
حشدت الشباب للمحرقة.. الإدارات الأهلية الموالية للمليشيا.. تشرب من ذات الكأس
نجاة ناظر الهبانية من محاولة إغتيال
هروب ناظر الفلاتة المليشي محمد الفاتح
مادبو الذي توعد بطي الخرطوم يبحث عن “طفاي النار”
صراعات القبائل تشتعل بسبب فواتير الحرب والوعود الكاذبة
المليشيا اقتحمت دار ناظر الرزيقات وقتلت ابن شقيقه
خبير :أوهام دولة العطاوة تكسّرت وانتصرت قومية جيش السودان
تقرير :أشرف إبراهيم
لعبت الإدارات الأهلية الموالية لمليشيا الدعم السريع المتمردة دوراً سالباً في حرب آل دقلو على السودان، وحشدت الشباب من القبائل العربية بدارفور وكردفان وزجت بهم في محرقة الحرب متبنية خطاب عنصري جهوي إستهدف كل المكونات السودانية.
وبينما تراجع الحشد تحت وقع ضربات القوات المسلحة، عادت الادارات الأهلية لتشرب من نفس الكأس المر حيث تعرض بعضهم لمحاولات إغتيال وهرب أحدهم ويخطط آخرين للبحث عن منفذ الهروب، يأتي ذلك وسط تزايد ضغوط آل دقلو ومطالب أهالي الشباب من القتلى والجرحى.
محاولة إغتيال
أمس نجا ناظر قبيلة الهبانية، يوسف علي الغالي من محاولة اغتيال استهدفته في بلدة النضيف التابعة لمحلية برام بولاية جنوب دارفور وذلك أثناء زيارة قام بها للمنطقة بهدف تقنين إقامة قبيلة السلامات هناك، وذلك حسب ما أفادت به مصادر محلية لـ”دارفور الآن”.
وتُعد بلدة النضيف إحدى الوحدات الإدارية التابعة لمحلية برام وتخضع تقليديًا لنظارة قبيلة الهبانية إلا أن تطورات ميدانية وسياسية طرأت خلال الأشهر الماضية أثارت توترات جديدة في المنطقة
وبحسب المصادر، فإن القائد الثاني لمليشيا الدعم، السريع عبد الرحيم دقلو تعهد لقيادات من قبيلة السلامات في إجتماع عقد بنيالا بجعل منطقة النضيف مقراً لنظارتهم الجديدة وذلك مقابل انخراط أبناء القبيلة في العمليات القتالية إلى جانب المليشيا بقيادة أحد الميدانيين المعروفين باسم “حسن الترابي” والذي هلك مؤخراً.
وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي المليشيا إلى حشد ولاءات قبلية جديدة في وقت تعاني فيه من عزلة مجتمعية متزايدة وتراجُع نفوذها في بعض المناطق.
وكان اجتماع في وقت سابق، ضم قيادات من قبيلة السلامات وعبد الرحيم دقلو بنيالا نوقشت فيه قضايا تتعلق بمشاركة أبناء القبيلة في ما سُمي بالحكومة الموازية)ة وترفيع بعضهم إلى رتب ضباط داخل مليشيا الدعم، السريع إلى جانب وعود بمنحهم نظارة في ولاية جنوب دارفور. وصرّح أحد عُمد قبيلة السلامات حينها بأن الاجتماع مع عبد الرحيم د.قلو تناول عدة ملفات أهمها دور أبناء القبيلة في المرحلة المقبلة وموقعهم في الهيكل الإداري والعسكري للمليشيا وقد تلقوا وعودًا بتخصيص مقر للنظارة في بلدة النضيف، غير أن هذه الترتيبات قوبلت برفض واسع من بعض المكونات القبلية في المنطقة نظرًا لأن النضيف تُعد تاريخيًا جزءًا من أراضي الهبانية وتتبع لنظارتهم ما ينذر بحدوث صراعات قبلية دامية في حال الاستمرار في فرض واقع إداري جديد دون توافق مجتمعي.
هروب ناظر الفلاتة
وامس الأول أفادت مصادر موثوقة، أن ناظر قبيلة الفلاتة المعزول ، محمد الفاتح أحمد السماني، قد غادر حاضرة النظارة مدينة تلس مستخدماً (الحمير)، متجهاً نحو دولة تشاد.
وبحسب المصادر، فقد وصل الناظر المليشي إلى منطقة وادي صالح، حيث مكث لفترة قصيرة واشترى بعض المستلزمات من السوق المحلي، قبل أن يواصل طريقه نحو مدينة الجنينة مروراً بمنطقة هبيلة كناري.
وتشير المعلومات إلى أن السماني يستعد حالياً لمغادرة الجنينة والفرار إلى تشاد، في خطوة أثارت موجة من الغضب والسخط وسط مؤيديه، الذين اتهموه بالجبن والتخلي عنهم في وقت حرج، خاصة بعد تقدم الجيش نحو إقليم دارفور، في أعقاب الانتصارات الأخيرة التي حققها في كردفان.
مادبو على الخط
وفي سياق متصل، كشفت مصادر أن ناظر قبيلة الرزيقات المعزول محمود موسى مادبو يخطط هو الآخر للهروب إلى دولة جنوب السودان، وسط حالة من الترقب والتوتر في الأوساط المحلية.
وفي وقت سابق اقتحمت مليشيا الدعم السريع تقوم “حوش” ناظر الرزيقات المدعو محمود موسي مادبو، و اعتقلت أحد أحفاده، وقامت بضرب النساء بالحوش، و قتلت ابن شقيقه، ويواجه مادبو ضغوطاً كبيرة من مجتمع الضعين وأفراد القبيلة بسبب تجاوزات المليشيا.
تحسر وتمرد
وكانت استخبارات المليشيا قد رصدت في وقت سابق اتصالات سرية أجراها ناظـر الرزيقات محمود موسى مادبو مع بعض أعيان القبيلة لوقف تجنيد الشباب والتحشيد للقتال في صفوف مليشيا الدعم السريع في حربها.
وبحسب التسريبات فإن الناظر مادبـو وجه بعدم التعامـل مـع قائد ثاني المليشيا المتمرد عبـد الرحيم دقلـو الذي اعتبره سببا رئيسيا في تصفية وهلاك أفـراد أسـرة الناظـر مادبو لأسباب خاصة تدخل في صميم النزاع التاريخي بين قبائل العطاوة على بيت الزعامة القبلية الكبيـر.
ونقلت استخبارات المليشيا عبارة مادبو التي همس بها لبعض خاصته وهو يتلفت يمينا ويساراً ( الزول ده عدم القبيلة طفاي النار)
وكثف ناظر الرزيقات اتصالاته باعيان قبيلة الرزيقات من اجل إنقاذ بعض أبناء القبيلة الذين يقاتلون في صفوف الدعم السريع مشيراً لهم بأنها حرب خاسرة ستنتقل الي ديار القبيلة قريباً.
عزل الإدارات الأهلية
يشار إلى ناظر الرزيقات وناظر الفلاتة و الهبانية ونظار وعُمد آخرين، تم عزلهم بقرار رسمي من ولاة الولايات بدارفور وذلك لدعمهم وتأييدهم مليشيا الدعم السريع ومعاونتها بالحشد للحرب.
دور سالب
ويقول الإعلامي والخبير في الشأن الدارفوري الأستاذ علي منصور ل(الكرامة) أن الإدارات الأهلية في دارفور لعبت دوراً سالباً في الحرب وعملت على تأجيجها ،وأشار منصور الي ان النظار والعمد ورجال الإدارات الأهلية الذين والوا المليشيا عملوا على تحقيق مكاسب شخصية وقبضوا الأموال من أسرة دقلو ودفعت القبائل الثمن فادحاً في الأرواح والاف القتلى والجرحى وبعضهم لم يجد العلاج مع التمييز العنصري والوعود الكاذبة .
ويضيف منصور أنه لا مستقبل لهذه الإدارات الأهلية المعزولة، وبعد انتهاء الحرب سيحاكم من يبقى منهم داخل السودان.
اوهام دولة العطاوة
وبدوره يشير الأكاديمي والخبير الإجتماعي دكتور خضر عبد الرسول في تعليقه ل(الكرامة)، إلى أن خطاب الإدارات الأهلية في كردفان ودارفور كان السبب الأساسي في تمدد واطالة الحرب بالحديث عن دولة العطاوة القائمة على اساس قبلي.
ويضيف عبد الرسول إلى أن اوهام دولة العطاوة تكسرت تحت ضربات القوات المسلحة وجيش السودان القومي الموحد، والذى ساندته كل مكونات القبائل بما في ذلك الشرفاء والعقلاء من قبائل دارفور وكردفان. وقال نتيجة أصبحت الحرب كارثية على هذه القبائل ودفعت فواتير باهظة لتهور الإدارات الأهلية التي انساقت خلف المطامع والترغيب والترهيب.
وأضافت عبد الرسول ان تنسيقيات القبائل من الحكماء عملوا على تفادي خطر تمدد الحرب، ولكن وجودهم بعيداً عن مناطق سيطرة المليشيا قلل من دورهم مقابل سطوة الإدارات الأهلية، وقال إن آثار الحرب دخلت منازل النظار والعمد بالموت والإعتقال والتهديد وأنهم أدركوا الخطر بعد فوات الأوان.