
حكومة الأمل وضحكات المريود.
د. حيدر البدري
يكتب في نقطة سطر جديد
الجنجويدي الصحفي عبد الحفيظ مريود يكثر من الاستهزاء والضحك من انتصارات القوات المسلحة. تجده دائمًا يرسل تحت أخبار ورسائل القوات المسلحة وانتصاراتها تعليقه الضاحك. وكنا نسخر منه ونضحك كذلك، لأننا نعلم أنه يضحك مذبوحًا من الألم، وليس له لسان صدق يتكلم به غير إشارته البلهاء تلك. لذلك لا نلقي له بالًا ولا لضحكاته.. وقد تعودنا على ذلك، وأحيانًا نرد عليه ساخرين مشفقين.
غير أني أرسلت تعليقًا حول “حكومة الأمل” قلت فيه: (هل يفقد الشعب السوداني الأمل في حكومة الأمل؟ نسمع ضجيجًا ولا نرى طحينًا.) وصمتُ عن الجعجعة. وراح مريود يضحك جذلًا. ولأول مرة أحس أن لضحكته هذه معنى. أوجعتني الضحكة البائسة لأول مرة. يمد المريود لسانه ضاحكًا ساخرًا بلا كلمة واحدة يقولها، والرسالة وصلت. مريود الجنجويدي الذي يؤمن بالدعم السريع وحكومة تأسيس يضحك جذلًا، فيا لسخرية الأيام. وبعدًا لحكومة تجعلنا نخفض رؤوسنا عاجزين.
الزميلة رشان أوشي تنشر يوميًا تقريبًا مقالات فساد مزعجة بالمستندات والأسماء. هي لا تخفي شيئًا، بل صارت ملاذًا لأصحاب المصالح والأغراض. أصبحت رشان أوشي طريقًا مفتوحًا لتصفية الحسابات. فهي كصحفية تبحث عن الحقيقة، والحقيقة مرة. فإما هي صادقة وما تقوله صحيح، وفي هذه الحالة تجب المحاسبة والمراجعة، وإما كاذبة متحرية للكذب ويجب عندها محاسبتها ومعاقبتها. لكننا لم نسمع يومًا أنها أُدينت في قضية فساد نشرتها. إذن ما تقوله رشان أوشي صحيح، والفساد يضرب في أحشاء الدولة وينخر فيها، ولا تحرك حكومة الأمل ساكنًا. والمريود يزداد ضحكًا وقهقهة.
والفريق ياسر العطا يرفع الصوت الجهير، أن الدولة ينخر القحاطة في جسدها الهزيل ويشير مباشرة إلى أماكن بعينها. وحكومة الأمل تسمع وترى وتقبع خلف أسوار الضعف والهوان. ونسمع الجعجعة… عشرات الوزراء في حكومة الأمل المترهلة، ولا نرى جهدًا يذكر سوى واحد أو اثنين في حكومتنا المبجلة. والمريود يتشدق ويكاد يسقط على قفاه مقهقهًا.
يقول بعض ظُرفاء المدينة: اتركوا رئيس الوزراء ما ترككم، فهو رجل المرحلة. هو فقط لإسكات الرأي العام الدولي، وهو يمثل الحكومة المدنية الديمقراطية التي تريدها وتنادي بها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. والمريود يتبسم جذلًا فرحانًا.
وانجازات حكومة الأمل مشرفة. كيف ذلك؟ وقرار تخفيض رسوم الجامعات الخاصة للطلاب والذي لم ينفذ أليس انجازًا؟ مالكم كيف تحكمون؟ ألم يصدر رئيس الوزراء قرارًا بتخفيض جوازات المغتربين؟ مالنا وضِحكات المريود؟ ألم يسافر الوزير فلان ومعه علان إلى روسيا وإريتريا ومصر؟ أتنكرون هذا الحراك الصفري؟ حق للمريود هنا أن يضحك، وحق علينا أن نخجل.
وتسألنا ضحكات المريود في بلاهة : وماهي انجازات حكومتكم هذه؟! ماذا فعلت في معاش الناس؟! اين وزراء الامل؟! وماذا يفعلون؟! وماتاثيرهم في حرب الكرامة؟!.. ونحن نسكت غيظاً.
ثم يزيد المريود ضاحكاً : أما كان احرى بكم دفع مخصصات هؤلاء الوزراء الى هذا الشعب المسكين الذي يكتوي بنار الحرب؟!.. هذه المبالغ والدولة تان تحت الحرب… و… و.. ويقهقه المبغوض خالفا رجلا على رجل.
و… قد صدق.
ايها السادة :
لا أمل لنا سوى جيشنا المقدام وقواتنا المسلحة. المجد لقواتنا المسلحة وجنودنا البواسل. هؤلاء الرجال الذين شعارهم بيان بالعمل. يفترشون الارض ويلتحفون السماء.. وياكلون الفول والعدس.. يدافعون عن هذه الارض بارواحهم… وعطاؤهم ظاهر بين… فبانتصارات قواتنا المسلحة والمستنفرين والمشتركة وكل حاملي سلاح الشرف نفخر. قواتنا المسلحة هي وحدها التي تجعل المريود وأمثاله من الجنجويد يضحكون خوفًا ورهبة واذعانًا.
لا أمل في حكومة الأمل.
نقطة سطر جديد.”