مقالات

القحاتة.. جناح سياسي لمليشيات ال دقلو الإرهابية يروّج الخراب وينفّر الناس من العودة إلى الخرطوم

بقلم : عمر فانجوخ

في الوقت الذي بدأت فيه الخرطوم تلملم جراحها وتفتح أبوابها للحياة من جديد، تبرز على السطح أصوات نشاز تحاول عبثًا أن توقف مسيرة العودة، ممثلة فيما يُعرف بـ”القحاتة” — الجناح السياسي لمليشيات ال دقلو — الذين ما زالوا يسعون إلى إطالة أمد الخراب والفرقة، بعد أن فقدوا سندهم العسكري بانهيار مليشياتهم في معظم الجبهات.

 

في الأيام الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمحلات تجارية مدمرة في شارع المطار والسوق العربي، تروج لفكرة أن الخرطوم لم تعد صالحة للعيش، وأن العودة إليها مخاطرة. لكن المتابع بدقة يعلم أن هذه المقاطع لا تعكس الحقيقة، بل هي جزء من حملة تضليل ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة المواطنين ووأد حلم العودة والاستقرار.

 

الواقع على الأرض يقول غير ذلك تمامًا. فالمناطق التي ظهرت في المقاطع لم تكن يومًا مناطق سكنية، بل هي معروفة بأنها مناطق تجارية وسط الخرطوم، ولا توجد بها كثافة سكانية تُذكر، وبالتالي لا يمكن الاستناد إليها كمؤشر حقيقي على “حالة الخرطوم”. المواطنون الحقيقيون معروفون بأحيائهم، وقد بدأوا بالفعل في العودة إليها وإعادة ترميم منازلهم، مما أعاد معها مظاهر الحياة في كل محليات ولاية الخرطوم.

 

ومن جانبها، تبذل الحكومة جهودًا حقيقية لضمان استقرار العاصمة، حيث تم تأمين معظم الطرق الرئيسية، وتوفرت وسائل النقل والمواصلات بدرجات متفاوتة، فضلًا عن جهود واضحة في إعادة الخدمات الصحية، ولو بالتعاون مع جهات خاصة. أما الكهرباء والمياه، فهما يشهدان عودة تدريجية، تؤكد أن عودة الإنسان هي أساس عودة الدولة.

 

ببساطة، الخرطوم تعود. والناس يعودون. ومع الإنسان تعود الحياة.

 

لكن “القحاتة”، الذين ربطوا مصيرهم السياسي بمليشيات دموية عبثت بالبلاد والعباد، ما زالوا يعزفون على أوتار الخوف والتشكيك، لأنهم يدركون أن استقرار العاصمة يعني أفول مشروعهم بالكامل، وانكشاف زيفهم أمام شعب السودان الصامد.

 

إن المعركة اليوم لم تعد عسكرية فحسب، بل إعلامية ونفسية، لذا فإن كشف مخططات هؤلاء وتعرية أكاذيبهم ضرورة وطنية، ليعلم الجميع أن الخرطوم — رغم ما مرت به — لا تزال تنبض، ولا تزال تقاتل، ولن تسقط.

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى