تأملاتمقالات

عقار .. الرهان الكاسب 

    • تأملات 

جمال عنقرة

عقار .. الرهان الكاسب

لم اتفاجأ كما تفاجأ كثيرون من الزميلات والزملاء بالزيارة العفوية التي سجلها صباح امس الأول الجمعة سعادة الفريق مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة إلى سكن الصحفيات في حي سلمونا بمدينة بورتسودان، وهو واحد من ثلاثة مقار سكن للصحفيات النازحات إلى بورتسودان بسبب حرب المليشيا المتمردة الملعونة، والتي جاءت ضمن المبادرة التي قادها مركز عنقرة للخدمات الصحفية وتبناها ورعاها وأشرف علي تنفيذها السيد عقار، ولم اتفاجا ليس لان ملك الملك كان قد بعث لي برسالة فجر ذات اليوم الجمعة يخبرني فيها بنيته زيارة بناته الصحافيات في مقر سكنهن، ولكن لم اتفاجا لان هذا الشئ يشبه ملك الزعيم، وهو أمر طبيعي ينسجم مع حياته، فالسيد عقار ليس سياسيا

طبيعيا، وحتى كلمة “سياسي” لا تحتويه ولا تعبر عنه، فهو زعيم وحكيم، وكبير وخبير، وعالم وعليم بما لا يعلمه كثيرون غيره، وهو الآن في الساحة السودانية كلها وحده لا شبيه لا، ولا حتى مقارب، واذكر قبل نحو شهر تقريبا كنت اتحدث مع احد السياسيين الوطنيين الاسلاميين المجاهدين الصادقين المتجردين، ونقلت له بعض ما دار من مواجه وانتقاد بين السيد عقار وبين بعض السياسيين، وكان السيد عقار قد انتقد كل الاحزاب السياسية وانتقد موقفها من الحرب ووصفه بأنه سلبي، وأنتقد معهم كذلك لجان المقاومة، وقال إن المقاومة الان لها وجه واحد فقط، وهو الانخراط في صفوف المقاتلين مع الجيش لدحر مليشيا التمرد وتطهير البلاد من دنسهم وتحريرها، فلم يرض قوله هذا بعض السياسيين وبعض الشباب الثائرين، فقال لي هذا السياسي الوطني الإسلامي المجاهد المتجرد، قال ان عقار وحده الان الذي يمثل قيادة تعبر عن كل سوداني وطني، وأضاف أن عقار فضلا عن خبراته المتراكمة التي لا توجد عند أحد غيره، وفضلا عن حكمته وبعد نظره، وقوة مواقفه، فهو يكاد يكون السياسي الوحيد الذي ليس له أي ولاءات ولا التزامات خارجية، وهو رجل وطنه السودان وحزبه السودان، ودينه السودان، وهذه هي مواصفات رجل هذه المرحلة، فهذه المرحلة يجب أن يسقط فيها الجميع كل الانتماءات السياسية والحزبية والجهوية، وغيرها من أجل انتماء واحد هو الانتماء للسودان الوطن الواحد الذي يسعنا جميعا، بكل مكوناتنا العرقية والدينية والجهوية والثقافية، وعقار وحده يمثل الرمزية لهذا الوطن المنشود، وهو أكثر من يحمل رؤية شاملة لتأسيس دولة المواطنة، دولة الحق والواجب، ولذلك نقف معه، ونؤازره رمزا وقائدا وزعيما للتيار الوطني العريض الذي يتسع ليسع كل الذين يسمون علي الصغائر، ويسعون لتأسيس دولة يعيش فيها كل السودانيين سواسية كإنسان المشط.

وأعود في مقال اخر للحديث عن رؤية السيد عقار لسودان الغد من خلال ما قدم من أطروحات وافكار وممارسات جعلت منهجهه ورؤيته هي الأقرب للعبور بالسودان والسودانيين جسر هذه المحنة العصيبة بإذن الله تعالي، وجعلتنا نراهن عليه، ونثق في كسب الرهان بإذن الله تعالى.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى