الأعمدة

الوقاية هي أفضل سلاح لمكافحة حمى الضنك

روشتة في بريد الاسرة

اختصاصي الصحة العامة /اسماء قسم الله

الخرطوم، التي كانت تُعرف بجمالها، تحولت إلى بيئة مثالية لتكاثر بعوضة “الزاعجة المصرية” (Aedes aegypti) الناقلة لحمى الضنك، وذلك بسبب تضافر عوامل مدمرة ناجمة عن النزاع المسلح والظروف البيئية المتردية، هذه العوامل ساهمت في انتشار البعوض، وزيادة تفشي المرض وصعوبة السيطرة عليه،انهيار البنية التحتية والخدمات توقف حملات رش المبيدات ومكافحة البعوض، وتراكم النفايات الصلبة التي تشكل بيئة مثالية لتجمع المياه وتكاثر البعوض وايضا دفع انقطاع التيار الكهربائي المتواصل المواطنين إلى تخزين المياه في حاويات مكشوفة، والتي تتحول إلى مصائد لتكاثر البعوض كذلك أدت الاشتباكات والقصف إلى تدمير شبكات الصرف الصحي، مما أدى إلى انتشار المياه الراكدة والبرك في الشوارع والأحياء، تزامنت الأوضاع المتردية مع موسم الأمطار، الذي يزيد من كمية المياه الراكدة في الشوارع والأحياء، مما يوفر للبعوض أماكن لا حصر لها لوضع بيضه.

يساعد المناخ الحار والرطب في الخرطوم على زيادة نشاط البعوض وتسريع دورة حياته، مما يعني تكاثراً أسرع وعدد أكبر من الأجيال في وقت قصير تعرضت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية في الخرطوم للدمار أو الخروج عن الخدمة، مما جعل من الصعب على المصابين بحمى الضنك تلقي العلاج بنزوح عدد كبير من الكوادر الطبية من العاصمة، كما أن الأدوية والمستلزمات الطبية غير متوفرة أو باهظة الثمن، مما يزيد من معاناة المرضى.

أدى النزوح إلى المناطق الآمنة أو الأحياء التي عاد إليها السكان نسبياً، إلى تكدسهم في مناطق معينة، مما يسهل انتقال المرض من شخص لآخر عبر البعوض. أدت الحرب إلى شل الخدمات الأساسية وتدمير البنية التحتية، وهو ما تضافر مع الظروف البيئية ليخلق بيئة مثالية لانتشار بعوضة “الزاعجة المصرية” التي لا تجد أي عوائق أمام تكاثرها، مما حول الخرطوم إلى بؤرة لتفشي حمى الضنك، وأصبح المواطن يواجه خطر الموت بالمرض إلى جانب خطر الحرب.

الوقاية من لدغات بعوض الايديس ايجبتي

تعتمد الوقاية الفعالة من لدغات بعوضة الزاعجة المصرية (Aedes aegypti) على نهجين أساسيين: القضاء على أماكن تكاثرها وحماية نفسك من لدغاتها. هذه البعوضة تنشط بشكل خاص خلال النهار، مما يجعل الحماية الشخصية ضرورية في أي وقت،(الوقاية البيئية) هذه هي الخطوة الأكثر أهمية يجب تفريغ أي حاويات قد يتجمع فيها الماء، مثل أوعية النباتات، الإطارات القديمة، الأغطية، والعلب الفارغة.كما يجب إحكام تغطية خزانات المياه، والبراميل، ودلاء التخزين، لمنع البعوض من الوصول إليها ووضع بيضه و تنظيف وتغيير المياه في أوعية الحيوانات الأليفة، والمزهريات، وأحواض الطيور مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، التأكد من أن شبكات الصرف الصحي تعمل بشكل سليم ولا يوجد بها مياه راكدة بجانب السيطرة على أماكن التكاثر، يجب اتخاذ تدابير لحماية نفسك من اللدغات المباشرة، يفضل ارتداء قمصان بأكمام طويلة وسراويل طويلة لتغطية أكبر قدر ممكن من الجلد، استخدم طاردات الحشرات التي تحتوي على مواد فعالة مثل DEET أو Picaridin أو IR3535 على الجلد المكشوف، رش طاردات تحتوي على مادة بيرمثرين على الملابس والناموسيات وليس على الجلد مباشر، تركيب شبكات ضيقة المسام على النوافذ والأبواب لمنع دخول البعوض، استخدام أجهزة التبخير (المبيدات المنزلية) والناموسيات. النوم تحت ناموسية، خاصةً للأطفال وكبار السن، يجب أن يكون الأفراد على دراية بأعراض المرض، خاصةً العلامات التحذيرية التي تشير إلى تطور المرض إلى حمى الضنك الشديدة، مثل آلام البطن الشديدة، والقيء المستمر، والنزيف، المشاركة في حملات مكافحة البعوض التي قد تنظمها الجهات الصحية.

فالوقاية هي أفضل سلاح لمكافحة حمى الضنك، فهي تقلل من فرص الإصابة والوفيات بشكل كبير.

ودمتم بصحه وعافيه

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى