ، الا أنها شيطان ضد كل عربي او مسلم ، صنيعة صه/يو/نية لمهام وظيفية ، منها ابادة الشعوب وتشريدها وابدالها بعرب الشتات فاقدي الانتماء والانسانية
*_خلاصة القول ومنتهاه_*
* إن ما جرى في الفاشر ليس معركةً عابرة، بل نتيجةٌ مباشرةٌ لمشروعٍ إقليميٍّ مريب بدأ منذ سنوات في بونتلاند وتمدد حتى دارفور.
وما لم يتوقف الدعم العسكري الإماراتي للمليشيا، فإن اللهيب سيتمدد إلى المنطقة بأكملها.
* لقد آن الأوان لأن تتحمل أبوظبي مسؤوليتها أمام القانون الدولي، وأن تُعامل كما تُعامل الأنظمة التي ترعى الإرهاب والمرتزقة.ث، فالفاشر اليوم ليست مدينةً تُذبح فقط، بل مرآةٌ تعكس وجه الحقيقة القبيح لمن زعموا الإنسانية وهم يزرعون الموت في السودان.