التقارير

جريمة مُروِّعة ارتكبها تحالف الحلو – دقلو، في جنوب كردفان،، استهداف المدنيين بكالوقي،، إبـادة جمـاعية

 

مقتل 79 شخصاً بينهم 43 طفلاً، و32 رجلاً و4 نساء..

مجتمع جبال النوبة يدين الجريمة البشعة، ويدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته..

الوالي: استهداف الأطفال والمنشآت المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

قُتل 79 مواطنًا بينهم 43، طفلًا في مجزرة مروّعة ارتكبتها طائرة مسيّرة استراتيجية إماراتية الصنع أطلقها تحالف ميليشيا الدعم السريع، والجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية، مستهدفاً بها مستشفى كالوقي وروضة أطفال بمدينة كالوقي بولاية جنوب كردفان، في هجوم هو الأكثر دموية منذ بداية التصعيد الأخير في الإقليم، وخلّفت الحادثة عشرات الجرحى من النساء والرجال، ويُعد هذا الاعتداء استهدافاً مباشراً لمرافق مدنية ومحمية بالقانون الدولي والإنساني، مما يٌصنَّف ضمن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.

تحول خطير:
وبإجماع مراقبين فإن استهداف المدنيين في كالوقي، وتحديداً المستشفى وروضة الأطفال، يعكس تحولاً خطيراً في تكتيكات تحالف ميليشيا الدعم السريع والجيش الشعبي – جناح عبد العزيز الحلو، بعد سلسلة الهزائم الثقيلة التي مُني بها هذا التحالف في جبهات جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة خلال الأسابيع الماضية، حيث تشير القراءة العسكرية إلى أن التحالف لجأ إلى استهداف المدنيين ومحاولة إخافة السكان لتعويض خسائره الاستراتيجية، خاصة بعد وصول المعارك لأول مرة إلى مدينة كاودا المعقل التاريخي للحركة الشعبية، باستهداف معسكر للتدريب ومخازن للأسلحة والمعدات الحربية التي تم تهريبها عبر دولة جنوب السودان، وتظهر هذه الهجمات حجم الارتباك داخل التحالف، الذي انتقل من مرحلة الهجوم إلى الدفاع، ومن استهداف المواقع العسكرية إلى الضرب العشوائي للمرافق المدنية بهدف خلق حالة من الهلع والإرباك وسط المواطنين.

غضب التايم لاين:
وأثارت المشاهد المروعة لسقوط الأطفال المضرجين بالدماء، وتطاير الأشلاء، موجة غضب غير مسبوقة وسط سكان ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات واتساب بمئات الرسائل الغاضبة التي أدانت الجريمة بوصفها عدواناً جباناً ومحاولة يائسة وبائسة لاستهداف المدنيين العزّل بعد فشل التحالف في ساحات القتال، وتفاعل المواطنون والنخب من مختلف المكونات مع صور الأطفال الضحايا، معتبرين أن استهداف روضة أطفال ومستشفى يمثل انحداراً أخلاقياً خطيراً، ويمثّل بوضوح الطبيعة العدوانية للمشروع الذي يتبناه تحالف الحلو – دقلو، والذي بات يعتمد على تكتيكات تصفية المدنيين لإحداث ضغط نفسي على مجتمعات جبال النوبة، ووصف ناشطون الجريمة بأنها مكتملة الأركان وفق القانون الدولي، وامتداد لسلسلة انتهاكات ارتكبها التحالف في مناطق أخرى من الإقليم، لكنها المرة الأكثر قسوة لأنها استهدفت أطفالًا في فصل دراسي ومستشفى علاجي.

إدانات رسمية:
ودان والي جنوب كردفان الأستاذ محمد إبراهيم عبد الكريم الحادثة بشدة، وقال في إفادته للكرامة من كادقلي إن استهداف الأطفال والمنشآت المدنية المحمية بالقانون الدولي وخاصة دور التعليم والمرافق العلاجية، يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكاً صارخاً لكافة الأعراف الإنسانية، ويكشف الطبيعة العدوانية للمشروع الذي يتبناه هذا التحالف ضد مواطني ولاية جنوب كردفان إقليم جبال النوبة، وضد السودانيين كافة، مؤكداً أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي ظلت تمارسها الميليشيا المتمردة ضد أطفال السودان منذ اندلاع تمردها منتصف أبريل 2023م، ودعا الوالي المجتمعين الإقليمي والدولي إلى تحمّل مسؤولياتهما في معاقبة الجناة وردعهم وعدم السماح بتكرار مثل هذه الجرائم، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه الجرائم لن تثني حكومة الولاية ولا القوات المسلحة المدعومة بالتشكيلات المساندة النظامية عن أداء واجبها في حماية المواطنين، وتطهير المنطقة من دنس ميليشيا الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ.. تكشف الجريمة المروِّعة التي نفذها تحالف الحلو – دقلو بمدينة كالوقي، عن انعطاف خطير في مسار الحرب التي نقلها هذا التحالف إلى ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، بتحوله من المواجهة العسكرية، إلى معاقبة المدنيين مباشرة بعد هزائمه المتتالية، فالاستهداف الممنهج للمرافق المدنية لم يعد سلوكاً عابراً، بل أصبح جزءً من استراتيجية الضغط على المجتمعات المقاومة في جبال النوبة، وفي المقابل، فقد أظهرت ردود الفعل الشعبية والرسمية حالة اصطفاف أخلاقي وإنساني غير مسبوقة، تعزز من وحدة مجتمع جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة وتكشف وعيه بخطر المشروع العدواني الذي يهدد السلم الأهلي، لتبقى هذه المجزرة بمثابة دعوة عاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتحرك فوراً، ليس فقط للإدانة، بل لاتخاذ إجراءات عملية توقف استهداف المدنيين وتحاسب المسؤولين عن واحدة من أبشع الجرائم التي تستهدف الطفولة البريئة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى