
شوف الباقية فيك يا ود أم زرد !!
بقلم :محجوب فضل بدري
-يزعم البعض إن (البنَّا) الكبير:-
(جاتو ليلة القدر،وبدل يقول فيها،داير الغِنَیٰ،قال داير الغُناء!! )
وأيًّاً كان نصيب هذه الطُرفة من الصِحة فإنَّ أهل البنًّا،هم أهل علمٍ وأدب وشعرٍ وفن،وعليهم سُمِیَ حی ود البنَّا بأم درمان،ومن أشهرهم الشيخ محمد عمر البنَّا المتوفی عام
١٩١٩م،وهو عالِم أزهری،كان قاضياً بلغ درجة مفتش للمحاكم علی عهد الخليفة عبدالله التعايشی،وهو شاعر فحل،وكذلك كان إبنه عبد الله المدرس بكلية غردون التذكارية شاعراً له ديوان،وسار إبنه الشاعر الغناٸی المعروف عمر البنَّا علی ذات الدرب، الذی سلكه من بعده الشاعر والراوية الشعبی الفرجونی،واخوه الأمين البنَّا،وليس إنتهاءً بالأستاذ الباحث الموسيقِی المطرب الفنان
(عاصم البنَّا)۔
– وعندما إشتعلت نيران حرب الكرامة،علی يد المليشيا الإرهابية المُجرمة،التی طالت ألسنتها الخبيثة وأياديها القذرة كل السودانيين بلا إستثناء،إنحاز الأستاذ عاصم البنَّا إلیٰ جانب جيشنا،بلا أی تردد شأنه فی ذلك شأن أیِّ وطنی غيور،وهو يوقن يقيناً لا يتطرق إليه الشك بأن النصر بإذن الله سيكون للوطن ليس لقوة سلاح جيشنا و لعمق وتراكم خبرته،ودِقة تنظيمه، وكفاءة قيادته،
ولا لإلتفاف جماهير الشعب حوله،
ولكنه بقدرة المولیٰ جَلَّ وعلا،ثُمَّ لأن الحق يعلو ولا يُعلیٰ عليه،ولقناعة راسخة لدی الأستاذ عاصم البنا بأن للفن دوراً هامَّاً جداً فی أشراط النصر،لذا لم يكتفی بإرتداء زی جيشنا ترميزاً لوقوفه مع الجيش فی خندق واحد،وقد تمايزت الصفوف بين المواطن الحر الأبی، والمرتزق الأجنبی اللص، والعميل المتآمر الذی يحمل هوية وطننا مع شديد الأسف،
أنتج الأستاذ عاصم البنَّا مقطعاً مصوَّراً لأغنية حماسية، نظمت كلماتها (أسرة البنَّا) الشاعرة،ويُفهم من هذا الشعر الجماعی بأن البناٸين الفنانين الشعراء
قد تضافرت مواهبهم وتفتقت شاعريتهم وهم يواجهون محنة هذا الوطن فأتیٰ كل واحد منهم (بمربع) ووضع الاستاذ عاصم لحنها علی إيقاع الدلوكة وتغنّیٰ بها فقال :-
-لِعب الجيش كَعَبْ، أبعد ياولد
-نحنا الجيش حِمانا،وأمان البلد
-ما تقارب الأسد،يامسكين بِرُبْطَكْ بی حبل المَسَد
-جای من هناك ماليك الحَسَد، (خشمك) انفتح ما لقيت ليهو سد
-مات نورك هَمَدْ،دمَّكْ فی عروقك من الخوف جَمَدْ
-نحنا ياولد حامينا الصَمَد،وانتَ ما بتشوف عَامِيك الرَمَد
-والخوَّاف شرد،جرَّای ما انلحق لكلاب الطَرَد
-كَتِّرْ فی البُكا،كَتِّرْ فی الحَرَد،
(شوف الباقية فيك يا ود أمْ زَرَدْ)
-كل الجای زَيَّك للإكرام جَحَدْ،خليناهو عِبْرة،وقَّفناهو حَدّ
-الدُّسناهو خاف من ود اللَّحد،قال داير العفو للإكرام شَحَد
-وحات إلٰهنا ال بالحق إنعَبَد،إنت شوف سراب المَاهُم زَبَد
-جنديكم عديل سَكُّوهو ولَبَد، لی يوم الحساب مسجون فی كَبَدْ
-حيا الله أولاد البنَّا،فی شخص الأستاذ عاصم، ولولا حياء فيه فأن كلمة (خشمك) انفتح ما لقيت ليهو سد كانت غير تلك الكلمة،لأن كلمة سَدْ فی الدارجة تقابلها كلمة قَدْ،فيقال فلان( يَسِدَّها ويَقِدَّها ) وعليه يمكن للقارٸ الكريم أن يضع مكان كلمة (خَشمك) فی صدر البيت ما يُناسبها مع كلمة (سَدْ) فی عجز البيت،ويناسب كل (ود أم زرد )
وعلیَّ الطلاق تبشر بالخير ياعاصم