مقالات

عطاءٌ بلا منّ.. وشحنة تكتب الشكر بالحروف الثقيلة

 

بقلم: عوض الله نواي

*في زمنٍ ندر فيه العطاء المجرد، وتكاثرت فيه الأيادي التي لا تُعطي إلا بـ”منٍّ وأذى”، تثبت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، أنها لا تزال على العهد، سندًا للشعب السوداني، وظهيرًا للمستضعفين، وأخًا لا يخذل.*

 

ها هو مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يكمل اليوم محطته الثالثة من المرحلة الثالثة من مشروع دعم الأمن الغذائي في السودان، وقد انطلقت الشحنة الثالثة من الدفعة الثانية محمّلة بـ 18,000 سلة غذائية تُوزع على ولايات:

• جنوب كردفان (لأول مرة ضمن نطاق التدخل الإنساني)

• النيل الأزرق

• النيل الأبيض

• الجزيرة

 

جهود عظيمة، لا تعرف التوقف، تنفذها منظمة الإشراق للتنمية والإعمار، وتموّلها المملكة بسخاء، دون ضجيج، ودون شروط، ودون حسابات سياسية معقّدة، فقط فعلٌ إنسانيّ خالص، لا يُلزم المستفيد بشيء سوى أن يظل إنسانًا حيًا يأكل مما يصل، ويطمئن لأن في الأفق قلبًا لا يزال نابضًا بالرحمة.

 

وفي قلب هذا الجهد، سعادة السفير علي بن حسن أحمد جعفر، الذي جمع بين خفّة الدبلوماسية وحرارة المودّة. لم يكن سفيرًا في مكاتبه فقط، بل كان قريبًا من الناس، من أوجاعهم، في مدنهم وداخل قراهم ، بكل كان قريب من اليتامي و مضاجعهم ، ومن أهله في دار حمر كان يزورهم ، كلهم رأوا فيه وجهًا شقيقًا، لا غريبًا.

 

لم يتعالَ الرجل على شعبٍ أحسن الظن به، بل نزل إلى ميدانه، يطوف بين وجوه الجوعى، يربّت على كتف الأم التي تنتظر وجبةً تسند بها أبناءها، ويكتب بلغة الأفعال خطابًا لا يُنسى في ذاكرة السودانيين.

 

ليس العطاء وحده ما نثمّن، بل طريقته.

ليس الكيس وحده ما نشكر، بل اليد التي امتدت دون منّ، ودون أن تلتفت لتأخذ صورة أو ترفع شعارًا.

 

لقد جاءت المملكة، ومركزها الإنساني، بصدرٍ مفتوح، لا بعدساتٍ مغلقة.

وها نحن نكتب اليوم الشكر، لا بلسانٍ دبلوماسي، بل بلسان الوفاء الشعبي:

“من يزرع في عز القحط (لا نقصد قحط) حبة قمح، نحمل له جروف الوفاء، ونسقيها من دموع الامتنان”

*وفي الختام نقول:

*من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وإن شكرتم الله، فسوف تزدادوا خيرًا ونعيمًا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى