الأعمدةتأملات

حكومة تأسيس دولة الكرامة

تأملات
جمال عنقرة

روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، أنه بعد أن عاد من احدي غزواته، قال “عدنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر” ولذلك يقول الفقهاء أن جهاد السلم أصعب واعنف من جهاد الحرب، ذلك أن عدو الحرب عادة ما يكون ظاهرا، وادوات الحرب معروفة، اما أعداء السلم الخفيين دائما يكونون أكثر من أعداء الحرب، هذا فضلا عن أن الصفوف خلال معركة الحرب تكون نقية، فلا يخرج للحرب إلا أصحاب القضية المتجردون، اما المنافقون، فيقولون “لو نعلم قتالا لاتبعناكم” ولكن في معركة السلم يخرج أصحاب المصالح والمنافع الخاصة، والولاءات الزائفة، وفينا “سماعون لهم” وتجاربنا في السودان يصدق عليها ذلك، وتعتبر ثورة ديسمبر أصدق مثال لذلك، فالثورة التي شارك كل اهل السودان في صناعتها، علي مدار ثلاثين عاما، هي كل عمر الإنقاذ ورثها ادعياء لم يكن لهم في صناتها نصيب، ومعلوم أن الذين ورثوا الثورة واستاثروا بحكم الدولة باسم الثورة لم تكن لهم مساهمة تذكر في صناعة الثورة، بل لم تكن لهم مساهمة في تاريخ السودان كله، ومنهم من لم يسمع بهم احد من اهل السودان قبل الثورة، بل بعضهم ليست لديهم جوازات سفر سودانية، وكانوا قد مزقوا جوازاتهم طلبا للجوء في بلدان عاشوا فيها غرباء يعملون في وظائف هامشية، وعادوا بعد الثورة بهوياتهم الأجنبية، وعاشوا بها حتى صاروا حكاما باسم الثورة، واستخرجوا جوازات سفر دبلوماسية، فلما اشتعلت الحرب التي اوقدوا نارها، تخلصوا من جوازاتهم الدبلوماسية، واخرجوا هوياتهم الأجنبية وهربوا مع رعايا تلك الدول وتركونا نصطلي بنار الحرب التي اشعلوها، وصاروا يتجولون في عواصم العالم تحت شعار “لا للحرب” من أجل أن يعودوا إلى السودان حاكمين مرة اخري تحت هذا الشعار الزائف.
ولو كان لهذه الحرب ميزة، فانها أمازت الخبيث من الطيب، وجعلت الخبيث بعضه فوق بعض، نسأل الله أن يركمه في نار الدنيا قبل الآخرة، ولكن الأهم أن نستفيد من هذه التجربة المريرة، والا نقع مرة اخري في ما وقعنا فيه من أخطاء وتجارب خاطئة، وللأسف الشديد أن البعض لا يزال يفكر بذات الطريقة القديمة العقيمة، ويفكرون في حكام، لو لم يكونوا أسوأ من الذين مضوا، لن يكونوا افضل منهم، فمن يسمون بأصحاب الخبرات الدولية ثبت انهم لا خير فيهم ولا كفاية شرهم، ومثل هؤلاء لم يعد لهم مكان بيننا، الا ان يعودوا مواطنين عاديين في دولة الكرامة المنشودة، التي يعيش فيها كل السودانيين سواسية كإنسان المشط.
اننا نستقبل اليوم مرحلة هي الأهم والاخطر في تاريخ السودان كله، هي مرحلة تأسيس دولة الكرامة، وهي مرحلة لا يصلح لقيادتعا احد غير الذين شاركوا في معركة الكرامة، والحمد لله ان الشعب السوداني الأبي الطاهر شارك كله في معركة الكرامة، الذين لا يزالون في الداخل مرابطين، والذين خرجت بهم ظروف مختلفة إلى دول شتي، وهؤلاء لم تقعد بهم المسافات من المشاركة في معركة الكرامة، ولعل الناس يذكرون زيارة الرئيس البرهان الأخيرة إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العمومية الأخيرة للأمم المتحدة، فشاهدنا كيف استقبلوه بهتاف معركة الكرامة “شعب واحد جيش واحد” وهو ذات الشعار الذي ظل المهاجرون السودانيون يشيعون به ادعياء الثورة من منسوبي تقدم وقحت أينما حلوا أو ذهبوا، وشعب معركة الكرامة هذا له رموز وقيادات وكيانات، تتقدمهم القوات المسلحة الكيان الوطني الجامع الصامد، ومعها القوات النظامية الأخري، الشرطة السودانية التي ظلت في خدمة الشعب سلما حوحربا، وابلت قوات الاحتياطي المركزي في معركة الكرامة بلاء حسنا، وقدمت ارتالا من الشهداء، وجهاز الأمن والمخابرات الذي قدمت هيئة عملياته نماذج في التضحية والفداء “أمن يا جن” وقوات حركات الكفاح المشتركة الوطنية، أبطال ملاحم الفاشر والمصفاة، وغيرها من المعارك، واسود الملاحم البطولية الشرسة، القوات الخاصة، والبراءون، وكل المستنفرين الذين اختلطت دماؤهم ببعض، واختلطت بدماء جندنا الاشاوس، جند الله جند الوطن، وهؤلاء الذين قادوا معركة الكرامة، هم وحدهم المؤهلون لقيادة حكم مرحلة تأسيس دولة الكرامة، والتي يجب أن تبدأ اليوم قبل الغد بإذن الله تعالي، تستكمل معركة التحرير، وتقود مرحلة التأسيس التي يري كثيرون أن تكون عامين توضع فيهما أسس بناء دولة الكرامة، وتتهيا الدولة والشعب لقيام انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة، يختار فيها السوداتيون الذين يحكمونهم، ويكونون قد حددوا قبل ذلك كيف يحكمون، ولقد أجريت مع اخرين مشاورات كثيرة لترشيح بعض رموز وقيادات معركة الكرامة ليصيروا اركانا لدولة الكرامة، ووصل بنا الحوار إلى:
أركان حكومة فترة التاسيس
اولا: مجلس السيادة يتشكل مجلس سيادة مدني برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ويضم ٦ اعضاء يمثلون اقاليم السودان المختلفة
١ الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد الاعلي للقوات المسلحة
٢ الناظر محمد الأمين ترك الشرق
٣ السيد ازهري مبارك الشمال
٤ السيدة مريم الشريف الهندي الوسط
٥ السلطان سعد بحر الدين دارفور
٦ السيد أحمد صالح صلوحة كردفان
٧ الشيخ عبد الرحيم محمد صالح الخرطوم
ثانيا: بقية أركان الحكومة
٨ الفريق مالك عقار رئيس الوزراء
٩ الفريق أول ركن شمس الدين كباشي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة
١٠ الفريق أول ركن ياسر العطا رئيس هيئة الأركان
١١ الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز الأمن والمخابرات
١٢ الفريق مهندس إبراهيم جابر وزير الاستثمار
١٣ الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية
١٤ اللواء شرطة م خليل باشا سايرين وزير الداخلية
١٥ القائد مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور
١٦ السيد أحمد عثمان حمزة والي الخرطوم
وتستكمل عناصر الحكومة من الكفاءات الوطنية ذات المواقف الواضحة يمثلون جماع أهل السودان، ويكونون قادرين علي المشاركة في قيادة مرحلة التاسيس بكفاءة واقتدار، وتبتدر الحكومة في اسبوعها الأول مشروع حوار سوداني سوداني شامل داخل ارض الوطن لا يستثني أحدا الا من أبي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى