
تقصف بها المدنيين في الفاشر ومدن دارفور.. خبراء أجانب يشرفون على تصنيع المواد الكيميائية للمليشيا
“3” معامل لتعبئة المواد المتفجرة داخل نيالا
جنسيات نيجيرية ويوغندية ضمن الخبراء الأجانب
غازات “الكلور” والأعصاب والخردل و”النيتروجين” أبرز تركيبات الموت
خبير :المليشيا تستخدم المواد المحرمة دولياً وسط صمت دولي
تقرير :أشرف إبراهيم
في الاسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري ضبطت القوات المسلحة عبوات غازات سامة موضوعة على أجنحة طائرات مسيرة أطلقتها مليشيا الدعم السريع المتمردة على مدينة الفاشر بشمال دارفور.
مصادر عسكرية وشهود عيان بالفاشر أكدت الواقعة الخطيرة ،أمس أورد موقع المحقق الاخباري معلومات جديدة عن خبراء أجانب يصنعون المواد الكيميائية السامة للمليشيا بمدينة نيالا بجنوب دارفور بغرض إستهداف المدنيين في الفاشر والمدن المحاصرة لتشريدهم وقتلهم وإثارة الذعر والفوضى.
وانتقد خبراء ومراقبون، بشدة الصمت الدولي حيال جرائم المليشيا تجاه المواطنين وإستخدام المواد المحظورة عالمياً.
“3” مصانع خبراء أجانب
وحسب موقع “المحقق” الإخباري تم الكشف عن معلومات مؤكدة تفيد بأن مليشيا الدعم السريع الإرهابية أقامت ثلاثة معامل لتصنيع مواد كيميائية متفجرة، في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وبدأت المليشيا تستخدم تلك العبوات المتفجرة ضد المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر.
وقالت مصادر ميدانية، في مدينة الفاشر، للمحقق إن الطائرة المسيرة التابعة لمليشيا الدعم السريع والتي هاجمت المدينة يوم الثامن من أكتوبر الجاري وتم إسقاطها، تبين بعد فحصها أنها كانت مزودة بأسطوانة صغيرة معبأة بأحد أنواع الغازات السامة، كما أن هذه المتفجرات ظهرت في الإستهداف الأخير لمدينة الأبيض، حيث تم تزويد بعض المسيرات الانتحارية التي هاجمت المدينة بغازات سامة.
وأضافت المصادر أن مليشيا الدعم السريع أقامت ثلاثة معامل لتجميع وتركيب وتصنيع الأسلحة الكيميائية بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، يقع أحدها بالمنطقة الصناعية داخل شركة الصمغ العربي و الثاني داخل مصنع الزيوت والشحوم التابع لشركة الجنيد بحي دوماية و الثالث خاص بالتركيب ويقع غرب وزارة المالية بميس الشرطة في مدينة نيالا.
وأكدت المصادر أن مليشيا الدعم السريع المتمردة استجلبت مواد كيميائية وغازات سامة عبر رحلات الإمداد التي تصلها عن طريق مطار مدينة نيالا.
وعن طبيعة هذه الأنشطة التي تتم في مدينة نيالا، وما إذا كانت الطواقم التي تقوم بهذا العمل سودانية أو خلاف ذلك، أكدت المصادر إن الطواقم التي تعمل في تصنيع هذه المواد هم من المرتزقة، ورجحت أنهم من دولتي نيجيريا ويوغندا، مشيرة إلى وجود إشراف من ضباط ومهندسين أجانب، لم تتبين جنسياتهم، وحولهم حراسات مشددة من أبناء القرعان التشاديين، مشيرة إلى أن العمل في تلك المعامل يتم بنظام دوامين صباحي ومسائي لمدة خمس ساعات لكل دوام.
غازات محرمة دولياً
وفي السياق كان المحقق الإخباري، المعلومات التي حصل عليها، على أحد المختصين في المجال، واستفسره عن طبيعة المواد الكيميائية التي يمكن أن تقوم المليشيا بتصنيعها وتعبئتها في تلك المعامل، فأفاد أنه يرجح أن تستخدم المليشيا غاز الكلور، والدايفوسجين، وخردل الكبريت، وخردل النتروجين، حيث أن هذه أشهر أنواع الغازات السامة التي يمكن أن يتم استخدامها كأسلحة، كما يمكن أن يتم استخدام غيرها.
وعن التأثير المحتمل لهذه المواد أفاد الخبير أنها تؤثر على العينين والجهاز التنفسي والجلد، مشيراً إلى أن المواد التي وردت إليها الإشارة تنتج غاز الخردل السام وغاز الأعصاب (السارين)،وغازات التقرح ذات الفعالية طويلة الأمد والتي تسبب تهيج الجلد والأغشية المخاطية وغيرها من الآثار الضارة، وأنه نظراً لخطورتها تم تحريمها دولياً.
ولم تستبعد المصادر أن تكون للمليشيا نوايا باستخدام هذه المواد الكيميائية نظراً لكون المليشيا جلبت مؤخراً فنيين أجانب من جنسيات مختلفة للعمل في تصنيع العبوات المتفجرة.
صمت دولي
وأنتقد الخبير العسكري والأمني اللواء “م” عبد الحليم محجوب في حديثه ل(الكرامة)، الصمت الدولي إزاء جرائم المليشيا الإرهابية المتمردة، وإستخدامها المواد الكيميائية والغازات السامة المحظورة دولياً.
وأشار محجوب إلى أن الواقعة موثقة في الفاشر ولا مجال لإنكارها، وأكد خطورة وجود هذه المصانع والخبراء الأجانب الذين يمدون المليشيا بمواد عالية الخطورة على حياة الإنسان والحيوان والبيئة بشكل عام.
وحسب محجوب فإن المجتمع الدولي يتعامل بإزدواجية في المعايير ،وفي الوقت الذي يسارع فيه إلى إدانة القوات المسلحة دون وجود أدلة على إستخدامها أسلحة كيميائية يتجاهل وقائع ملموسة وأدلة واضحة تؤكد إستخدام المليشيا هذه المواد الممنوعة والمحرمة دولياً.
دعم أماراتي
ويرى الخبير السياسي محمود عبد الجبار في حديثه ل(الكرامة )، أن كل الجرائم التي ترتكبها المليشيا بحق الشعب السوداني تتم بدعم أماراتي وصمت من مؤسسات المجتمع الدولي.
ويمضي عبد الجبار إلى أن الحكومة مطالبة بعكس هذه الجرائم لشرفاء العالم لتشكيل ضغط على المليشيا وداعميها من الأمارات وغيرها.
ويؤكد عبد الجبار أن سلاح الإعلام مهم لتعرية وكشف هذه الجرائم التي توجه إلى المواطنين العزّل، ومواجهة الإنحياز السافر لدولة معتدية ومليشيا ترتكب كل الجرائم تحت سمع وبصر العالم.