
ثرثرة فوق البحر الأحمر بين مصر والسودان
بقلم :مزدلفة دكام
بدأ في صب الشاي بنفسه وهو يجلس بكل أريحية يمنحك احساس انه في أكثر مكان آمن في بيته …خاصة بعد ان ترك بدلته على ظهر الكرسي كان يستمع للجميع بتركيز عالي وهو يحرك السكر بالمعلقة داخل كوب الشاي هذه الاريحية ارسل بها سفير جمهورية مصر العربية هاني صلاح رسائل عديده اولها انا ابن النيل ودمي الذي يجري في شرياني هو نفس دمكم لأن الله خلق الانسان من الماء وماء النيل هو الذي يضخ الدم للقلب ليتكون هذا الرابط العظيم بين الاشقاء في السودان ومصر لذلك عندما جاء دوره لالقاء كلمته امام جمع لفيف من رموز المجتمع السوداني في الافطار الذي نظمه مركز عنقرة للخدمات الصحفية في امسية رمضانية استثنائية على ساحل البحر الاحمر ونهض السفير وتحدث حديث العارفين تطرق لجميع القضايا السودانية باحترافية عالية لم يخلو حديثه من حزن عميق ظهر بوضوح هو يغالب عبرة اوقفته لدقائق
و كست ملامحه وحاول إيقاف دموعه التي حاصرت عيناه فغطى وجهه بيديه …هذا المشهد ان دل انما يدل على أن النيران التي أشتعلت في السودان مس لهيبها الاشقاء المصريين بسبب ارتباطنا الوجداني والجغرافي الذي جعل ذلك فرض واقع لا مفر منه مايصيب الخرطوم يمس القاهرة بالسهر والحمى فهل تدري ياسعادة السفير ان هذا الخطر الذي شعرتم به وشعر به جميع الشعب السودانيون الا نفر قليل من القوى السياسية في بلادنا فبرغم حجم الدمار الكبير الذي حل بها مازالت تمارس اللعب بالنار ذاتها التي أحرقتنا وفرقت شملنا بين نازح ولاجئ …
نعم سيدي السفير نحن
لم نتجاوز المصالح الشخصية الضيقة نعم الحرب التي اكتوى السودانيون بنارها بين شهيد وقتيل وجريح ونازح ولاجئ هي حرب السودان
ضد السودان وهي التي بعثرتنا في كل واد صحيح أن هناك مؤامرة خارجية كبرى ضد السودان لكن التآمر الخارجي كماذكرت لاينال من الأقوياء
حقا السودان يمتلك كل المقومات التي تجعلنا نتقدم الصفوف الأولى لدول العالم اجمع لكن دائما يهزمنا الصراع السياسي اللعين وياليت صراعنا هذا في كيف نحكم وماهو البرنامج الذي نتحاكم به نحن نحتاج الان في هذا الوقت العصيب ان تتوافق كل القوى السياسية بكل مسمياتها دون اقصاء اي احد وان نتسامى فوق جراحنا لكي نعيد ترتيب بيتنا من الداخل بعد القضاء على التمرد ويكون الحوار سودانيا سودانيا تحت ( ضل شجرة ضحى ليكون حوار سودانيا سودانياوهذا مثل سوداني يقال للعمل الجيد اي ظل الظهيرة الذي لاينتهي بل يزيد حتي يدخل المساء ” هذه المرحلة سعادة السفير يحتاج السودان فيها من جميع دول العالم ان تمد له يد العون في جميع القضايا لكن العون الأكبر يقع على عاتق الشقيقة مصر يجب علبها ان تقوم بجهود دبلوماسية وسياسية في جميع المحافل الاقليمية والدولية لنصرته من وحي تجاربها الناجحة في هذا المجال ويتطلع السودانيون الى أن تقف مصر سدا قويا لمنع اي تدخل اجنبي في السودان من خلال تأييد قرارات السودان داخل مجلس الامن وان تعمل علي جمع الصف الوطني بين الفرقاء السياسين وهي رائدة في مثل هذه الملفات من اجل أمن واستقرار جنوب الوادي والعبور به لكي يعيش شمال الوادي في أمن واستقرار فربما لو استمرت الحرب في السودان لفترات طويلة يصيب مصر رائش منها ولكن بفضل الجهود الرسمية والشعبية التي بدأت في السودان وبدعم مصر يمكن ان يتجاوز هذه الازمة وتكون يد مصر اعلى من اي دولة أخرى لانها الأخت الكبرى التي تحافظ علي وحدة وسلامة السودان وقطعا ستكون الساعد الأيمن في مرحلة مابعد الحرب و بناء وتعمير ما دمرته الحرب مثلما ذكرت في حديثك لولا السودان لسقطت سيناء نريد من القاهرة ان تقف معنا لكي لا ينحدر السودان نحو الهاوية
ولم تغب الإشارات الثقافية المضيئة التي بعث بها السفير المصري حيث لفت انتباه المخرجين السودانيين الى أهمية الأفلام الوثائقية لان السودان تعرض لمحاولات طمس للهوية في فترة الحرب وهو امر مهم جدا ونؤكد لك سعادة السفير ان لدينا مخرجين اكفاء قادرين على صنع عدد من الأفلام ستقوم بدورها في حفظ تاريخنا وهويتنا السودانية ونتمني ان تكون عونا لهم في ذلك هكذا انتهت ثرثرتنا فوق البحر الاحمر مع سفير جمهورية مصر العربية ولم تنتهي أمانينا بان تعود بلادنا امنة مستقرة وقواتنا المسلحة كل يوم تتقدم من نصر الى نصر لتحسم التمرد لنبدأ رحلة البناء والتعمير.