
زيارة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. معالى الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى للسودان
بقلم :د. عمار ميرغني حسين محمد
وزير الإرشاد و الاوقاف الأسبق بالسودان
رئيس مؤسسة ربيع العالمية للسلم
التزوار في الله والتسفار في مطالب الانسان من سيما العلماء و نعت من نعوت الفضلاء . و العلم مطلوب في كل المضامين . فقد ورد: ( العلم إمام العمل ). و تولي ذوي العلم للمناصب امر مطلوب و هو أساس النجاح في تحقيق المقاصد.
زيارة معاليه للسودان في هذه الظروف الحرجة من تاريخ بلادنا الحبيبة لها مدلولاتها حيث نجد فيها معاني السلوى الجميلة و المواساة النبيلة .
لقد التقيت الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في عدة مؤتمرات علمية في بلدان كثيرة، فهو عالم تعلامة ، له في علوم الدين و فنونه باع طويل ، و له في الفكر الإنساني المعاصر شأن عظيم. و لقد ذخرت مجلة السلم بكلماته الراقية في قضايا السلم و الانسانية.
ان العصر يحتاج لجهود علماء الفكر الديني الذين وسعوا من معارفهم الدينية و حصائلهم العلمية و لكن جمعا بين أصالة الدين و معاصرة الزمن . مثل الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه رئيس منتدى السلم الافريقي.
بعض الناس لا يألف العلم و لا ينسجم في دروسه لقلة التطرق لقضايا الانسان التي تشغله . و قد حوى الدين بسعته كل مطلوبات السعادة ، و هنا تبرز اهمية القاعدة ( ثبات المقاصد مع تجدد الوسائل. ) فمقاصد الأمة معلومة معروفة و الوسائل الموصلة إليها تتعدد و فيها براح و سعة .
للسودان تواصل مع رابطة العالم الإسلامي من سنين عدة ، فهذه المؤسسة العريقة بنعتها العالمي ، و امتداداتها الواسعة و رؤاها و أفكارها الشاسعة جدير بالدولة ان توطد علاقاتها بها .
و من باب ذكر الفضل لاهله و وضع الشكر في محله فقد رعت رابطة العالم الإسلامي في العام 1437 الموافق 2016 م في فترة عملي وزيرا للارشاد و الاوقاف بالسودان مؤتمرا عالميا حضره نحو اثنين و ثلاثين مشاركا من وزراء و علماء من خارج السودان. و كان هذا المؤتمر حدثا بارزا و نقطة فارقة في ملف الفهم اللائق بمكانة السودان و تاريخه الناصع في ميادين الاعتدال و الوسطية و احترام الاخر و الإحتكام الى العلم الشريف و توطين الروح الايماني الصادق في مراعاة الخلاف و نبذ الفرقة و التطرف و الإرهاب.
و في جلستنا معه بحضور الحكومة السودانية وافق على رعاية مؤتمر للسلم بالسودان، فلهم منا جزيل الشكر والتقدير و سنقوم بتقديم رؤية وافية حول المؤتمر و أهدافه و كيف يصير ما يخرج به الى واقع مشاهد .
سررت جدا لاستقبال رئيس مجلس الوزراء و وزير الشؤون الدينية و وزير الثقافة و الإعلام لهذا الرجل القامة فهو جدير بذلك لعلمه و ايضا لمنصبه و مكانته .
ننتظر من رابطة العالم الإسلامي و في قيادتها هذا الرجل الحكيم ان تقف الى جنب السودان في هذا الوقت الذي يواجه فيه مصاعب جمة . و ان تصنع صنائع الاخاء لا المواساة فحسب. فالسودان له ود قديم للمملكة العربية السعودية و بقاعها المقدسة.
لقد آن الأوان للمنظمات الدولية و لاشقاء و أصدقاء السودان عموما ان يقفوا الى جانب السودان في محنته ، فلم يكن السودان في يوم من الأيام عدوا لبلد بل كانت ربوعه كنانة المجتمعات الدولية. ففيه قطنت كل الشعوب و ساكنت السودانيين و عاشرتهم. فما كانوا الا اخوة كرام .
و الله الموفق