
فلسفة الإفريكانية لدى الثوار الأفارقة قراءة في خطاب مالك عقار بمناسبة تكريمه بجامعة النيل الأزرق: (5- 7)
أ.د. الصادق محمد آدم
مبدأ المصالحة مع الذات ومع الآخر
يقول الزعيم الإفريقي مالك عقار في حنايا خطابه مناصحأ جميع السودانيين شعباً وحكومة بأنه يجب أن يرجعوا إلى ذاتهم ويتصالحوا مع أنفسهم أولا ويتقبل كل واحد منهم الآخر فالسودان يسع الجميع، وأن هذ التنوع الذي حُظي به هذا الشعب يجب أن يتقبله الجميع في تصالح تام وإلا فإن عزيزاً من هذا الوطن الكبير سوف يغادر كما غادر منقو من قبل وذلك بسبب عدم تصالحنا مع أنفسنا أولاً ومع غيرنا ثانيا، يقول الزعيم الإفريقي : ” ركزوا على الحصول على المعرفة ….. والمساهمة في الأماني القومية، وخلق شعور مشترك بين السودانيين، بالتفاهم والوحدة والتنوع الثقافي والأثني والديني … وتناسوا الزيارات في كتاب الجغرافيا – وخرج منقو والنيل لم يجمعنا، منقو قل لا عاش من يفصلنا، فهل أنتم منتهون “.
هذه الجملة التي صاغها هذا الزعيم الإفريقي – مالك عقار – لخصت ألاف الكتب التي تحدثت وما زالت تتحدث عن ضرورة حصر السودانيين أنفسهم في قومية واحدة وهوية فريدة تسمى السودانوية جامعة كل السودانين شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً باختلاف ألوانهم وثقافاتهم وديانتهم ومناطقهم الجغرافية، ويتصالحوا مع أنفسهم باعتبارهم جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وإلا ستغادر مجموعة كبيرة هذا القروب، قروب التنوع والوحدة، ويشكل كل واحد منهم كياناً وبالتالي يحرم نفسه والسودان الكبير من متعة هذا التنوع، ويجب ألا تتكرر مغادرة منقو الذي ترك فراغاً لا يوجد من يسده، وعلى الجميع أن يلتفت لجمال هذا التنوع ويحتكم لمبدأ العقل والحكمة، كالقادة الأفارقة الذين أداروا الصراع بينهم وبين الآخر الذي هو الأوربي بحكمة وتعقل دون رفضه كلية ودون الارتماء في أحضانه، مع الفارق بين قضية الأفريقي مع الأوربي وقضية السودانيين فيما بينهم إن كان هناك وجه مقارنة.
وهنا نجد أن قادة حركة الإفريكانية لم يرفضوا الثقافة الغربية بإطلاق وإنما ظلوا يرتدون الأقنعة البيضاء، ويترددون بين ثقافة أوربية يتنفسونها ويكتسبون بها المكانة والمنفعة، وبين ثقافة أخرى إفريقية يحلمون بها، لقد كان اتجاههم – باختصار – يعبر عما يمكن أن يسمى بضروة التصالح مع الآخر، فقد دعا هؤلاء إلى استمرار التأكيد على العناصر التي تربط أوربا بإفريقيا، أو عالم البيض بعالم السود فتحولت الإفريكانية من أداة للصراع إلى نظرية تركيبية ووحدوية، تدعو إلى التضامن والتعاون والاندماج بين الاثنين، ويمثل هذا التيار الشاعر سنغور، حيث يقول في قصيدته (باريس تحت الثلج):
لقد رضيت بثوبك الأبيض الذي يفوق الملح في لسعه
وها هو فؤادي يذوب الآن كما يذوب الثلج تحت الشمس
وأنسى الأيدي البيضاء التي ملأت البنادق ودمرت بها الممالك
الأيدي البيضاء المعفرة بالبارود التي صفعتني
الأيدي البيضاء التي قطعت الغابة العالية
لقد قطعت الغابة العذراء لتحيلها إلى فلنكات للسكك الحديدية
قطعت غابة إفريقيا كي تنقذ الحضارة التي كانت تفتقر إلى الرجال
أهـ يا إلهي لقد ذاب فؤادي
كما يذوب الثلج على أسطح باريس
تحت شمس طيبتك
إنّه عطوف على أعدائه
فموجة الأفريكانزم عند سنغور تتحدث عن معاناة الإفريقي، التي يحسها كثيرون من مواطنيه، ويحسها هو نفسه في بلده وفي الغربة التي يعيش فيها، ويتحدث كذلك عن معاناة الاستغلال، ويلهج بفضائح “الحضارة البيضاء ” في إفريقيا وعلى الرغم من ذلك لا يرى القطيعة بين الطرفين بل يجب التعاطف والتصالح مع هولاء واعتبار المصالح المشتركة بين الجانبين، فيبحث عن عذر للجرائم النكراء التي ارتكبها البيض في إفريقيا ضد بني جنسه، فعبّر عن رسالتهم الإنسانية التي هي تعمير وتمدين إفريقيا، مما حدا بالفيلسوف الغاني أبراهام W.E. Abraham أن يصف سنغور بأنّه أصبح أداة غربية فرنسية لدرجة أنه وصفه بأنّه لا يكتب شعراً إفريقيا: ” إنّ سنغور في رأيي لا يكتب كشاعر إفريقي، إنّ ما يكتبه هو شعر فرنسي مطعم بإشارات إفريقية، وأي فرنسي يمكن أن يقوم بهذا العمل، وهو لا ينظر إلى نفسه كشاعر إفريقي يكتب في إفريقيا وللإفريقيين ومدفوع بالحس الإفريقي والأوضاع الإفريقية، فليس هناك شيء إفريقي في شعره”.
فالعالم في فلسفة سنغور يقوم على شقين: عالم البيض القائم على العقل وعالم السود القائم على العاطفة، الأول خرّبته المادة والثاني غارق في الفطرة الأولى، فلذلك لا سبيل لانفصام أحدهما عن الآخر لأنّهما متكاملان، ففي قصيدته الصلاة في الأقنعة يردد سنغور بخشوع:
أقنـــــــعة أقنــعة
قناع أسود قناع أحمر أقنعة بيضاء وسوداء
أسلم عليكم في هذا السكون
هاهي إفريقيا الممالك تحتضر
يا لها من احتضار أميرة يرثى لها
وكذلك أوربا التي تعلقنا بها جميعاً
فلنكن على موعد مع العالم الجديد
كالخميرة التي لا يستغني عنها الدقيق الأبيض
فمن غيرنا يبعث الحركة في عالم ميت بالآلات والمدافع
فحركة الأفريكانزم عند سنغور حركة تنموية تدعو إلى التصالح مع الآخر ولا ترى سبيلاً للتمايز الحضاري، فمقصده بالزنوجة القيم الدائمة للحضارة الزنجية والروح الجماعية واحترام القيم الروحية .
وهناك شخصية أخرى نحت منحى سنغور في فكرها، وهو الدكتور كوجير أجيري، فبالرغم من كونه يفخر بسواده، فقد كان يعتقد اعتقاداً راسخاً بضرورة التعاون بين السود والبيض، وكان يقول في هذا السبيل بأنّك يمكنك أن تخرج نغماً بالعزف على أصابع البيانو السوداء وحدها، ولكن لتخرج نغماً منسجماً لا بدّ من العزف على الأصابع البيضاء والسوداء كلها.
ويقول في موضع آخر : ” ولدتُ في ساحل الذهب – بارك الله فيها – وأنتمي إلى المائتي المليون الزنجي وأدافع عنهم، وأود أن أرى التعاون بينهم وبين البيض، وأن يعطوا الفرصة الكاملة للنهوض بإفريقيا لتقدم خدماتها الكبرى للإنسانية “.
وهذا ما يرمي إليه القائد الإفريقي مالك عقار بقوله : ” … وخلق شعور مشترك بين السودانيين، بالتفاهم والوحدة والتنوع الثقافي والأثني والديني “، وهو ما عناه كوجير تحديداً حين قال ” يمكنك أن تخرج نغماً بالعزف على أصابع البيانو السوداء وحدها، ولكن لتخرج نغماً منسجماً لا بدّ من العزف على الأصابع البيضاء والسوداء كلها”.
فأدبيات المصالحة مع الذات التي صدرت من الكتاب الأفارقة، كان بسبب المفاهيم التي تقلّل من قيمة الإنسان الأفريقي، أما وقد استعاد الإنسان الإفريقي عزته وكرامته وركل مقولة ” العرق الأدنى” أو “أفريقيا المظلمة” وثار على الصورة المغلوطة التي تنسب إلى الإنسان الإفريقي، تلك الصورة المزرية التي كانت موجودة في كل مكان، في مقالات الصحف، وفي التعليم، وفي الأدب، وفي التاريخ الذي يكتبه الأوربيون ، وحقق التوازن النفسي لشخصيته فلا داعي إذن من الخصومة بينه وبين الآخر.
لقد محيت تلك الصورة المشوّهة عن الإنسان الإفريقي عندما تصالح مع نفسه. وقد تأكد احترام الإنسان الإفريقي لذاته وتخلص من عقدة النقص التي ألمت به في غابر الأيام، بفضل نهوض الكتاب الأفارقة ودعوتهم إلى تصحيح هذه الصورة الزائفة وحرصهم على أن يُظهروا في كل كتاباتهم قيمة الإنسان الإفريقي، وعزّة نفسه، من خلال وجوده في العالم بأسره، ليس فقط في أفريقيا، بل أيضاً في الكاريبي والولايات المتحدة، وشبه الجزيرة العربية، وبلاد فارس والهند وحتى الصين،” مدافعين عن الشعب الإفريقي”، هذا الصنف المميّز من البشريّة المعروف باسم الزنوج في العالم أجمع، يسعي لتأكيد الأخوّة بين أبناء هذا العرق وتقويتها، والمطالبة من كل الملونين أن يغادروا إلى أفريقيا، والقيام بواجبهم تجاه موطنهم الأصلي، والتشجّيع بالزواج في ما بينهم من أجل الحفاظ على العرق، إيماناً منهم بمستقبل إمبراطورية زنجيّة في أفريقيا، وبقيامهم بكل هذا فقد وصلوا قمة التصالح مع الذات والاعتزاز بها .
وقد كان تأكيد الشخصية الإفريقية يرتكز على مجابهة عقدة اللون بالفخر والاعتزاز، لدرجة أنّ مهرجان الفنون والثقافة الإفريقية الذي عقد بداكار أطلق عليه مهرجان الثقافة والفنون للسود في إفريقيا والعالمBlack and African Festival of Arts and Culture تأكيدا على أصالة هذا السواد، وأنّه ليس مما يجلب العار.
لذا فإنّ أهم ما تميزت به حركة الأفريكانية في هذا الصدد هو تحويلهم اللون الأسود من رمز للاحتقار والصغار إلى قيمة يعتز ويفتخر بها الكاتب والمفكر الإفريقي، حتى توصلوا عبر ذلك إلى قدر من التصالح مع اللون ومع الذات ومع الوطن الأم – إفريقيا – وإلى إعادة النظر في التراث الإفريقي السابق من وسيلة رفض سياسي مناهض للاستعمار إلى حركة وعي بالذات والأصل فأصبحت هذه الحركة مصدر فخر لبعض الأفارقة إذ اعتزوا بلونهم الأسود وتصالحوا معه.
يقول الدكتور كوجير آجيري Kwegir Aggry (1875- 1927): ” إذا صعدت روحي إلى السماء وقال لي ربي: ” أجري إني سأرسلك إلى الدنيا مرة أخرى فما رأيك، أتريد أن ترجع أبيض اللون؟ فسوف أجيبه “لا” أرسلني أسوداً رجلاً أسوداً، معتماً كامل السواد، وإذا سألني ربي لماذا ؟؟ فسأجيبه “لأنّ لدي عملاً سأقوم به، ولا يمكنني كرجل أبيض أن أؤديه، من فضلك أرسلني أسود بقدر ما تستطيع”. قمة التصالح مع الذات.
كان آجري فخوراً بزنجيته، فخوراً بإفريقيته، معتزاً بلونه الأسود متصالحاً مع ذاته راضياً بقدره مقتنعاً بشخيصته .
وقد صدم سنجور المجتمع الدولي وأصابه بالدهشة عندما قال : – “أنت أسود، إذاً أنت جميل”. ولا تزال هذه المقولة، تثير إعجاب الإفريقي بنفسه إلى اليوم . وقد أُطلق سنجور هذه العبارة في النصف الأول من القرن الماضي، فشهدت للأنفاس الأولى التي لفظتها حرية الإفريقي من خلال خرق المحرَّم الثقيل : الاعتراف بحق الشخص الأسود في أن يكون مثل غيره، والتمتع حتى بسمات الشخص الأبيض، ومن بينها أن يكون جميلاً.
وفي قصيدة البطاقة السوداء التي نشرها ليودامس عام 1956م استهل كعادته بأسلوبه الساخط للتعبير عن النظرة الإفريقية التقليدية للجمال، والتي تجعل السواد معيار الفضيلة، كما تعتبر ثقافات أخرى البياض محور الحسن والفضيلة فيقول:
لا يكون الأبيض زنجيا قط
لأنّ الجمال أسود
والحكمة سوداء
ولأنّ التحمل أسود
والشجاعة سوداء
لأنّ الصبر أسود
والحديد أسود
ولأنّ الجاذبية سوداء
والشعر أسود
والإيقاع أسود
ولأنّ الفن أسود
والحركة سوداء
لأنّ الضحك أسود
ولأنّ المرح أسود
لأنّ السلام أسود
والحياة سوداء
هذه القصيدة لمن تأملها تثير الإعجاب وتوضح بجلاء نظرة الإفريقي لنفسه وتصالحه مع ذاته ببحثه عن القيم التي تجعله متفرداً ومتميزا عن غيره ، وهي كثيرة وحقيقية لا يراها كثير من الناس، ولا شك أن كل ما ذكره هذا الشاعر المرح هي قيم لا يتمتع بها غير الإفريقي وهي قيم جوهرها تهفوا إليها البشرية كلها ولكن هيهات فإنها لا توجد إلا عند الإفريقي.
ويقول شاعر آخر قي قصيدة بعنوان : أكاذيب بيضاء مهاجماً بعض الأفارقة الذين يمتعضون من لونهم محاولين تغييره ، فقد وصفهم بأنهم مصابون بفيروس الجنون الأبيض:
تدندن ماجي مصابة بفيروس الجنون الأبيض
ناظرة الرعب في المرآة بدأب وهوس
تـُبيّض وجهاَ سخامياَ
وتتصارع بمشط حديدي في الفروة المجعدة
وأنا أنظر
أنا أعرف البياض النقي
والقلب الأبيض
السلام والفضيلة المطلقة
الملائكة بيضاء
الملائكة طيبة
وأنا أسود
دعني أعلم حقيقة السواد
وأنّ الغمام الأسود ليس مؤشر القيامة
إنّما الأمل، المطر، الحياة
اسمح لي أن أطلق صاعقة الأسود المكهربة
حتى يعرف الجميع معنى الأسود جيداَ
هذا الاعتزاز باللون والتصالح معه هو رد فعل ناجم من العنصريّة تجاه العرق الزنجي وهو رد فعل طبيعي على عنصريّة العرق الأبيض، فكل منهما ينتمي لبنية مختلفة. الأبيض لبنية الوعي المادّي وهدفه السيطرة ووسيلته النبذ والإقصاء لكل من يقف في طريق جمعه للثروات المادّية، والزنجي أو الأسود لبنية وعي يسعى لإثبات وجوده والثأر لنفسه من الهيمنة، بالبحث عن أصوله وجذوره وعن ماضيه لمجابهة التحدّي التاريخي، والحلم ببناء امبراطوريّة السود أو امبراطوريّة الزنوج في أفريقيا .
لقد كان الأدب الأفريقي يسخر ممّن يحاكون الرجل الأبيض في شكله الخارجي ويرفض هذا التماهي مع الآخر في كل شيء حتى في ملابسه وهيئته، وفي هذا يقول ليون جورج داماس في ديوانه (خضاب Pigments ) عن عدم رضاه عن نفسه بعد أن تشبّه بالرجل الأوربي في كل شيء وفقد بذلك هويّته الأفريقيّة :
لديّ إحساس بأنني سخيف
وأنا ألبس حذاءهم،
وأنا ألبس بدلتهم،
وأنا ألبس ياقتهم المزيّفة،
وأنا ألبس نظارتهم.
لديّ إحساس بأنني سخيف،
برقبتي التي تشبه مدخنة مصنع
بآلام رأسي التي لا تتوقف،
كلّما حيّيت أحدهم .
لديّ إحساس بأنني سخيف ،
في صالوناتهم،
في مجاملاتهم،
في انحناءاتهم،
وينعكس هذا الصدى على الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري، فيتحدث بشكل عام مصرحاً ومتقبلاً لونه المستمد من قارته الإفريقية بل معتزاً به في يقظة حصنته من خيبة الأمل التي قد يواجهها في مجتمعه، فيسلّط الضوء على تضاريسه الزنجية، وسلالته الإفريقية ليكونا أمرين معلومين عن صورته السائدة، ليقطع بذلك الطريق على من يريد أن يعيره بهما، خاصة وهو يعيش في مجتمع ينكر إفريقيته، يقول:
أنا زنجي
وأبي زنجي الجَدَّ
وأمي زنجية
أنا أسود
أسود، ولكني أمتلك الحرية
وهكذا ينتهي الخوف وتنقشع السحب الداكنة، ويزول الضباب وتردد الملايين على الساحة بفخر:
إن نكن سرنا على الشوك سنينا
ولقينا من أّذاهـ ما لقينا
إن نكن بتنا عراة جائعينا
أو نكن عشنا حفاة بائسينا
فلقد ثرنا على أنفسنا
ومحونا وصمة الذلة فينا
ولا ينكر دعاة الزنجية بدائيتها، ولا يخجلون من إعلانهم عن عاطفيتها، وحسيتها الفائرة، بل يزهون بها، ويعلنون أنّها الدواء الذي يستطيع به الزنجي أن يوصي العالم بإعطائها لمريض التخمة بالآلات والأرباح والحسابات.
وهكذا وجدت حركة الآفريكانزم نفسها في تحول نحو أصولهم الزنجية ومنابعها.
وختم الزعيم الإفريقي- مالك عقار – توصيته بالتمسك بمبدأ المصالحة مع النفس ومع الآخر بقوله : “فهل أنتم منتهون”. إذاً يجب أن ينتهي الجميع من الاستعلاء العرقي وتوعية من يقول ” نحن أبناء الله وأحباؤه” ، ومن الاستعلاء الاقتصادي والاجتماعي للذين يقولون ” أنا أكثر منك مالاً وأعز نفرا” ومن الاستعلاء السياسي للذين يقولون ” أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه”، وضرورة التعايش والتصالح بين جميع المكونات السياسية والثقافية والعرقية والدينية في السودان وإلا فسوف يغادر أوشيك، وأبكر، وسبت، وكوكو، وأبو شوتال، وبيلو، ودودو، وإيلتي، وعقار، وآدم، وساتي، وسيد أحمد، سوف يغادرون جميعاً قروب التنوع والوحدة.