التقارير

عادت إلى البلاد بعد مشاركتها في المنتدى الروسي الأفريقي،، د. لمياء عبد الغفار،، حصاد الرحلة.. حضور عكس صورة متماسكة للسودان في منصات الشراكة الإقليمية والدولية

عادت إلى البلاد بعد مشاركتها في المنتدى الروسي الأفريقي،،

د. لمياء عبد الغفار،، حصاد الرحلة..

 

حضور عكس صورة متماسكة للسودان في منصات الشراكة الإقليمية والدولية..

 

خبرات مهنية وأكاديمية متراكمة استندت عليها مشاركة الوزيرة لمياء..

 

السفير نادر: كاريزما القيادة النسوية أعادت السودان إلى موقعه المستحق..

 

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

 

عادت إلى البلاد وزيرة شؤون مجلس الوزراء، دكتورة لمياء عبد الغفار خلف الله، بعد مشاركتها في المؤتمر الوزاري الثاني للمنتدى الروسي الأفريقي، الذي انعقد بالعاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة من 19 إلى 20 ديسمبر الجاري، وذلك ضمن وفد السودان الرسمي المشارك في هذا المحفل الدولي الرفيع، وشهدت مشاركة الوزيرة حضوراً لافتاً، عكس صورة مختلفة ومتماسكة للسودان في واحدة من أهم منصات الشراكة الدولية بين أفريقيا وروسيا، حيث برزت دكتورة لمياء في أول مشاركة لها تقود من خلالها وفداً رسمياً خارج البلاد، مشكِّلةً نموذجاً للقيادة النسوية الواعية، القادرة على تمثيل الدولة السودانية بثقة واقتدار في مرحلة دقيقة من تاريخ البلاد، ويستند الأداء والحضور اللافت الذي قدمته الوزيرة في المؤتمر إلى خبرات مهنية وأكاديمية متراكمة في مجالات العمل الإنساني، وقضايا المرأة، وصياغة السياسات العامة.

 

أهمية المؤتمر ودلالات اللقاءات:

ويُعد المؤتمر الوزاري الثاني للمنتدى الروسي الأفريقي محطة محورية في مسار تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، حيث ناقش قضايا السلام والأمن، والإصلاح المؤسسي الدولي، والتنمية المستدامة، ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وعلى هامش المؤتمر، أجرت وزيرة شؤون مجلس الوزراء عدداً من اللقاءات الثنائية المهمة مع رؤساء وفود ووزراء ومسؤولين مشاركين، كما حظيت باهتمام سياسي مصري لافت، تُرجم في تخصيص وزير الخارجية المصري لمقابلتها والتباحث معها، في دلالة واضحة على حرص القاهرة على وضع الزيارة في مقام سياسي رفيع، يتجاوز الإطار التنفيذي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، ويعكس هذا الاستقبال الرفيع عمق ومتانة العلاقات السودانية المصرية، وتقدير الدولة المصرية لحكومة السودان، ولمجلس الوزراء، وللوزيرة بوصفها ممثلة لمرحلة جديدة من الحضور السوداني المسؤول في الإقليم.

 

فضح جرائم الميليشيا:

وركزت دكتور لمياء عبد الغفار خلف الله في كلمتها أمام المؤتمر الوزاري الثاني للشراكة الروسية الأفريقية، على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة في المنظومة الدولية، لا سيما مجلس الأمن والنظام الاقتصادي العالمي، بما يحقق العدالة وتكافؤ الفرص وفق ميثاق الأمم المتحدة، معربة عن رفض السودان لممارسات “الكيل بمكيالين” التي تسهم في تعميق النزاعات وزعزعة الاستقرار، وأشادت الوزيرة بمبادئ الشراكة الروسية الأفريقية القائمة على السيادة المتساوية وعدم التدخل وتبادل المنافع، مؤكدة تطلع السودان إلى أن تسهم هذه الشراكة في تعزيز السلام والأمن، ومكافحة الإرهاب والارتزاق والجريمة المنظمة، وفي تناولها للأزمة السودانية، عرضت الوزيرة الحرب الدائرة بلغة سياسية واضحة ومسؤولة، كاشفة جرائم وانتهاكات ميليشيا الدعم السريع، ومحمّلة إياها مسؤولية القتل والتدمير والتشريد وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وصولاً إلى الإبادة الجماعية باستهداف أعراق بعينها، مشيرة إلى الفظائع الموثقة في مدينة الفاشر وغيرها، وطالبت بتصنيف المليشيا جماعة إرهابية، ومحاسبة داعميها الإقليميين والدوليين، مؤكدة التزام حكومة السودان بتحقيق سلام عادل يحفظ الكرامة والسيادة والوحدة الوطنية، دون وصاية أو إملاءات خارجية.

 

نموذج المسؤول الحصيف:

ويرى الخبير في العلاقات الدولية وفض النزاعات، السفير نادر فتح العليم الخليفة أن مشاركة وزيرة شؤون مجلس الوزراء عكست نموذجاً للمسؤول الحصيف والرفيع، ونوه في إفادته للكرامة إلى امتلاك الوزيرة شخصية منضبطة ورصينة، ومقدرة عالية على إدارة الملفات وإيصال الرسائل السياسية بوضوح وقوة، مبيناً أن كاريزما القيادة النسوية ممثلة في دكتورة لمياء قد أعادت السودان إلى موقعه المستحق، لافتاً إلى استقبال الوزيرة على مستوى سياسي رفيع وليس تنفيذي، موضحاً أن ذلك يعكس تقدير الدولة المصرية لحكومة السودان، ولمجلس رئيس الوزراء، ممثلاً في شخصها، مؤكداً أن الزيارة أعادت سيرة السودان القديمة، ومكانته الرفيعة في المحافل الدولية والإقليمية، ونال خلالها ما يستحقه من احترام وتقدير في علاقاته الخارجية.

 

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر.. فقد عكست مشاركة دكتورة لمياء عبد الغفار خلف الله في المؤتمر الوزاري الروسي الأفريقي تحولاً نوعياً في تمثيل السودان الخارجي، يقوم على الكفاءة والخبرة والوضوح السياسي، ويعيد الاعتبار للدبلوماسية السودانية في واحدة من أكثر مراحلها تعقيداً، كما عززت هذه المشاركة القناعة بأحقية الوزيرة في تقلد منصبها الرفيع، بوصفها أول امرأة سودانية تشغل منصب وزير رئاسة مجلس الوزراء، ليس على أساس الرمزية، بل على قاعدة الأداء المهني والقيادة الواعية والحضور الدولي المسؤول، وهو ما يضع السودان مجدداً في موقعه الطبيعي بين الدول، كشريك محترم وصاحب مواقف محترمة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى