
رَيِّسِين بِغَرِقُوا المُرْكَب !
من أعلي المنصّة
ياسر الفادني
قرأت تصريحاته في موقع النصر نيوز، وكلها في ظاهرها إيجابية، لكنني توقفت عند وصف الموقع له بأنه رئيس المؤتمر الوطني ، هنا تحديدًا لم أستطع بلع ريقي! هذا التوصيف وحده كافٍ ليكشف أن الخلاف داخل المؤتمرالوطني لم يُدفن بعد ، وأن الشقاق بين جناحين أحدهما متزمت، والآخر يحاول الظهور بمظهر الإعتدال ما زال يتفسّخ ويطفو إلى السطح
إبراهيم محمود، الذي سلّم المنصب لمولانا أحمد هارون بعدما خرج من السجن وسافر إلى تركيا، عاد اليوم كمن يساوم في سوق (فريشة) : يفرش اللَّالوب والنبق والفول، ثم يسأل المارّة عن السعر! هذه المراوغة السياسية لا تليق برجلٍ يريد أن يُمسك بزمام حزبٍ مثخن بالجراح، ولا برجلٍ يفترض فيه أنه فهم الدرس بعد أن مرّ بتجارب السقوط والانقسام
المرحلة الحالية ليست لعبة كراسي ولا فرصة لتسجيل النقاط الرخيصة، إنها لحظة مفصلية، العدو يتربّص، والزيت يُسكب على النار بأيدٍ داخلية قبل أن يسكبه الخصوم ،
الإسلاميون الذين سندوا القوات المسلحة وقاتلوا في الخنادق يعرفون أن الأولوية الآن لوحدة الصف لا لتمزيقه، إبراهيم محمود بتمسكه بهذا اللقب يبدو كمن يمسح إنجازاته القديمة بشخبطة قلم شيني عريض، تاركًا خلفه صفحة ممزقة بدلًا من سجلّ يحفظه التاريخ
ليتعقّل الرجل حيث لا عقلاء من حوله، فالدائرة المحيطة به تبدو مشغولة بتوسيع الفتنة وشد الحبال حتى تنقطع، لا بهمٍّ سوى التصفيق حين يسقط الطرفان، الحرب لم تضع أوزارها بعد، والمؤسسات الحزبية إن كانت هناك بقايا لها هي من يجب أن يبتّ في هذه الأمور بعد أن تهدأ البنادق، أما الآن، فالتشبث بالمنصب ليس إلا صفيرًا مبحوح الصوت، وجرحًا يُعمّق النزيف في جسدٍ أنهكته الطعنات
إني من منصتي انظر…حيث أري…. من يظن أن هذا العبث سيبقى بلا ثمن فهو واهم… إبليس نفسه سيصفق فرحًا وحوله الأعداء وهم يرون أبناء الصف الواحد يتنازعون ، الحقيقة التي يجب أن تُثَبَّت : أن إبرة المؤتمر الوطني الآن… (مابتشيل خيتين) ! .